النجم النرويجي يواصل توهجه وأرقامه الاستثنائية هذا الموسم
قدّم إيرلينج هالاند، نجم منتخب النرويج ومانشستر سيتي، أداءً مثاليًا ضد الكيان الصهيوني، ضمن التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، في المباراة التي شهدت فوز النرويج (5-0) اليوم السبت.
وأهدر هالاند ركلة جزاء مرتين بعد إعادتها، قبل أن يتألق ويسجل ثلاثة أهداف “هاتريك” في المباراة.
وبحسب شبكة “أوبتا” للإحصائيات، فقد رفع هالاند رصيده من الأهداف مع النرويج إلى 51، ليصبح أسرع لاعب في التاريخ يصل إلى 50 هدفًا مع منتخبه، بعدما حقق ذلك في 46 مباراة فقط.
وتفوق هالاند على نجوم كبار مثل هاري كين (71 مباراة)، ونيمار دا سيلفا (74 مباراة)، وكيليان مبابي (90 مباراة)، وروبرت ليفاندوفسكي (90 مباراة)، وليونيل ميسي (107 مباريات)، وكريستيانو رونالدو (114 مباراة).
وأحرز هالاند هذا الموسم 21 هدفًا، في 12 مباراة رفقة مانشستر سيتي ومنتخب النرويج، كما تمكن من التسجيل في آخر عشر مباريات متتالية.
وسجل النجم النرويجي ثمانية أهداف، في آخر مباراتين فقط مع منتخب بلاده، بواقع “هاتريك” ضد الكيان الصهيوني و”ميجا هاتريك” ضد مولدوفا، وكلتاهما ضمن تصفيات كأس العالم.
موسم ناري
بدأ هالاند موسمه الجديد مع مانشستر سيتي بانطلاقة صاروخية، إذ نجح في تسجيل تسعة أهداف خلال أول سبع مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أداء يعكس مجددًا قدراته التهديفية الاستثنائية، ويؤكد أنه أحد أخطر المهاجمين في العالم.
ورغم أن هذه الانطلاقة ليست الأعلى في مسيرة هالاند، إذ سبق له تسجيل 11 هدفًا في أول سبع مباريات بموسم 2022-2023، و10 أهداف في الموسم الماضي، فإن إنجازه هذا العام لا يقل قيمة عن ذلك، خصوصًا أنه يتصدر سباق الحذاء الذهبي في إنجلترا بفارق ثلاث أهداف عن أقرب منافسيه، ما يضعه في موقع مريح للغاية في سباق الهدافين.
ويُعد لافتًا أن جميع أهدافه التسعة جاءت من اللعب المفتوح، دون أي ركلات جزاء، ما يمنح أداءه بُعدًا إضافيًا من القوة، ويُبرز اعتماده على التحرك الذكي والتمركز المثالي واللمسة الأخيرة الحاسمة، دون الحاجة إلى الكرات الثابتة أو الحظ، وهو ما يجعل كل فرصة له تقريبًا تهديدًا حقيقيًا على المرمى.
ماكينة الفرص قبل الأهداف
رغم أن الإصابات قد تُغيّر وجه المنافسة على لقب الحذاء الذهبي، فإن المؤشرات الحالية ترجح كفة هالاند لعدة أسباب واضحة، أولها عدد الأهداف الكبير الذي سجله بالفعل، وثانيها جودة الفرص التي يحصل عليها مقارنة بمنافسيه.
ويستند المحللون إلى مقياس “الأهداف المتوقعة” (XG) الذي يُقدّر عدد الأهداف المحتملة بناءً على نوعية الفرص. وتشير الأرقام إلى تفوق هالاند بشكل كبير على بقية مهاجمي الدوري الإنجليزي سواء من حيث عدد الفرص أو جودتها، ما يعني أن مستواه مبني على أسس قوية لا على الصدفة.
وبعبارة أخرى، حتى لو لم يكن هالاند في كامل فعاليته باللمسة الأخيرة، فإن كمية الفرص التي يحصل عليها كافية لوضعه في صدارة الهدافين بسهولة. فأسلوب لعب مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا يمنحه مساحات داخل منطقة الجزاء، ويغذيه بتمريرات متقنة من لاعبين مثل فودين ودوكو، ما يضاعف من فرصه التهديفية.
تفوق نوعي وكمي
سدد هالاند حتى الآن 29 كرة على المرمى هذا الموسم، أي أكثر بـ12 تسديدة من أي لاعب آخر في الدوري، وهو رقم يعكس استمرارية حضوره الهجومي. وقد سجّل في المرحلة نفسها من موسم 2023-2024 ثلاثين تسديدة، و34 تسديدة في موسم 2022-2023، لكن المميز هذا العام هو جودة الفرص لا كميتها فقط.
فمعدل (xG) لكل تسديدة لهالاند يبلغ 0.27، أي أن كل محاولة تسديد تتحول إلى هدف بنسبة 27%، وهي نسبة مذهلة تُظهر حسه التهديفي العالي. وللمقارنة، كان معدل التسديدة الواحدة له في بداية الموسم الماضي 0.17 فقط، ما يعكس تحسن جودة الفرص وتحسن المنظومة الهجومية للسيتي في تهيئة الكرات لهالاند بشكل أسرع وأكثر دقة.
وبفضل هذا الأسلوب المباشر، أصبح هالاند يحصل على فرص أسهل وأكثر وضوحًا، وهو ما انعكس بشكل مباشر على معدله التهديفي. ويبدو مانشستر سيتي هذا الموسم أكثر فاعلية في استغلال العمق والمساحات والتمريرات البينية، ما يجعل مهمة هالاند في التسجيل شبه محسومة في العديد من المباريات.
منافسو هالاند في الدوري
المثير أن منافسي هالاند التقليديين على لقب هداف الدوري الإنجليزي، لم يبدأوا الموسم بنفس القوة. فمحمد صلاح، هداف الموسم الماضي برصيد 29 هدفًا، سجل هدفًا واحدًا فقط خلال نفس الفترة الحالية، مع عدد فرص أقل بكثير مما أُتيح له الموسم الماضي. ويمكن القول إن هذه واحدة من أبطأ بدايات صلاح في البريميرليج، ما يمنح هالاند أفضلية كبيرة.
ولا يقتصر التراجع على صلاح فقط، بل يمتد ليشمل معظم لاعبي قائمة أفضل 11 هدافًا في الموسم الماضي، الذين سجلوا أهدافًا أقل بكثير. فبعضهم تأثر بالإصابات مثل يوان ويسا وكول بالمر ويورجن ستراند لارسن، وآخرون تأثروا بفترة الانتقالات أو تراجع مستوى فرقهم، مثل برينتفورد وأستون فيلا وولفرهامبتون، مما انعكس على معدلاتهم التهديفية.
الحذاء الذهبي الأوروبي
على الصعيد الأوروبي، تبدو المنافسة على الحذاء الذهبي أكثر سخونة. فهالاند يتقاسم المركز الثاني مع نجم ريال مدريد كيليان مبابي برصيد تسعة أهداف لكل منهما، خلف المتصدر هاري كين الذي أحرز 11 هدفًا مع بايرن ميونخ.
ومع ذلك، يتمتع هالاند بميزة نوعية، إذ إن جميع أهدافه جاءت من اللعب المفتوح، بينما سجل كين ومبابي بعض أهدافهما من ركلات جزاء.