برشلونة بلا صناع لعب.. كيف سيواجه فليك الأزمة؟

BySayed

أكتوبر 12, 2025


الإصابات تعصف بالبلوجرانا في الفترة الأخيرة

يستعد برشلونة لاستئناف مشواره في الدوري الإسباني بعد فترة التوقف الدولي، وسط أزمة حقيقية في صناعة اللعب، حيث يجد المدرب هانز فليك نفسه من دون أي لاعب جاهز في هذا المركز، بعد إصابة داني أولمو مع المنتخب الإسباني، لينضم إلى قائمة الغائبين التي تشمل أيضا جافي، فيرمين لوبيز ورافينيا.

ووفقاً لصحيفة “آس” الإسبانية، ازدادت معاناة فليك مع انضمام أولمو إلى قائمة المصابين، في وقت يسابق فيه الزمن لاستعادة بعض لاعبيه قبل مواجهة جيرونا المرتقبة، وسط حالة من القلق داخل الجهاز الفني بشأن الجاهزية البدنية للنجوم العائدين من الإصابة.

موقف لوبيز

وأشارت الصحيفة إلى أن قبل أسابيع قليلة فقط، كان الحديث داخل برشلونة يدور حول العرض الذي قدمه تشيلسي للتعاقد مع فيرمين لوبيز، وحينها برر البعض إمكانية قبول العرض بوجود تكدس في مركز الوسط الهجومي، مع وجود جافي، أولمو ورافينيا، مما قد يصعب حصول فيرمين على دقائق كافية للمشاركة.

لكن الواقع تغيّر تماماً، حيث لا يملك فليك اليوم أي لاعب متاح في هذا المركز. 

وأوضحت الصحيفة أن فيرمين ورافينيا يقتربان من التعافي، وقد يعودان أمام جيرونا، إلا أنهما لم يحصلا بعد على التصريح الطبي اللازم، بينما عاد أولمو إلى برشلونة عقب إصابته الأخيرة مع المنتخب الإسباني.

وكان فيرمين قد بدأ تدريباته بشكل جزئي مع الفريق الأسبوع الماضي، بعد إصابته في اللحظات الأخيرة من مواجهة خيتافي، في حين تعرض رافينيا لإصابة عضلية في العضلة ذات الرأسين الفخذية اليمنى، أمام ريال أوفييدو. 

ورغم احتمالية مشاركة الثنائي أمام جيرونا، فإن الجهاز الفني يتعامل بحذر مع مسألة الدفع بهما، لتجنب أي انتكاسة جديدة.

أما جافي، فسيغيب عن الملاعب لفترة طويلة تمتد إلى عام 2026، وربما حتى شهر مايو تحديداً، بعد خضوعه لعملية تنظير في الغضروف الداخلي للركبة اليمنى.

فليك كان على حق

وأكدت هذه التطورات صحة موقف فليك، الذي رفض بشكل قاطع رحيل أي لاعب إضافي عن الفريق، بعد المغادرة المفاجئة لإنييجو مارتينيز في الصيف الماضي. 

وذكرت الصحيفة أن ما كان يُنظر إليه وقتها كعنادٍ من المدرب الألماني، اتضح أنه قرار مسؤول وحكيم، إذ كان مدركاً لاحتمالية تعرض الفريق لسلسلة من الإصابات، خصوصاً مع رغبته في تطبيق مبدأ المداورة على نطاق أوسع هذا الموسم.

لكن رغم توزيع الدقائق على اللاعبين، لم يسلم الفريق من لعنة الإصابات.

ومع هذه الغيابات المؤثرة، يمتلك برشلونة سلاحاً مهماً في قطاع الشباب، فقد شهدت مواجهة ريال سوسيداد الظهور الرسمي الأول للاعب الواعد درو فيرنانديز مع الفريق الأول، وقد يجد نفسه مجدداً ضمن حسابات فليك في لقاء جيرونا المقبل، إذا لم يتعافَ فيرمين ورافينيا بشكل كامل، أو فضّل المدرب عدم المجازفة بهما منذ البداية.

بهذا الشكل، يجد فليك نفسه أمام اختبار صعب بعد التوقف الدولي، إذ يتعين عليه إيجاد حلول تكتيكية مبتكرة لتعويض غياب صناع اللعب، مع الموازنة بين ضرورة الفوز والحفاظ على سلامة لاعبيه، في ظل الجدول المزدحم والموسم الطويل الذي ينتظر برشلونة.

اسم لامع

ويُعد هانز فليك واحداً من أبرز المدربين الألمان في العقد الأخير، بعدما صنع لنفسه اسماً لامعاً في عالم التدريب، من خلال مسيرة مليئة بالإنجازات والانضباط التكتيكي الصارم. 

وُلد فليك عام 1965 في مدينة هايدلبرج الألمانية، وبدأ مشواره كلاعب وسط مع نادي بايرن ميونخ في الثمانينيات، قبل أن ينتقل إلى كولن، ثم يعتزل مبكراً بسبب الإصابة، ليتجه سريعاً إلى مجال التدريب.

بدأ فليك مسيرته التدريبية مع فريق فيكتوريا بامنتال، ثم تدرج حتى عمل مساعداً للمدرب يواكيم لوف في المنتخب الألماني، بين عامي 2006 و2014، وهي الفترة التي شهدت تتويج “المانشافت” بلقب كأس العالم 2014 في البرازيل. 

وكان فليك العقل التكتيكي المساعد خلف نجاح المنتخب الألماني، حيث تميز بدقته في التحليل الفني، وقدرته على ضبط التوازن بين الدفاع والهجوم.

بعد نجاحه الدولي، عاد فليك إلى العمل في الأندية، حيث تولى تدريب بايرن ميونخ في عام 2019، في فترة كانت مليئة بالضغوط بعد رحيل نيكو كوفاتش. 

وتمكن في وقت قياسي من تحويل الفريق إلى ماكينة انتصارات، محققاً سداسية تاريخية في موسم 2019-2020، شملت دوري أبطال أوروبا، والدوري الألماني، وكأس ألمانيا، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس السوبر المحلي، وكأس العالم للأندية.

تميز فليك بأسلوب لعب يعتمد على الضغط العالي والاستحواذ السريع على الكرة، مع مرونة تكتيكية كبيرة تسمح للفريق بالتحول بين الخطط خلال المباراة. كما اشتهر بقدرته على استعادة أفضل مستوى للاعبين، مثل توماس مولر وسيرجي جنابري، ومنح الفرصة للمواهب الشابة مثل ألفونسو ديفيز.

وفي عام 2021، تولى فليك قيادة المنتخب الألماني خلفاً ليواكيم لوف، لكنه لم يتمكن من تحقيق النجاح ذاته، إذ خرج مبكراً من كأس العالم 2022 في قطر، مما أدى إلى إنهاء مهمته بعد فترة قصيرة. ومع ذلك، ظل اسمه مطروحاً في سوق المدربين الكبار، نظراً لفلسفته الحديثة وقدرته على بناء منظومات ناجحة.

وانضم فليك إلى برشلونة في صيف 2024، في تحدٍ جديد على المستوى الشخصي والمهني، وسط آمال كبيرة بإعادة الفريق إلى قمة الكرة الأوروبية.

ورغم البداية المتباينة، فإن الإدارة الكتالونية ما زالت تؤمن بمشروعه، حيث يركز على بناء هوية كروية، تعيد للبلوجرانا الانضباط والشراسة الذهنية التي افتقدها الفريق في المواسم الأخيرة.



المصدر – كوورة

By Sayed