أعاد نيوكاسل يونايتد ضيفه مانشستر سيتي إلى دياره مهزوما، بالفوز عليه 2-1 مساء اليوم السبت، ضمن منافسات الجولة الثانية عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وأحرز هارفي بارنز هدفي نيوكاسل في الدقيقتين 64 و70، فيما سجل روبن دياز هدف مانشستر سيتي في الدقيقة 68.
وبهذا الفوز، رفع نيوكاسل رصيده إلى 15 نقطة في المركز الرابع عشر فيما تجمد رصيد مانشستر سيتي عند 22 نقطة في المركز الثالث.
دخل مانشستر سيتي المواجهة بتشكيلة ثابتة دون أي تعديل مقارنة بالفوز الأخير على ليفربول، مع اعتماد المدرب بيب جوارديولا على نفس العناصر التي ظهرت في القمة الماضية. التغيير الوحيد كان على دكة البدلاء، حيث حلّ عبدالقادر خوسانوف مكان ريكو لويس.
أما نيوكاسل، فاضطر للقيام بثلاث تغييرات دفاعية مقارنة بخسارته أمام برينتفورد قبل أسبوعين، في ظل غياب كيران تريبييه، وإيقاف دان بيرن بعد طرده في المواجهة السابقة، إضافة لجلوس الهولندي سفن بوتمان على الدكة.
دخل الثلاثي لويس هول وفابيان شار وتينو ليفرامنتو إلى التشكيلة الأساسية، في حين واصل النجم أنتوني جوردون غيابه بسبب الإصابة.
لم تنتظر المباراة طويلًا لتشتعل. ففي أول 30 ثانية فقط، وقع مانشستر سيتي في خطأ فادح بين دوناروما وفودين أثناء الخروج بالكرة من الخلف، ليستغل بارنز الموقف، ويمتلك الكرة داخل المنطقة، لكنه سدد كرة ضعيفة مباشرة في أحضان الحارس الإيطالي.
ورغم سوء بداية السيتي، كاد إيرلينغ هالاند أن يعاقب نيوكاسل بعدها بلحظات، بعدما وصلته تمريرة من دوكو إثر خطأ في وسط الملعب. انفرد النرويجي بالمرمى وحاول رفع الكرة فوق نيك بوب، لكنها خرجت بعيدة بشكل غريب عن القائم.
مع مرور الدقائق، تبادل الفريقان الفرص، وكانت أبرزها في الدقيقة 13 عندما ارتقى فولتماده لعرضية متقنة، لكن دوناروما تصدى لها برد فعل استثنائي.
وفي المقابل، طالب نيوكاسل بركلة جزاء بعد احتكاك بين هول وروبن دياز، لكن الحكم لم يعتد وجود مخالفة، وتقنية الفيديو أكدت القرار.
بعدها بدقائق، كانت هناك مطالبة جديدة للسيتي بركلة جزاء بعد تدخل من شار على فودين داخل المنطقة، إلا أن الإعادة أظهرت أن فودين سدد الكرة قبل الالتحام، وهو ما رجّح عدم احتساب المخالفة.
واصل نيوكاسل صناعة حظوظ أخطر. في الدقيقة 26، انطلق الفريق بهجمة مرتدة منظمة انتهت بفرصة محققة لفولتماده، لكن دوناروما أبى إلا أن يكرر تألقه ويتصدى للانفراد.
وفي الدقيقة 31، سنحت ربما أخطر فرص الشوط الأول. مرر جايكوب ميرفي كرة ذهبية نحو بارنز المتقدم من الخلف، لكن الأخير — الذي كان في وضع يسمح له بالتسجيل بسهولة — لعب الكرة بشكل غريب خارج المرمى، مُهدرًا فرصة لا تتكرر.
مانشستر سيتي من جهته حاول العودة للسيطرة، وكانت أبرز لحظاته في الدقيقة 35، عندما سدد هالاند كرة من مدى قريب بعد تمريرة أوريلي، لكن بوب تصدى ببراعة مانعًا الدولي النرويجي من الاقتراب من هدفه الـ100 في الدوري.
واستهل الفريقان الشوط الثاني بإيقاع مرتفع، وكان نيوكاسل أكثر صلابة في الخلف، خصوصًا عبر ماليك ثياو الذي أنقذ كرة خطيرة أمام هالاند في الدقيقة 48 بتدخل حاسم.
في الدقيقة 59، عاد السيتي ليصنع فرصة جديدة عبر رأسية هالاند بعد عمل مميز من دوكو وفودين، لكن الكرة ارتطمت بالأرض وذهبت سهلة.
بعد عدة محاولات غير ناجحة، نجح نيوكاسل أخيرًا في التسجيل. افتك برونو جيمارايش الكرة من وسط الملعب، ولعب ثنائية محكمة مع بارنز، ليعيدها القائد بلمسة ساحرة نحو الأخير. بارنز الذي أهدر فرصتين، لم يخطئ هذه المرة، وسدد كرة زاحفة مرت بين الأقدام داخل مرمى دوناروما، معلنًا تقدم نيوكاسل 1-0.
لكن فرحة أصحاب الأرض لم تدم أكثر من خمس دقائق. من ركلة ركنية، تسببت الفوضى في دفاع نيوكاسل بارتداد الكرة عدة مرات قبل أن تصل إلى روبن دياز، الذي سدد بلمسة مباشرة كرة قوية في الزاوية البعيدة، ليحقق التعادل للسيتي.
بعد الهدف مباشرة، عاد نيوكاسل ليُصدم حامل اللقب بالهدف الثاني في الدقيقة 70، بدأت الهجمة برأسية من فولتماده وصلت إلى جيمارايش عند القائم البعيد، الذي سددها برأسه لترتطم بأسفل العارضة وتعود للداخل، فوصلت الكرة إلى بارنز، الذي تابعها بهدوء وثقة، محرزًا هدفه الشخصي الثاني، وسط اعتراض هائل من لاعبي السيتي الذين طالبوا بالتسلل على جيمارايش.
وتدخلت تقنية الفيديو واستغرقت وقتًا للتدقيق، قبل أن تؤكد صحة الهدف، لتنطلق أفراح المدرجات.
بعد هدف بارنز الثاني، اشتعلت المباراة أكثر، واندفع مانشستر سيتي بكل خطوطه نحو منطقة نيوكاسل في محاولة لخطف التعادل. ومع ذلك، واصل أصحاب الأرض اللعب بثقة كبيرة والاعتماد على المرتدات السريعة التي شكّلت تهديدًا واضحًا لدفاع السيتي.
وكاد بارنز أن يكتب اسمه بأحرف ذهبية بتحقيق “هاتريك” مذهل، بعدما قدّم جيمارايش واحدة من أروع لمسات المباراة بتمريرة بينية عبقرية وضعت الجناح الإنجليزي في مواجهة مباشرة مع المرمى، وبدت اللحظة وكأنها الضربة القاضية للسيتي، لكن ماتيوس نونيز عاد بسرعة جنونية ونجح في اللحظة الأخيرة في قطع الكرة قبل أن ينفرد بارنز تمامًا بالحارس. كانت لقطة تختصر الروح العالية التي لعب بها الفريقان في الدقائق الأخيرة.
ولم يستسلم مانشستر سيتي. ففي الدقيقة 87 وصلت كرة عرضية أرسلها فودين وتم إبعادها لتصل إلى سافينيو عند القائم البعيد. انفتحت الزاوية أمامه بطريقة مشابهة لتسديدة دياز في هدف التعادل، لكن النجم البرازيلي أطلق الكرة فوق العارضة، مضيعًا واحدة من أفضل فرص السيتي في الشوط الثاني.
وفي محاولة من جوارديولا لإحداث الفارق في اللحظات الأخيرة، دفع بالمصري عمر مرموش بدلًا من فيل فودين، ليضيف ورقة هجومية على أمل فك شفرة دفاع نيوكاسل لكنه لم ينجح، لتنتهي ليلته بخسارة جديدة.