أعلن برشلونة بشكل رسمي عن تفاصيل الإصابة التي تعرض لها المهاجم فيران توريس، والتي أثارت قلق الجماهير عقب مغادرته معسكر المنتخب الإسباني مؤخراً، مؤكداً أنه يعاني من “إجهاد عضلي بسيط” ولن يغيب عن الفريق لفترة طويلة.
ووفقاً لصحيفة “سبورت” الإسبانية، فقد كشف الاتحاد الإسباني لكرة القدم في بيان رسمي اليوم عن استبعاد فيران توريس من معسكر المنتخب بسبب شعوره بـ”بعض الانزعاجات العضلية”، ليعود اللاعب مباشرة إلى برشلونة من أجل الخضوع للفحوصات الطبية اللازمة.
البيان الصادر من الاتحاد أوضح أن توريس يعاني من “إجهاد عضلي دون وجود إصابة هيكلية مرتبطة به”، وهو التشخيص الذي أكده نادي برشلونة لاحقاً بعد إجراء فحوصات دقيقة صباح الإثنين، حيث أشار النادي إلى أن النتائج “استبعدت وجود أي إصابة حقيقية”.
وجاء في بيان النادي: “الفحوصات الطبية التي أُجريت أكدت أن اللاعب فيران توريس يعاني من إجهاد في العضلات الخلفية للفخذ الأيسر، دون وجود أي إصابة مصاحبة. اللاعب ليس في حالة غياب وسيتابع برنامج علاج خاص خلال الأيام المقبلة”.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن حالة فيران توريس لا تدعو للقلق، إذ من المنتظر أن يستعيد جاهزيته الكاملة خلال أيام قليلة، على أن يكون متاحاً للمشاركة مع الفريق في مباراة برشلونة أمام جيرونا يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي.
خليفة ليفاندوفسكي
مع مرور الوقت، أثبت فيران توريس، أنه أحد أبرز الرابحين في عهد هانز فليك داخل برشلونة، بعدما تحوّل من جناح محدود المشاركة، إلى رأس حربة يقاتل على مركزه بثقة عالية.
وبينما ترددت الشكوك حول قدرته، على شغل دور المهاجم الصريح في عهد تشافي هيرنانديز، جاء المدرب الألماني ليعيد اكتشافه ويمنحه المكان الذي بحث عنه طويلاً في خط المقدمة.
ووجد فليك في توريس، خياراً مثالياً ليقود هجوم الفريق الكتالوني بجانب المخضرم روبرت ليفاندوفسكي، قائلاً بعد الفوز الكبير على فالنسيا في سبتمبر/أيلول الماضي “من الرائع أن أمتلك خياراً بين فيران وليفاندوفسكي. أنا سعيد بوجود لاعبين بهذه الجودة في هذا المركز”.
وحتى فترة التوقف الدولي في أكتوبر/تشرين أول، شارك توريس أساسياً في 8 مباريات وكان بديلاً في مباراتين فقط، ليؤكد أنه أصبح سلاحاً هجومياً حقيقياً في منظومة المدرب الجديد.
رحلة توريس مع مركز المهاجم لم تبدأ في برشلونة، بل تعود جذورها إلى أيامه في فالنسيا، حيث منحه المدرب مارسيلينو، فرصة الظهور الأول قبل أن يجربه ألبيرت سيلاديس كمهاجم صريح.
وقال سيلاديس “وضعناه هناك عدة مرات رغم أنه لم يسبق له اللعب في هذا المركز، كنا نعاني من غيابات، وتوقعنا أنه قادر على التأقلم بفضل مهارته الفنية وتحركاته في العمق”.
وأضاف “كان جيداً في الكرات الهوائية، يتمتع بحدس تهديفي مميز ويسجل بسهولة”.
وجاءت الخطوة التالية في مشوار نضوج توريس في مانشستر سيتي، حيث وجد فيران نفسه أمام اختبار جديد مع بيب جوارديولا، بعد إصابة المخضرم سيرجيو أجويرو الطويلة.
وصرح أحد أعضاء الجهاز الفني للسيتي في ذلك الوقت، قائلا “فيران جاء لأن أجويرو كان مصابا معظم الموسم، وكنا بحاجة إلى مهاجم. لديه حس تهديفي قوي، يجيد التحرك في الثلث الأخير والخروج من منطقة الجزاء ليكون مرجعاً للهجوم”.
وأضاف “عملنا معه على تدريبات مكثفة، ليُتقن التحركات المطلوبة كمهاجم، النزول لاستلام الكرة، والانطلاق خلف الدفاع، وإنهاء الهجمات. لم تكن تلك مركزه الطبيعي، لكننا رأينا فيه القدرة على التكيف”.
وعندما وصل توريس إلى برشلونة، كان أول رهان في مشروع تشافي هيرنانديز، الذي وصفه عند التوقيع معه بأنه “لاعب من مستوى عالمي يفهم المساحات جيداً ولا يفقد الكرة”.
ورغم ذلك، لم يحظ بالاستمرارية في مركز المهاجم بسبب وجود أوباميانج، ولوك دي يونج، وممفيس ديباي، ثم ليفاندوفسكي.
وأوضح أحد أفراد الجهاز الفني حينها “لم نمنحه الاستمرارية التي احتاجها، لكنه كان يمنحنا الكثير في الضغط العالي بفضل قدرته على تكرار الجهد لاستعادة الكرة”.
وأضاف المصدر ذاته “في الهجوم، كان يتحرك بذكاء في المساحات، لكننا كنا نفتقد اللاعب القادر على منحه التمريرة الأخيرة التي تترجم تحركاته، وهذا كان يسبب له بعض الإحباط، لذلك فضل تشافي استخدامه على الأطراف حيث يمتلك آلية تسديد مميزة”.
أما هذا الموسم، فقد تغيّر المشهد تماماً، ومع تراجع لياقة ليفاندوفسكي وتقدمه في السن، برز توريس كمهاجم الحاضر والمستقبل لبرشلونة، حيث أن اللاعب الذي شكّله جوارديولا وآمن به تشافي، وجد تحت قيادة فليك، البيئة المناسبة، ليُثبت أنه أكثر من جناح، بل رأس حربة قادر على قيادة الخط الأمامي بثبات وثقة.