كان معسكر منتخب فرنسا خلال شهر أكتوبر/تشرين أول الجاري، عامرًا بالمشاكل التي واجهت ديديه ديشامب، المدير الفني للفريق.
وجمع المنتخب الفرنسي 4 نقاط من فوزه على أذربيجان بثلاثية دون رد على ملعب حديقة الأمراء معقل باريس سان جيرمان، ثم التعادل مع أيسلندا بنتيجة 2-2 في ريكيافيك، ضمن الجولتين الثالثة والرابعة بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026.
ولكن اضطر ديشامب لإجراء تعديلات عديدة على قوام القائمة التي اختارها للانضمام إلى معسكر الديوك بسبب كثرة الإصابات، وبدأ ذلك باستدعاء المهاجم المخضرم فلوران توفان، لاعب لانس، بعد غياب طويل، ليعوض برادلي باركولا، كما انضم بنجامين بافارد مدافع أولمبيك مارسيليا الفرنسي المعار من إنتر ميلان، لتعويض إبراهيما كوناتي بسبب الإصابة.
وبعد المباراة الأولى أمام أذربيجان، استبعد المدير الفني لمنتخب فرنسا، نجم الفريق وقائده، كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد، بسبب تجدد آلام إصابته في كاحل القدم.
ودخل اتحاد الكرة الفرنسي في صدام شائك مع باريس سان جيرمان، عند الإعلان عن أسباب استبعاد برادلي باركولا، بالإشارة إلى أن الجناح الشاب كان يعاني من إصابة مزمنة في الفخذ، وأنه تحامل على نفسه في المشاركة بالمباريات منذ مواجهة أتالانتا خلال منتصف سبتمبر/أيلول الماضي في دوري أبطال أوروبا.
واستنكر النادي الباريسي بشدة، بيان اتحاد الكرة الفرنسي، ليستمر تبادل الاتهامات بين الطرفين بعد أزمة مشابهة بشأن إصابة عثمان ديمبلي وديزيريه دوي نجمي البي إس جي خلال معسكر المنتخب الفرنسي في سبتمبر/أيلول الماضي، مما أدى إلى غيابهما عن الملاعب لما يزيد عن 4 أسابيع.
من جانبها سلطت صحيفة “ليكيب” الضوء على أزمة جديدة قادمة من معسكر منتخب الديوك هذا الشهر، بالإشارة إلى تعرض لاعب خط الوسط أدريان رابيو (30 عامًا) لإصابة طفيفة قبل مباراة فرنسا ضد أيسلندا يوم الإثنين الماضي.
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن ديدييه ديشامب خلال مؤتمره الصحفي قبل المباراة، قلل من أهمية الإصابة، وألمح إلى احتمال مشاركة لاعب وسط ميلان في مباراة تصفيات كأس العالم.
وتابعت “ومع ذلك، اتضح أن إصابة رابيو كانت أكثر خطورة مما كان يُعتقد في البداية، وأن اللاعب الفرنسي خضع لدى عودته إلى إيطاليا، لفحص طبي بأشعة الرنين المغناطيسي لعضلة الساق، وأظهرت الأشعة إصابة أكثر خطورة قد تُبقي الفرنسي الدولي بعيدًا عن الملاعب لعدة أسابيع”.
ومن المنتظر أن يتابع نادي ميلان، تطور تعافي لاعبه الفرنسي من هذه الإصابة خلال 10 أيام القادمة، مما يثير الشكوك أيضا حول جاهزية أدريان رابيو للانضمام لمعسكر منتخب فرنسا خلال التوقف الدولي في الشهر المقبل، والذي سيكون حاسما في تأهل الديوك لمونديال 2026.
وذكرت صحيفة ليكيب أن رابيو سيغيب عن صفوف ميلان في مواجهة فيورنتينا وكذلك مباراة أتالانتا في وقت لاحق من أكتوبر الجاري.
تصفيات كأس العالم 2026 – مجموعة فرنسا
يتصدر المنتخب الفرنسي، المجموعة الرابعة برصيد 10 نقاط، بعدما فاز على أوكرانيا (2-0)، وأيسلندا (2-1)، وأذربيجان (3-0)، وتعادل مع أيسلندا في اللقاء الثاني.
ويأتي منتخب أوكرانيا ثانيًا برصيد 7 نقاط، ثم أيسلندا ثالثًا بـ 3 نقاط، بينما تتذيل أذربيجان المجموعة بنقطة واحدة فقط.
ويختتم “الديوك” مشوارهم في المجموعة بمواجهتين حاسمتين، أمام أوكرانيا على ملعب حديقة الأمراء، ثم ضد أذربيجان خارج الديار يومي 13 و16 نوفمبر/تشرين ثان المقبلين.
أما أوكرانيا، المنافس الأقرب، فستلعب ضد فرنسا، ثم تستضيف أيسلندا.
ورغم التعادل المخيب أمام أيسلندا، يحتفظ منتخب فرنسا بصدارة المجموعة. لكن ديشامب وجّه انتقادات حادة للاعبيه وللتحكيم بعد المباراة، ما يعكس حجم الضغوط على المنتخب قبل المواعيد الحاسمة المقبلة.
ومع بقاء جولتين فقط، يسعى المنتخب الفرنسي إلى ضمان التأهل المباشر إلى المونديال، من دون الدخول في حسابات معقدة، في ظل غيابات مؤثرة ومنافسة قوية من أوكرانيا، التي ما زالت تطمح إلى إزاحة “الديوك” عن القمة.
وبينما تستعد فرنسا لتأكيد حضورها في المونديال المقبل، تثير تصريحات كينجسلي كومان نجم النصر السعودي، جدلا واسعا داخل الأوساط الكروية الفرنسية، إذ يرى البعض أنها تعكس نضجًا وواقعية، بينما يعتبرها آخرون انسحابًا مبكرًا.
على كل حال، يبدو أن كينجسلي كومان لا يبحث عن الظهور فقط في البطولات الكبرى، بل عن ترك بصمة حقيقية، لذا يرفض فكرة المشاركة الرمزية في كأس العالم، خصوصا بعد تهميشه من قبل ديشامب في بطولة أمم أوروبا الأخيرة.
Getty Images
كما قاد ديشامب، منتخب بلاده إلى وصافة كأس أمم أوروبا “يورو 2016” على أرضه، قبل أن يُتوج بلقب دوري الأمم الأوروبية عام 2021، ويضيف برونزية البطولة نفسها في نسختها الأخيرة، عقب الفوز على ألمانيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
وحصلت فرنسا على الميدالية الفضية في كأس العالم مرتين، الأولى في ألمانيا 2006 عندما خسرت أمام إيطاليا بركلات الترجيح، والثانية في قطر 2022 بعد النهائي التاريخي ضد الأرجنتين، والهزيمة بضربات الترجيح أيضا.
كما حققت البرونزية في مونديالي السويد 1958 والمكسيك 1986، واحتلت المركز الرابع في إسبانيا 1982.
وعلى مدار تاريخها في المونديال، خاضت فرنسا 73 مباراة، فازت في 39 منها، وتعادلت في 14، وخسرت 20 مرة. وسجلت 136 هدفًا، واستقبلت شباكها 85 هدفًا، لتحتفظ بسجل يُصنفها بين القوى الكبرى في كرة القدم العالمية.