استعان النصر بنظيره الوحدة الإماراتي، من أجل تجهيزه للعودة للمباريات في الدوري السعودي والبطولات الأخرى، بعد فترة التوقف المقبلة بالتزامن مع إقامة منافسات كأس العرب 2025 في قطر.
وتنطلق نهائيات كأس العرب 2025 في قطر، يوم 1 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وتستمر حتى يوم 18 من نفس الشهر، وتتوقف منافسات الدوري السعودي خلال تلك الفترة، حيث تعود يوم 19 من الشهر ذاته.
معسكر إماراتي
وقالت صحيفة “الرياضية” السعودية إن إدارة شركة نادي النصر استقرت على إقامة معسكر إعدادي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال فترة توقف كأس العرب، استعدادًا لعودة المباريات بعد نهايتها.
وسيستمر المعسكر لمدة 5 أيام فقط، حيث يبدأ يوم 7 ديسمبر/كانون الأول المقبل، ويستمر حتى يوم 11 من الشهر نفسه.
وخلال هذا المعسكر، سيخوض فريق المدرب البرتغالي جورجي جيسوس مباراة ودية وحيدة، سيحل فيها ضيفًا على فريق الوحدة الإماراتي على ملعبه في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وسيخوض الفريق العاصمي المباراة بدون 6 من لاعبيه الدوليين الذين انضموا إلى قائمة المنتخب السعودي في كأس العرب، وهم الحارسان نواف العقيدي وراغد النجار، مع الظهيرين نواف بوشل وأيمن يحيى، وقلب الدفاع عبدالإله العمري، بالإضافة إلى لاعب الوسط عبدالله الخيبري.
النصر سيخوض مباراة أخيرة قبل التوقف، غدًا الأربعاء، عندما يواجه استقلال دوشنبه الطاجيكي، في الجولة الخامسة من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا 2.
وبعد هذه المباراة، سيحصل لاعبو النصر على راحة قصيرة، قبل العودة إلى التدريبات، ومن ثم التوجه إلى أبوظبي لخوض غمار المعسكر الخارجي بدءًا من يوم 7 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
مرحلة صعبة
يستعد النصر لمرحلة شديدة الحساسية من الموسم، خاصة أن الفريق يعيش واحدة من أفضل فتراته من حيث النتائج، متصدرًا دوري روشن السعودي برصيد 27 نقطة، وباحثًا عن الحفاظ على هذا الزخم لمواصلة الهيمنة محليًا، إلى جانب السعي الجاد لتحقيق حلم الجماهير في التتويج بلقب دوري أبطال آسيا 2.
أول ما ينتظر النصر في الفترة المقبلة هو اختبار حقيقي لقدرته على الصمود في صدارة الدوري، فالفريق قدم مستويات قوية وثابتة حتى الآن، لكن الاستمرار على هذا النسق يتطلب تركيزًا عاليًا في كل مباراة، خاصةً مع دخول الموسم مراحله الأكثر ضغطًا، وارتفاع حدة المنافسة من الهلال والأهلي والاتحاد.
الحفاظ على الصدارة لن يكون سهلًا، وسيحتاج المدرب إلى إدارة ذكية للمباريات، وتدوير فعّال يضمن بقاء اللاعبين في قمة الجاهزية.
أما على صعيد دوري أبطال آسيا 2، فالتحدي ليس سهلاً، فالنصر يملك فريقًا مرشحًا للقب، لكنه يدرك أن مشوار البطولة لا يحتمل الأخطاء، وأن مراحل الإقصاء تتطلب شخصية أقوى داخل الملعب، ومرونة تكتيكية تسمح للفريق بالتعامل مع فرق من مدارس مختلفة.
جيسوس مطالب بترسيخ هويته الهجومية، مع معالجة بعض الثغرات الدفاعية التي ظهرت في بعض المباريات، لأن تفاصيل صغيرة قد تصنع الفارق في معترك آسيوي صعب.
كما سيكون الضغط البدني عاملاً رئيسيًا خلال الفترة المقبلة، خاصة مع ازدحام المباريات بين الدوري والبطولة الآسيوية، ما يجعل من إدارة الأحمال البدنية والتحضير الذهني جزءًا جوهريًا في نجاح الفريق. الإصابات قد تكون عنصرًا مؤثرًا، وبالتالي سيحتاج الجهاز الفني إلى التأقلم السريع مع أي طارئ قد يحدث.
جيسوس يكتب التاريخ
دون البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني لفريق النصر، اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ “العالمي” بعدما قاد رجاله للانتصار على الخليج (4-1)، مساء يوم الأحد الماضي، ضمن الجولة التاسعة من دوري روشن للمحترفين.
نجح جيسوس بهذا الانتصار في معادلة أفضل انطلاقة له في بطولة الدوري السعودي، والتي تعود لموسم 2018-2019، عندما قاد الزعيم للفوز في 9 مباريات متتالية.
وبعد 6 سنوات استطاع جيسوس أن يكرر الأمر، ولكن بوابة النصر، ليكشر عن أنيابه للجميع برسالة تشير إلى عدم رغبته في التنازل عن لقب الدوري السعودي.
وكان جيسوس قد رحل عن صفوف الهلال في الولاية الثانية خلال مايو/أيار الماضي، ليقرر بعدها قيادة النصر مطلع الموسم الجاري.
المدرب البرتغالي أثبت أن فكره الهجومي لا يزال حاضرًا، وأن أسلوبه لا يزال قادرًا على صناعة الفارق. الأندية قد تتغيّر، لكن جيسوس… يبقى هو جيسوس.
استعاد النصر معه روحه الهجومية، وثقته، وهيبته التي تضررت في السنوات الماضية.
وبدا العالمي وكأنه يخوض اختبارًا جديدًا في كل مباراة، بينما يقترب جيسوس خطوة بعد أخرى من رقمه القديم الذي دوّن اسمه به مع الهلال.
واليوم، يمتلك جيسوس 9 انتصارات متتالية، وسلسلة تتصاعد بثبات، ومع كل مباراة يتزايد التوتر، لأن الفوز المقبل لا يعني مجرد 3 نقاط، بل يعني الاقتراب من رقم تاريخي جديد.