في ليلة تألق فيها البرازيلي ماركوس ليوناردو، نجم الهلال السعودي، بشكل لافت، خطف النجم الشاب الأضواء بعدما قدم صورة رائعة خلال مواجهة الشرطة العراقي، مساء اليوم الثلاثاء، ضمن الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.
ليوناردو يواصل إظهار قدراته الفردية والجماعية التي تجاوزت كل التوقعات، خاصة بعد استبعاده من القائمة المحلية في بداية الموسم بقرار فني من مدربه الإيطالي سيموني إنزاجي.
وجاء قرار إنزاجي من أجل قيد المهاجم الأوروجواياني داروين نونيز، ولكن إصابة البرتغالي جواو كانسيلو، دفعت المدرب الإيطالي لإعادة النجم البرازيلي للقائمة ليتألق بشدة. وتمكن المهاجم البرازيلي من تسجيل هدفين في مباراة الليلة عند الدقيقتين 45 و72، ليرفع رصيده إلى 10 أهداف في 12 مباراة خاضها مع الهلال في كافة المسابقات المحلية والقارية منذ بداية الموسم.
وتمكن النجم البرازيلي من الوصول إلى ضعف عدد أهداف نونيز الذي سجل 5 أهداف فقط منذ بداية الموسم في كافة المسابقات، رغم قرار إنزاجي بالاعتماد عليه من البداية. وكان إنزاجي قد قرر الدفع بماركوس من بداية المباراة، مع وجود نونيز على مقاعد البدلاء، وهو ما منح الفريق قوة هجومية كبيرة.
إحراج نونيز
لم يكن تألق ليوناردو مع الهلال مجرد حدث عابر، بل كان تحولًا واضحًا في مسار اللاعب منذ بداية الموسم، وهو التألق الذي وضع زميله نونيز في موقف محرج للغاية.
فمنذ استلام إنزاجي قيادة الفريق، منح المدرب الإيطالي ثقته الكاملة لنونيز، مفضّلًا إياه على ليوناردو في كل الخيارات الفنية، وهو ما انعكس بوضوح في قرار إبعاد اللاعب البرازيلي عن القائمة المحلية خلال الجولات الأولى.
لكن ليوناردو، الذي بدا وكأنه خارج الحسابات، عاد ليقلب الموازين ويغير الصورة بالكامل من خلال أداؤه المتصاعد، حضوره البدني القوي، وفاعليته الهجومية جعلته واحدة من أكثر أوراق الهلال تأثيرًا في الفترة الأخيرة، ليُجبر الجميع وفي مقدمتهم المدرب على إعادة تقييم الأولويات داخل الفريق.
ومع كل ظهور مميز يقدمه، تتزايد الضغوط على نونيز الذي لم يتمكن حتى الآن من إثبات نفسه بالشكل الذي كان يتوقعه إنزاجي، خاصة في ظل المقارنات المباشرة التي أصبح الجمهور يطرحها بين اللاعبين.
الفارق في التأثير داخل الملعب بات واضحًا، والجماهير باتت ترى أن ليوناردو يملك ما يكفي ليكون الخيار الأول دون منازع.
ورغم أن قرارات المدربين تُبنى على معايير كثيرة، فإن ما يقدمه ليوناردو اليوم يضع إنزاجي أمام إعادة حسابات حقيقية.
أداء ليوناردو المثير وضع زميله نونيز في موقف محرج، بعدما بدا الفارق واضحًا بين الحضور الفني والثقل الهجومي الذي قدمه اللاعب البرازيلي مقارنة بزميله، لتتجه الأنظار كلها نحو نجم اللقاء الذي تجاوز كل نقاط الضعف التي طاردته في بداية الموسم.
سلاح إضافي
ورغم أن تألق ليوناردو وضع نونيز في دائرة الانتقادات، فإن الوجه الآخر للمشهد يمنح إنزاجي فرصة ثمينة وسلاحًا إضافيًا يحتاجه بشدة في الفترة المقبلة، فالهلال يقف على أعتاب سلسلة من الاختبارات القوية محليًا وقاريًا، وهي مرحلة تتطلب حلولًا متنوعة وقدرات فردية وجماعية قادرة على قلب الموازين في أصعب الظروف.
إنزاجي، الذي عانى في بداية الموسم من نقص الخيارات الجاهزة، وخاصة بعد إبعاده ليوناردو عن القائمة المحلية، بات اليوم أمام لاعب يقدم كل ما يبحث عنه أي مدرب في صناعة الفارق الهجومي من سرعة، مرونة تكتيكية، حدة في الالتحام، وقدرة على خلق الفرص والتسجيل في اللحظات التي يفتقد فيها الفريق للحلول التقليدية، فكل هذه العناصر تجعل من ليوناردو ورقة مهمة يمكن استثمارها في المواجهات ذات الطابع المعقد.
ومع تعدد البطولات وضغط المباريات، يحتاج الهلال إلى لاعبين قادرين على منح المدرب رفاهية التدوير دون المساس بجودة الأداء، ووجود ليوناردو بهذا المستوى يُخفّف العبء عن إنزاجي الذي كان مضطرًا للاعتماد على تشكيل ثابت لفترات طويلة.
ويمنح ليوناردو الفريق خيارًا هجوميًا بديلًا يعزز القدرة على مواجهة أساليب اللعب المختلفة، سواء أمام الفرق التي تعتمد على التكتل الدفاعي أو تلك التي تفرض نسقًا عاليًا.
كما أن تألقه الحالي يخلق بيئة من التنافس الإيجابي داخل الفريق، وهي نقطة قد تصب بالنهاية في صالح الهلال، فمع تراجع تأثير نونيز، يصبح على اللاعب الأرجنتيني القتال لاستعادة مكانته، بينما يواصل ليوناردو البناء على مستواه لتأكيد أحقيته بالمشاركة أساسيًا.
هذا التنافس يمنح إنزاجي مساحة للتحكم في الحالة الفنية للاعبين وتحفيزهم على تقديم الأفضل. ولعل الأهم، أن ليوناردو يمنح الهلال سلاحًا مهمًا في المباريات التي تُحسم بتفاصيل صغيرة، تلك التي تحتاج إلى لاعب قادر على صناعة الفارق بكرة واحدة أو تحرك واحد.
وفي ظل التحديات المنتظرة، سواء في دوري النخبة أو الاستحقاقات المحلية، فإن وجود لاعب بهذا الزخم يمثل نقطة قوة إضافية تعزز من قدرة الفريق على مواصلة المنافسة على جميع الجبهات.
باختصار، قد يكون تألق ليوناردو مصدر ضغط على نونيز، لكنه في الوقت نفسه فرصة ذهبية لإنزاجي لإعادة تشكيل المنظومة الهجومية وتوسيع خياراته الفنية في مرحلة حساسة من الموسم.