بعد انتقادات الصمت.. برشلونة يطلق خطة لإنعاش الأجواء في كامب نو

BySayed

أكتوبر 21, 2025


يستعد برشلونة لإحداث تغيير جذري في أجواء مدرجاته بعد الانتقادات المتكررة التي طالت جماهيره خلال الموسم الماضي بسبب ضعف الحماس داخل الملعب، إذ أطلق النادي مشروعًا جديدًا يهدف إلى إعادة إحياء التشجيع في “سبوتيفاي كامب نو” مع السيطرة الكاملة على تنظيمه وإدارته.

ووفقًا لصحيفة “آس” الإسبانية، جاءت هذه الخطوة بعد سلسلة من المواقف التي أثارت استياء الجماهير، أبرزها ظهور امرأة تحمل لافتة كُتب عليها “ارفع وشاحك” خلال مواجهة ريال سوسييداد على ملعب لويس كومبانيس، في مشهد عكس فتور الحماس في المدرجات.

وتفاقم الجدل عقب مباراة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، حين فاق صوت نحو 3 آلاف مشجع فرنسي الحضور الجماهيري الكبير لأنصار برشلونة، ما أعاد إلى الواجهة الانتقادات بشأن الأجواء الصامتة في ملعب النادي الكتالوني.

إعادة هيكلة التشجيع داخل الملعب

هذا الوضع دفع إدارة برشلونة إلى إعادة النظر في طريقة إدارة التشجيع، خصوصًا بعد إلغاء “منطقة التشجيع” في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إثر رفض المجموعات السابقة دفع غرامة قدرها 21 ألف يورو بسبب مخالفات تنظيمية.

وحاول النادي سد هذا الفراغ عبر مبادرات ترفيهية لم تلقَ استحسان الجماهير، إذ ركزت على المشاركة السلبية بدل التفاعل الحقيقي، لتتولى لاحقًا إدارة “هوية برشلونة” وقسم “تفاعل الجماهير” مهمة الإشراف على الأجواء داخل الملعب.

وفي فبراير/شباط 2025، أطلق برشلونة عملية تشاورية بمشاركة الجماهير لجمع الأفكار حول مستقبل التشجيع في الملعب الجديد، تضمنت15  جلسة عمل جمعت ممثلين عن مجموعات المشجعين وخبراء في الأمن والقانون والتشجيع الجماهيري.

إدارة مباشرة من النادي

وخلال الجمعية العامة للنادي، قدمت نائبة الرئيس للشؤون المؤسسية إيلينا فورت عرضًا تضمن أبرز ملامح المشروع ضمن خطة “إسباي برسا”، مؤكدة أن النادي سيعقد مؤتمرًا صحفيًا مخصصًا للكشف عن التفاصيل قريبًا.

وقالت فورت: “لن نسمح بوجود أي هياكل أو مجموعات خارجية تتحكم في طريقة عمل المدرج، برشلونة هو من سينشئ وينظم ويدير هذا الفضاء”.

وأوضحت أن الهدف هو إنشاء مساحة مبتكرة وعفوية وأصيلة وشاملة، ترفض الهتافات التي تحرض على العنف أو تتنافى مع قيم النادي، مع التركيز على رفع الأعلام وتنظيم اللوحات الجماهيرية “التيفو”.

شروط الانضمام إلى المدرج الجديد

سيضم المدرج الجديد، الذي يحمل الاسم الرسمي “جول 1957” إشارة إلى عام افتتاح ملعب كامب نو، 1247 مقعدًا فقط.

وسيستفيد الأعضاء الشباب من أسعار مخفضة، على أن تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، وأن يكونوا منتمين رسميًا للنادي، مع أولوية لمن ينتظرون منذ أكثر من خمس سنوات.

ويُلزم المشاركون بسداد اشتراكاتهم وعدم ارتكاب مخالفات تأديبية أو أعمال عنف، إلى جانب اجتياز فحص أمني من شرطة كاتالونيا، والتعهد بحضور 80% على الأقل من مباريات الموسم.

ورغم الحماس الرسمي للمشروع، انتقدت بعض المجموعات السابقة العدد المحدود للمقاعد وشروط الانضمام، معتبرة أن الأجواء الحماسية تحتاج إلى مشاركة أوسع من جماهير النادي.

ملعب كامب نو.. رمز كتالوني خالد

يُعد ملعب كامب نو أحد أبرز المعالم الرياضية في العالم، ورمزًا لهوية مدينة برشلونة الكتالونية.

افتُتح في 24 سبتمبر/أيلول 1957 بمباراة ودية أمام ليجا وارسو البولندي، وبدأ منذ ذلك الحين مسيرة عامرة بالإنجازات والذكريات الخالدة.

وجاء قرار إنشائه في خمسينيات القرن الماضي بعد أن أصبح ملعب “ليس كورتس” غير قادر على استيعاب جماهير النادي المتزايدة، ليستغرق بناؤه ثلاث سنوات بتكلفة بلغت نحو 288 مليون بيزيتا إسبانية.

واستضاف كامب نو نهائيات كبرى، أبرزها نهائي دوري أبطال أوروبا 1999 بين مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ، ومباريات كأس العالم 1982 وأولمبياد برشلونة 1992.

وشهد الملعب مسيرة أسطورية لأعظم نجوم الكرة مثل كرويف، مارادونا، رونالدينيو، وميسي، واحتضن إنجازات النادي التاريخية، خصوصًا خلال حقبة بيب غوارديولا وثلاثية عام 2009.

ورغم تقليص سعته من أكثر من 120 ألف متفرج إلى نحو 99 ألفًا لدواعٍ أمنية، ظل كامب نو أكبر ملاعب أوروبا وأكثرها امتلاءً، ومكانًا مقدسًا للجماهير الكتالونية يجمع بين الرياضة والانتماء والهوية.

واليوم، ومع مشروع إعادة التحديث الجاري، يسعى برشلونة لتحويل كامب نو إلى تحفة معمارية حديثة تواكب متطلبات كرة القدم العصرية وتمنح جماهيره تجربة فريدة من نوعها.



المصدر – كوورة

By Sayed