هاجم جيمي كاراجر مدافع ليفربول السابق، محمد صلاح وفيرجيل فان دايك نجمي الريدز، بعد الهزيمة القاسية أمام آيندهوفن، مؤكدًا في الوقت نفسه أن وضع المدرب آرني سلوت أصبح في خطر.
وسقط ليفربول بشكل مدوٍ بنتيجة 4-1 أمام آيندهوفن أمس الأربعاء في دوري أبطال أوروبا، وهي الهزيمة التاسعة في آخر 12 مباراة، والثالثة على التوالي بفارق ثلاثة أهداف في مختلف البطولات، لتتفاقم الضغوط على سلوت الذي كان يحتفل قبل ستة أشهر فقط بلقب الدوري الإنجليزي في أول مواسمه مع الفريق.
كاراجر قال عبر شبكة “CBS Sports”: “ليفربول ليس نادياً يقيل المدربين. النادي مختلف عن أغلب أندية أوروبا، المدرب هو الشخصية الأقوى ويُمنح الوقت. لطالما كنت من الداعمين لمنح المدرب الفرصة… لكني غاضب من اللاعبين، بصراحة. ومع ذلك، يصل كل مدرب إلى نقطة يصبح فيها الوضع غير قابل للاستمرار، ولا يمكن أن يستمر أكثر من ذلك. أنا لست هناك بعد، لكنني أدرك أن كثيرين وصلوا لهذه القناعة”.
النجم السابق وجه انتقادات مباشرة لقوام الفريق، معتبراً أن فيرجيل فان دايك وصلاح وحارس المرمى أليسون بيكر لم يعودوا قادرين على “حمل” الفريق كما فعلوا في السابق، مشيراً إلى أن فان دايك وصلاح تحديداً تراجع مستواهما بشكل واضح.
وأضاف كاراجر: “شرارة نهضة ليفربول في 2018 مع يورجن كلوب كانت بفضل أليسون وفان دايك وصلاح. الآن أليسون يتعرض لإصابات كثيرة ولا يشارك كثيراً. فان دايك لم يعد كما كان، وصلاح يبدو وكأن قوته البدنية تراجعت”.
ورغم انتقاداته، عبر كاراجر عن تقديره الكبير للثنائي: “لا أحب انتقادهما، لأنهما أسطورتان لما قدّماه للنادي. لكن الواقع أنهما لم يعودا قادرين على تقديم ما كانا يقدمانه. فان دايك لم يعد قادراً على إنقاذ الآخرين، بل بات يحتاج إلى من يساعده، وهذا يجعله مدافعاً عادياً مثلما كنت أنا، لم يعد خارقاً كما كان”.
كما دعا لاعبين آخرين لتحمل المسؤولية: “أين بقية اللاعبين؟ هل تستطيعون اللعب جيداً فقط عندما يتألق هؤلاء الثلاثة؟ هل يمكنكم أن تعتمدوا على أنفسكم؟ المستوى الحالي غير مقبول بالنسبة لنادٍ بحجم ليفربول. ربما هذه صورة مبكرة لما سيحدث عندما يرحل صلاح وفان دايك وأليسون”.
أرقام كارثية
الهزيمة أمام آيندهوفن لم تكن مجرد سقوط جديد، بل رسخت واقعاً مريراً، حيث خسر ليفربول 9 مباريات من آخر 12 خاضها في جميع المسابقات، وهي أسوأ سلسلة للفريق في فترة مماثلة منذ ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 1953 ويناير/كانون الأول 1954، أي أن الريدز يعيش حالياً انهياراً لم يحدث منذ أكثر من 70 عاماً.
الأزمة لم تتوقف عند الهزائم فقط، بل امتدت إلى طريقة السقوط، حيث خسر ليفربول 3 مباريات متتالية بفارق 3 أهداف أو أكثر للمرة الأولى منذ ديسمبر/كانون الأول 1953، وفقا لأرقام شبكة “أوبتا”,
وهناك مجموعة من الأرقام تضاعف من حدة القلق، حيث تلقى ليفربول 3 أهداف أو أكثر في 3 مباريات متتالية بجميع البطولات لأول مرة منذ سبتمبر/أيلول 1992.
أما فيرجيل فان دايك قائد دفاع ليفربول، فقد تسبب بثلاث ركلات جزاء هذا الموسم، وهو أعلى رقم بين لاعبي الدوري الإنجليزي، وهذا الرقم يمثل تراجعا كبيرا في أداء اللاعب الذي كان يُعد قبل سنوات أحد أفضل مدافعي العالم.
انهيار حصن آنفيلد
وقبل لقاء آيندهوفن، كان ليفربول أقرب إلى عقدٍ كامل من الصلابة الأوروبية على أرضه، ولكن الهزيمة أنهت سلسلة من 16 انتصارا متتالياً لليفربول في مرحلة المجموعات أو الدور الأول للمسابقات الأوروبية على ملعب “آنفيلد”.
وفي آخر مباراتين على ملعبه، تلقى ليفربول خسارتين بمجموع 7-1 أمام نوتنجهام فورست وآيندهوفن.
هذا الانهيار لم يحدث في عهد أي من المدربين السابقين منذ عقود، ويشير إلى فقدان شبه كامل للهيبة والسيطرة على الملعب الذي كان تاريخياً أحد أصعب الملاعب الأوروبية.
على الجانب الآخر، قدم آيندهوفن عرضا أوروبيا قويا، مدعوماً بسلسلة ممتازة من النتائج، فبعد فشله في الفوز بأي من أول 6 مباريات أمام ليفربول تاريخيا، حقق الفريق الهولندي انتصارين متتالين على الريدز، بعد فوز 3-2 عليه في الموسم الماضي.
وخسر آيندهوفن 3 فقط من آخر 18 مباراة في دوري الأبطال مقابل 8 انتصارات و7 تعادلات، وسجل في جميعها باستثناء مباراة واحدة.
بطل المباراة
اللاعب البديل صهيب دريويش، الذي سجل هدفين أمام ليفربول، حصد جائزة رجل المباراة باقتدار، وقال تقرير مجموعة المراقبين الفنيين في اليويفا: “دخل في التوقيت المثالي، منح الفريق طاقة كبيرة، سجل هدفين، وضغط بقوة… كان لاعباً مسيطراً تماماً خلال الدقائق التي شارك فيها، ومتواجداً باستمرار لاستلام الكرة.”
الإعلام الإنجليزي انهال بالانتقادات على أداء ليفربول، وقال المدافع السابق مايكل داوسون لشبكة “سكاي سبورتس”: “هذه كانت أسوأ حتى من نتيجة فورست. ليفربول لم يُظهر أي احترام لآيندهوفن، توقعت ردة فعل قوية الليلة، لكن ما حدث كان كارثة”.
وأضاف: “تسع هزائم في آخر 12 مباراة… هذا شيء مدمر، الفريق يفتقر تماماً للإيمان بالنفس. في الشوط الثاني، كان هناك فريق واحد فقط في الملعب… آيندهوفن كان مسيطرا بالكامل”.