مفاجأة المونديال تقرب حمد الله من قلوب جماهير الهلال
دائما ما تشهد كرة القدم، العديد من السيناريوهات الغريبة وغير المتوقعة، فيما يتعلق بنتائج المباريات أو الصفقات، ما يجعلها الرياضة الأكثر شعبية حول العالم.
وإذا تحدثنا عن الصفقات المفاجئة على وجه التحديد، نجد أن الهلال كتب واحدة من أغرب السيناريوهات، بعدما قرر التعاقد مع الهداف المغربي المخضرم عبد الرزاق حمد الله على سبيل الإعارة، ليمثل الألوان “الزرقاء” فيما تبقى من مشوار الفريق بكأس العالم للأندية 2025.
وحقق الهلال إنجازا تاريخيا بالوصول إلى الدور ربع النهائي، بفوزه على مانشستر سيتي، بنتيجة (4-3)، وذلك بعد أيام قليلة من تحقيق وصافة المجموعة الثامنة، برصيد 5 نقاط، بعد التعادل مع ريال مدريد (1-1) وسالزبورج (0-0) وهزم باتشوكا (2-0).
سنوات العداء
في الوقت الذي سيطرت فيه حالة من الفرحة على الجماهير الهلالية بعد إسقاط السيتي، والتأهل لمواجهة فلومينينسي البرازيلي، فقد قررت إدارة “الزعيم” ضم حمد الله من الشباب.
التعاقد مع حمد الله كان بمثابة مفاجأة مدوية للجميع، خاصة وأن اللاعب لديه العديد من الذكريات السيئة ضد الهلال وجماهيره، بتسجيل العديد من الأهداف أمامهم.
Getty Images
حمد الله سبق وأن لعب مع 3 أندية كبرى في الدوري السعودي، متمثلة في النصر واتحاد جدة ثم الشباب، قبل أن ينضم إلى الهلال في المونديال.
ومن ضمن الذكريات السيئة التي تعود إلى سنوات العداء بين حمد الله وجماهير الهلال، هو أنه دهس علم “الزعيم” أثناء تواجده مع الاتحاد، بالإضافة للخروج بعدة تصريحات سابقة، ألمح خلالها إلى أن “الأزرق” يفوز بالتحكيم.
ماذا فعل حمد الله أمام الهلال؟
يعتبر النجم المغربي أحد أبرز الهدافين الأجانب في تاريخ الكرة السعودية، نظرا لأهدافه الحاسمة والمستمرة، وخاصة أمام الأندية الكبرى، حيث يعد الهلال أحد أكثر ضحاياه.
خاض حمد الله 22 مباراة ضد الهلال في مختلف البطولات المحلية والقارية (أكثر منافس واجهه)، تمكن خلالها من تسجيل 10 أهداف وصنع 5، لكنه لم يحقق سوى 4 انتصارات وتعادل في مثلها، بالإضافة للهزيمة خلال 14 مناسبة.
وتعود المباراة الأبرز لحمد الله أمام الهلال إلى السوبر السعودي 2020-2021، عندما قاد النصر للتتويج باللقب، حيث سجل هدفا وصنع مثله في الانتصار (3-0).
صفقة غريبة
تعتبر صفقة حمد الله، بمثابة صدمة لمشجعي الهلال في المقام الأول، خاصة بعد العداء التاريخي مع النجم المغربي، بالإضافة لقبوله ذلك التحدي الصعب في وقت حاسم.
موافقة حمد الله على القدوم إلى الهلال في هذا التوقيت، تعد قرارا جريئا بدون أدنى شك، خاصة وأنه سيلعب أمام الجماهير التي هتفت ضده كلما سنحت لهم الفرصة، بالإضافة لرغبتهم في الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة من البطولة المونديالية.
Getty Images
وارتفعت طموحات جماهير الهلال إلى أقصى درجة بعد إسقاط السيتي، وهو ما سيضع الضغط على الهداف المغربي والذي سيخوض أولى مبارياته مع “الزعيم”، غدا الجمعة ضد فلومينينسي البرازيلي.
وتتمثل صعوبة المهمة في ضيق الوقت وعدم تأقلم اللاعب مع الفريق، وهو ما سيرفع من صعوبة التحدي وقدرته على تقديم الإضافة أمام فلومينينسي.
وإذا ودع الهلال المسابقة، فإنه لن يحقق أي استفادة من النجم المغربي سوى ظهوره في مباراة واحدة فقط، بالإضافة لإمكانية تعرضه لانتقادات من الجماهير الهلالية مرة أخرى.
مهمة إنقاذ
بالنظر إلى الأسباب التي دفعت الهلال لضم حمد الله، نجد أنه أفضل الحلول السريعة والمتاحة أمام الزعيم، في ظل إصابة الصربي ألكسندر ميتروفيتش وعدم جاهزيته لدعم الفريق بالفترة المقبلة، نظرا لغيابه عن أول 4 مباريات.
فضلا عن الضغط الهائل الذي تعرض له المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو، نظرا لمشاركته في جميع المباريات الماضية، وعلى رأسها المباراة الماراثونية الأخيرة ضد مان سيتي التي امتدت للأشواط الإضافية.
ونظرا لضيق الوقت وصعوبة التعاقد مع مهاجم أجنبي كبير، فإن الإدارة الهلالية قررت ضم حمد الله، لأنه الخيار الأمثل بالوقت الحالي، بسبب خبراته الكبيرة وقدراته التهديفية والبدنية المذهلة.
وبالتالي، فإن حمد الله قد يكون منقذ الهلال في ظل الإرهاق الشديد الذي يعاني منه ليوناردو، ومن الممكن أن يسجل هدفا حاسما كعادته يقود به “الأزرق” للدور المقبل، ويدخل قلوب الجماهير بعد سنوات العداء.