برشلونة في مأزق الإصابات.. فليك يلجأ للشباب لإنقاذ الموقف

BySayed

أكتوبر 17, 2025


يخوض برشلونة مباراة الديربي أمام جيرونا، مساء السبت على ملعب مونتجويك، وسط أزمة حقيقية في صفوفه بعد توالي الإصابات التي ضربت عناصر الفريق خلال فترة التوقف الدولي، لتتحول استعدادات النادي الكتالوني من أسبوع يُفترض أن يكون مخصصًا للتحضير للمباريات المقبلة، إلى ما يشبه ورشة طوارئ داخل المستشفى الرياضي في “خوان جامبر”.

ووسط هذا الوضع المعقد، تأكد غياب المهاجم الإسباني فيران توريس عن اللقاء المرتقب، بعدما غاب عن تدريبات الفريق صباح الجمعة بسبب معاناته من انزعاج عضلي في الفخذ الخلفي الأيسر.

وأوضح برشلونة في بيان رسمي أن فيران توريس سيغيب “كإجراء احترازي” لمواصلة تعافيه من الإجهاد العضلي الذي تعرض له أثناء مشاركته الدولية الأخيرة.

غياب فيران يمثل ضربة جديدة للمدرب هانز فليك، الذي يجد نفسه مضطرًا لمواجهة جيرونا بتشكيلة منقوصة بشدة، بعدما فقد بالفعل عددًا كبيرًا من لاعبيه الأساسيين بسبب الإصابات المتنوعة.

عودة محدودة في وسط العاصفة

في المقابل، تلقى الجهاز الفني أنباء إيجابية محدودة بعد تعافي لامين يامال وفيرمين لوبيز، حيث تدرب الثنائي بشكل طبيعي مع المجموعة ومن المنتظر حصولهما على التصريح الطبي للمشاركة في المباراة. كما عاد بيدري للتدريب الجماعي بعد أن اكتفى أمس بحصة بدنية في الصالة الرياضية، وبدا في حالة جيدة تؤهله للعب.

هذه العودة الثلاثية تمنح فليك قليلًا من الأمل وسط قائمة طويلة من الغيابات، إذ لا يزال الفريق يعاني من نقص واضح في كل الخطوط تقريبًا، خاصة في الهجوم الذي تلقى الضربة الأقسى بغياب الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي.

ليفاندوفسكيAFP

ليفاندوفسكي وأولمو خارج الخدمة

أكد النادي أن ليفاندوفسكي سيبتعد عن الملاعب لعدة أسابيع بعد إصابته بتمزق في العضلة الخلفية للفخذ الأيسر، وهي إصابة تعرض لها خلال وجوده مع المنتخب البولندي. وسيحتاج فليك إلى إيجاد حلول تكتيكية بديلة في غياب رأس الحربة الأساسي للفريق.

كما يغيب داني أولمو بدوره عن الديربي، بعدما عاودته آلام عضلة باطن القدم اليسرى التي تعرض لها أثناء مشاركته الدولية الأخيرة، وهو ما أجبر الطاقم الطبي على استبعاده من حسابات اللقاء، مع منح الأولوية لراحته حتى لا تتفاقم الإصابة.

ويستمر خوان جارسيا في الغياب الطويل بعد خضوعه لجراحة في غضروف الركبة اليسرى، كما يواصل جافي مرحلة التأهيل من العملية الجراحية التي أجراها في الركبة اليمنى، ولا يزال الثنائي تير شتيجن وجارسيا في المستشفى يخضعان لبرامج علاجية متقدمة.

رافينيا.. قلق في انتظار الكلاسيكو

الوضع لا يختلف كثيرًا بالنسبة للجناح البرازيلي رافينيا، الذي يعاني من انزعاج في أوتار الركبة اليمنى، ولم ينضم بعد إلى التدريبات الجماعية.

وفضّل فليك استبعاده من قائمة جيرونا ومن مواجهة أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا، على أمل أن يكون جاهزًا للقاء الكلاسيكو المرتقب أمام ريال مدريد.

ويُدرك رافينيا أن الفريق يحتاج إلى خدماته في الفترة الحرجة المقبلة، لذا يعمل اللاعب مع الجهاز الطبي بحذر كبير لتجنب أي انتكاسة جديدة قد تبعده عن الأسابيع المصيرية القادمة.

رافينياEPA

فليك يلجأ إلى الشباب

أمام هذا الكم من الإصابات، لم يجد فليك مفرًا من الاستعانة بلاعبي الرديف لتعويض النقص في قائمة الفريق الأول. وقد شارك في مران الجمعة مجموعة من المواهب الشابة أبرزهم: بيدرو رودريجيز “درو”، وتوني فرنانديز، وجوفري تورنتس، وخوان هيرنانديز، وتشافي إسبارت، إضافة إلى حارسي المرمى دييجو كوتشين وإيدر ألير. ومن المرجح أن يضم المدرب عددًا منهم لقائمة اللقاء أمام جيرونا.

الاعتماد الاضطراري على الشباب يأتي في وقت صعب للغاية، إذ تنتظر برشلونة سلسلة من المواجهات النارية محليًا وأوروبيًا خلال الأسابيع المقبلة، تبدأ بجيرونا ثم ريال مدريد وإلتشي وسيلتا فيجو في الدوري الإسباني، إلى جانب أولمبياكوس وكلوب بروج في دوري أبطال أوروبا.

سجل برشلونة هذا الموسم

على الصعيد المحلي، بدأ برشلونة الموسم بقوة قبل أن يتعرض لأول انتكاسة كبيرة. فبعد سبع جولات دون هزيمة، جاءت الصدمة في الجولة الثامنة حين خسر الفريق أمام إشبيلية بنتيجة 4-1 في ملعب رامون سانشيز بيزخوان، في مباراة كشفت عن هشاشة دفاعية واضحة وأثارت علامات استفهام حول جاهزية الفريق البدنية.

ويملك برشلونة حتى الآن 19 نقطة من 8 مباريات، بعدما فاز في ثلاث مباريات على ملعبه أمام فالنسيا وخيتافي وريال سوسييداد، وحقق ثلاثة انتصارات خارج أرضه على ريال مايوركا وليفانتي وريال أوفيدو، مقابل تعادل مع رايو فايكانو وخسارة وحيدة أمام إشبيلية.

بهذه النتائج، فقد برشلونة صدارة الترتيب لصالح ريال مدريد، الذي قفز إلى القمة بـ 21 نقطة، بينما تراجع الفريق الكتالوني إلى المركز الثاني.

برشلونةEPA

خيبات أوروبية مبكرة

أما على الصعيد القاري، فلم تكن بداية برشلونة في دوري أبطال أوروبا على قدر التطلعات. فبعد فوزه الصعب في الجولة الأولى على نيوكاسل يونايتد بهدفين مقابل هدف، تلقى الفريق خسارة مؤلمة أمام باريس سان جيرمان، ليتوقف رصيده عند ثلاث نقاط فقط، ويقبع في المركز السادس عشر في الترتيب العام للمسابقة حتى الآن.

ويأمل فليك في استعادة توازن الفريق عندما يستضيف أولمبياكوس اليوناني في 21 أكتوبر الجاري على ملعب مونتجويك، في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين بالنسبة للكتلان، الذين يرفعون شعار “الفوز فقط” لتفادي تعقيد الحسابات في دور المجموعات.

وبعد مواجهة أولمبياكوس، سيخوض برشلونة سلسلة من المباريات الأوروبية القوية أمام كلوب بروج في بلجيكا، ثم تشيلسي في لندن، وآينتراخت فرانكفورت في ألمانيا، قبل أن يختتم مشواره في مرحلة المجموعات بمواجهتي سلافيا براج وكوبنهاجن.

أسبوع هندسة تكتيكية تحت الضغط

تحولت فترة ما بعد التوقف الدولي إلى اختبار حقيقي لفليك، الذي وجد نفسه مطالبًا بإعادة ترتيب أوراقه بسرعة في ظل غياب معظم نجومه. بين إصابات عضلية وأخرى جراحية، وبين ضغط المباريات المتتالية، يعيش المدرب الألماني أسبوعًا معقدًا على الصعيدين البدني والتكتيكي، إذ يتعين عليه المزج بين لاعبي الخبرة والمواهب الشابة بطريقة تضمن التوازن وعدم فقدان الإيقاع.

ويبقى لقاء جيرونا أول اختبار لهذا التوازن الجديد، قبل الدخول في معترك أكثر سخونة أمام ريال مدريد وأولمبياكوس، وهي مواجهات قد تحدد الكثير من ملامح موسم برشلونة في الليجا ودوري الأبطال.



المصدر – كوورة

By Sayed