حظي منتخب شباب المغرب، العائد من تشيلي بلقب كأس العالم، باستقبال ملكي تاريخي، ناب خلاله ولي العهد، الأمير مولاي الحسن عن والده الملك محمد السادس، في تكريم بعثة الفريق والثناء على ما قدمته خلال هذا المونديال.
وحضر الحدث آباء وأمهات اللاعبين في تكرار لما حدث مع منتخب الأسود بعد عودته من قطر عقب بلوغ نصف نهائي مونديال 2022.
و قبل حلولهم بالقصر الملكي جالت حافلة مكشوفة أقلت على متنها هؤلاء الأبطال شوارع العاصمة الرباط، وسط حضور الآلاف من مناصري المنتخب المغربي الذين هتفوا لهم.
وشكل ذلك منظرا مهيبا ورائعا قاد الأنصار لمطالبة باقي المنتخبات، وبينها منتخب الناشئين الذي سيشارك في مونديال قطر الشهر المقبل، والأسود الذين يخوضون منافسات الكان، بالظفر بكل هذه البطولات.
لقجع يرفع السقف عاليا
كان فوزي لقجع بين الحضور، وحظي بهذا التكريم الكبير، ليكرر رئيس اتحاد الكرة المغربي لاحقا طلبه لمدرب منتخب الناشئين نبيل باها، وهو يحثه على العودة بكأس العالم لأقل من 17 عاما من قطر الشهر المقبل، مبرزا أن المغرب ما عاد ليقنع في أي بطولة مجمعة يلجها بغير الكأس والذهب.
وفي تصريحات تلفزيونية رفع لقجع سقف الطموحات، مؤكدا ثقته في قدرات هذا المنتخب على تكرار إنجاز منتخب الشباب في تشيلي، منوها بالمواهب التي يضمها.
وأضاف أن رصد كل تلك الإمكانيات المالية واللوجيستية كان بهدف اعتلاء الكرة المغربية الريادة
وعاد بذاكرته لإنجاز الأسود قبل 3 أعوام في مونديال قطر وبلوغ المربع الذهبي.
“الموت واقفين”
كان لافتا أن يقول لقجع في هذه التصريحات التي نقلتها قناة الرياضية، إن التتويج بكأس العالم يفرض قتالا وتضحيات جسيمة، منوها بأنه حث لاعبي الشباب على “الموت واقفين” كي يحولوا بين الأرجنتين بين التتويج بكأس العالم.
وتابع: “نعم لقد قلت لهم إن كان للأرجنتين أن تتوج بكأس العالم فليكن ذلك على جثتنا وأن نموت ونحن ندافع عن مرمانا، لنلعب ب 300 % من قوتها ولو كلفنا ذلك ما كلفنا، ولله الحمد أتي ذلك ثماره وعدنا باللقب”.
وخاطب لاعبي منتخب الناشئين الذين سيمثلون المغرب في مونديال قطر:” سنواجه البرتغال بطلة أوروبا واليابان بطلة آسيا ونحن المغرب أبطال أفريقيا، لا أحد أفضل من أحد، لذلك إن كان لزاما أن أعيد التأكيد والتذكير فهو التذكير بضرورة الانتحار كرويا والقتال لأجل علم المغرب والموت في استادات قطر تمثيلا للبلد وللقارة التي نحن أبطال لها، ولا يساورني شك أن ملحمة تشيلي ستتكرر على أراضي الشقيقة قطر”.
والمثير أن لقجع عاد ليقول إن أي إنجاز آخر غير التتويج لن يسعده.
وأردف: “اليوم ما عاد التأهل يثير فينا شيئا وما عاد التقدم في الأدوار يعني لي شيئا٬ اللقب ثم اللقب ثم اللقب هذا هو الرهان وهذا هو السقف الأعلى من الأحلام ومن لا يرى نفسه قادرا على أن يركب معنا نفس القارب فلينزل مشكورا”.
المدربون المغاربة يلمعون
لقجع أثنى على المدربين المغاربة الذين كانوا صناع الفرح خلال آخر المواسم والدليل أن أهم وأقوى نتائج الكرة المغربية قاريا وعالميا أتت بفضلهم، وبينها لقبي الوداد في دوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي المصري 2017 و 2021 كانا بفضل الحسين عموتا ووليد الركراكي، مثلما أن الكرة المغربية نالت 14 لقبا مختلفا خلال آخر 7 أعوام جميعها بفضل المدربين المغاربة 7 لهشام الدكيك مع منتخب الصالات ولقب منتخب أقل من 23 عاما مع عصام الشرعي٬ لقب الكان لأقل من 17 عاما مع نبيل باها ولقب الشان 2025 مع طارق السكتيوي ولقب الكان للسيدات مع عادل السايح ولقب كأس العالم للشباب 2025 مع محمد وهبي.
وأكمل لقجع: “هذه النجاحات هي ثمرة عمل قاعدي وتضحيات انطلقت بفضل الرؤية الحكيمة لملك البلاد محمد السادس حفظه الله، والذي قادنا لهذه الطفرة العملاقة، وقد كان لزاما أن نواصل المسيرة والأجمل من كل هذا أن البصمة المغربية حاضرة وبقوة بفضل العمل الرائع لمدربينا”.
اكتساح داخل الكاف
مؤخرا نشر الكاف قوائم المرشحين لجوائز الأفضل خلال العام الحالي وقد حدث لأول مرة تواجد 3 مدربين من جنسية واحدة ضمن العشرة الذين انحصر بينهم السباق النهائي، إذ يتواجد كل من وليد الركراكي مستفيدا من قيادة منتخب الأسود لتأهل باهر ومبكر كأول منتخب أفريقي يصل لكأس العالم وبعلامة كاملة مع كسر الرقم القياسي الذي كان في حيازة إسبانيا ب 16 انتصارا متتالية وقد نال الجائزة قبل عامين.
مثلما تواجد طارق السكتيوي الذي قاد المحلي المغربي لكأس الشان مؤخرا في كينيا، وهو حامل برونزية الألعاب الأولمبية في باريس.
والثالث لم يكن سوى محمد وهبي الذي وقع على المعجزة المتمثلة في بطل العالم للشباب في تشيلي، وهو معطى يبرز الطفرة العالمية الهائلة للكرة المغربية على كافة المستويات.