يمثل الكندي جوناثان ديفيد، مهاجم نادي يوفنتوس الإيطالي، لغزًا حقيقيا في بداية موسم السيدة العجوز، حيث يعاني اللاعب من عدم التأقلم مع الفريق، ما يتسبب في فوضى كبيرة داخل أرض الملعب.
البطة القبيحة، أو سمكة خارج الماء، أو رجل الثلج، كل هذه الأوصاف أطلقتها جماهير السيدة العجوز على اللاعب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد إهداره لفرصة محققة للتسجيل في مباراة ميلان، بعدما فشل في لمس الكرة ووضعها في الشباك من مسافة قريبة جدًا أمام مرمى الروسونيري، خلال المواجهة التي جمعت العملاقين قبل التوقف الدولي.
وتسببت تلك الزلة أمام مرمى ميلان في الدقيقة 34، في حالة من السخرية ضد ديفيد، الذي بات لغزًا كبيرًا في أول 720 دقيقة من الموسم، لكن كيف يمكن لمهاجم سجل 109 أهداف مع ليل الفرنسي في 5 مواسم ماضية أن يتحول إلى لاعب عاجز عن التسجيل من مسافة أمتار قليلة؟
ثقة مفقودة
أولًا وقبل كل شيء، بالنسبة للكندي، الأمر بالتأكيد مسألة ثقة، فبعد أن وصل في الصيف مع احتمال أن يصبح لاعب خط الهجوم الجديد ليوفنتوس، وجد نفسه مضطرًا لمواجهة منافسة غير متوقعة.
وكان اليوفي يستعد لتولي ديفيد مسؤولية خط الهجوم بمفرده كرأس حربة، حيث أن البيانكونيري كان على بعد خطوة فقط من إجبار دوسان فلاهوفيتش على مغادرة النادي، لكن الأمور انقلبت تماما، بقى دوسان في الفريق بعد صيف ساخن مليء بالأحداث بينه وبين الإدارة، ليجد جوناثان نفسه أمام منافسة كبيرة مع زميله بالفريق.
وصعب فلاهوفيتش من مهمة جوناثان، فرغم مشاركته كلاعب بديل معظم الوقت إلا أنه يتألق باستمرار ويعود بيوفنتوس من الهزيمة مثلما حدث أمام بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا، ثم لعب ضم لويس أوبيندا دورًا أيضا في تراجع ثقة ديفيد، حيث قلصت الصفقة من المساحة الهجومية بشكل أكبر مما كان متوقعا.
ومع إيجور تودور المدير الفني لليوفي، الذي بفضل اللعب بخطة تشمل مهاجمًا واحدًا، وجد جوناثان ديفيد نفسه مضطرًا للبحث عن مركز أساسي وأصبحت كل مباراة بمثابة اختبار، وتحول الكندي من لاعب أساسي إلى لاعب يبحث عن فرصة وسط منافسة قوية للغاية، الأمر الذي نتج عنه ضغط قد يؤدي إلى انفجار وضع اللاعب في النهاية.
غياب المساندة
يعاني يوفنتوس من مشكلة أخرى فنية وتكتيكية. في ليل الفرنسي كان جوناثان ديفيد ركيزة الفريق الذي يعتمد على أسلوب هجومي يلعب لصالحه، فاستغل إمكاناته وقدراته كمهاجم متعاون مع زملائه، لكن في يوفنتوس، وجد المهاجم نفسه في فريق بدأ في الاعتماد على أسلوب كرة قدم هجومي بشكل عمودي.
وفي المباريات الأخيرة، بغض النظر عن عدد الأهداف المسجلة، عانى يوفنتوس من خلق فرص التهديف. فضد ميلان لم يلمس جوناثان الكرة سوى 16 مرة في 69 دقيقة، رغم أن طبيعته تحتاج إلى يكون في قلب الأحداث الهجومية للفريق، وهو خطأ يعود إليه بالتأكيد، لكنه أيضا يعود للتشكيلة التي يلعب بها الفريق، فترسخت علاقته في ليل مع لاعبين مثل زيجروفا بشكل جيد على مدار سنوات، بينما في يوفنتوس، لايزال تفاهمه مع يلدز وكونسيساو غير موجود، بالنظر إلى أن الثنائي يميل إلى التسديد بدلا من مد المهاجم بتمريرات حاسمة.
معاناة البدايات
صحيح أن جوناثان سجل هدفا في أول ظهور له في الدوري الإيطالي مع يوفنتوس، إلا أن مسيرته تُظهر أنه يحتاج إلى عدة أشهر للتأقلم التام مع فريقه، ففي أول ظهور أوروبي له مع جينت وهو في الـ18 من عمره، سجل هدفين في الجولة المؤهلة للدوري الأوروبي، لكن ظهوره الأول في الدوري احتاج للبقاء دون أهداف حتى ديسمبر/ كانون الأول، والأمر نفسه تكرر مع ليل في 2020، فانتظرت الجماهير بحرارة لثلاثة أشهر حتى سجل المهاجم هدفه الأول مع فريقه الجديد.
وعلقت صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت الإيطالية على وضع جوناثان ديفيد في يوفنتوس وقالت “ربما، إذًا، ما يبدو الآن كبطة قبيحة يحتاج فقط إلى بعض الوقت ليتحول إلى بجعة”.
أرقام ديفيد
منذ بداية الموسم الجاري، شارك جوناثان في 7 مباريات بشكل إجمالي، 5 منها في الدوري الإيطالي، سجل هدفا وصنع آخر في 242 دقيقة لعب، بينما خاض مباراتين أخرتين في دوري أبطال أوروبا ولعب 146 دقيقة لكنه لم يضع بصمته فيهما ولم يساهم في أي هدف سواء بالتسجيل أو الصناعة.
وخلال مسيرته الكروية حتى الآن، شارك المهاجم الكندي في 83 مباراة مع جينت وسجل فيهم 37 هدفا بينما قدم 15 تمريرة حاسمة، بينما لعب 232 مباراة مع ليل، سجل فيهم 109 هدفا وقدم 30 تمريرة حاسمة.