في كرة القدم، هناك لحظات تتجاوز حدود الزمن، وتتحول إلى رموز للأمل والإلهام، ومنها اللحظات، يستمد الهلال السعودي روحه وهو يستعد لخوض منافسات كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة.
فالذاكرة السعودية تقفز مباشرة إلى صيف 1994، حين سطّر سعيد العويران هدفًا خرافيًا في مرمى بلجيكا على أرض العاصمة الأمريكية واشنطن، في لقطة خلدها التاريخ كواحدة من أجمل أهداف كأس العالم.
اليوم، وبعد أكثر من 30 عامًا، يعود نادٍ سعودي إلى ذات الأرض، باحثًا عن مجد جديد بنكهة زرقاء.
Getty Images
أسفرت قرعة مونديال الأندية عن وقوع الهلال في المجموعة الثامنة إلى جانب ريال مدريد الإسباني، وباتشوكا المكسيكي، وسالزبورج النمساوي.
ويفتتح “الزعيم” مشواره بمواجهة ريال مدريد يوم الأربعاء 18 يونيو/حزيران على ملعب “هارد روك” في ميامي، ثم يلاقي سالزبورج في واشنطن يوم الأحد 22، قبل أن يختتم دور المجموعات بلقاء باتشوكا في ناشفيل يوم الخميس 26 من الشهر ذاته.
رسالة من الماضي
مواجهة سالزبورج النمساوي على ملعب “أودي فيلد” بواشنطن ليست مجرد مباراة، بل تحمل دلالة خاصة لجماهير السعودية، وكأن القدر يعيد فتح صفحة ذهبية من التاريخ، حين شهدت المدينة ذاتها هدف سعيد العويران الذي راوغ فيه نصف فريق بلجيكا، وسجّل هدفًا وصفته “الفيفا” بالمارادوني.
هدف العويران لم يكن مجرد عبور إلى دور الـ16، بل صار رمزًا للفخر الوطني وأيقونة في سجل كأس العالم.
الزعيم وحلم العالمية
الهلال يدخل النسخة الموسعة من البطولة بـخبرة وتجربة، بعد 3 مشاركات سابقة في 2019 و2021 و2022.
ففي المغرب 2022، قدّم الزعيم أفضل نسخة له، حين بلغ النهائي بعد إسقاط فلامنجو في نصف النهائي، قبل أن يخسر بشرف أمام ريال مدريد (5-3)، محققًا المركز الثاني.
لكن نسخة 2025 مختلفة تمامًا، فهي الأولى التي تضم 32 ناديًا من نخبة العالم، ما يرفع سقف المنافسة والتحدي، ويضع الهلال أمام فرصة تاريخية لصناعة إنجاز غير مسبوق في تاريخ الأندية الآسيوية.
فبين ذكرى العويران في 1994 وطموح الهلال في 2025، يقف السعوديون على أعتاب حلم جديد، فأرض واشنطن التي شهدت لحظة خالدة للكرة السعودية، قد تحتضن صفحة أخرى من المجد.. وهذه المرة، بتوقيع الزعيم.
Getty Images