شهدت مباراة اتحاد جدة والرياض، التي جمعت الطرفين مساء اليوم الجمعة ضمن منافسات الجولة التاسعة من دوري روشن للمحترفين، العديد من الأحداث والأرقام المثيرة.
وحقق الاتحاد فوزًا ثمينًا على بهدفين مقابل هدف، ليرفع رصيده إلى 14 نقطة، متقدمًا إلى المركز السابع في جدول ترتيب المسابقة.
بنزيما يكتب التاريخ
وكتب النجم الفرنسي كريم بنزيما، قائد اتحاد جدة، التاريخ بالوصول إلى 50 مساهمة تهديفية في بطولة الدوري السعودي.
ووصل بنزيما إلى هذا الرقم التاريخي بعدما هز شباك الرياض في الدقيقة 24 من الشوط الأول، عبر ضربة رأسية مميزة، استغل خلالها عرضية من الفرنسي الآخر موسى ديابي.
وسجل بنزيما 34 هدفًا وقدم 16 تمريرة حاسمة خلال 56 مباراة خاضها على مستوى الدوري السعودي.
وحصد جائزة رجل المباراة المقدمة من دوري روشن بعد إعلان صافرة النهاية، حيث شارك لمدة 78 دقيقة وتم استبداله.
وحقق هذا الرقم المميز خلال موسمين ونصف تقريبًا، بعد انضمامه لصفوف “العميد” في صيف 2023، عقب نهاية عقده مع ريال مدريد، الذي قضى معه 14 عامًا من المسيرة التاريخية، قبل أن يخوض تحديًا جديدًا بعيدًا عن الأجواء الأوروبية.
ويطمح بنزيما للحفاظ على لقبي الدوري وكأس الملك، بعد أن ساهم في تحقيقهما الموسم الماضي.
كونسيساو يستعيد بريقه
نجح البرتغالي سيرجيو كونسيساو، مدرب الاتحاد، في تحقيق فوزه الأول هذا الموسم ببطولة الدوري السعودي، بعد 4 مباريات لم يتذوق خلالها طعم الانتصار، حيث تعادل مع الفيحاء (1-1)، والخليج (4-4)، وخسر من الهلال (0-2) وأهلي جدة (1-0).
وكان كونسيساو قد تولى القيادة الفنية للاتحاد في النصف الأول من الشهر الماضي، خلفًا للفرنسي لوران بلان، وعانى من انتقادات قوية بسبب فشله في تحقيق أي انتصار بالدوري، قبل أن يستعيد بريقه ويؤكد قدرته على تصحيح المسار.
وتمكن كونسيساو من قيادة الاتحاد إلى ربع نهائي كأس الملك بالفوز على النصر 2-1، وحقق انتصارين متتاليين في دوري أبطال آسيا للنخبة، ما يضع الجماهير أمام آمال كبيرة في تصحيح المسار وإعادة البريق المفقود.
تحديات صعبة
يخوض سيرجيو كونسيساو موسمه الأول مع الاتحاد، وهو يدرك تمامًا أن الفريق ليس ناديا عاديا، بل يمتلك تاريخًا كبيرًا، وجماهير تنتظر الكثير، وإدارة تسعى لرؤية الاتحاد يعود سريعًا إلى منصات التتويج، وهو ما يضعه أمام ثلاثة تحديات رئيسية: الدوري، كأس الملك، ودوري أبطال آسيا للنخبة.
منذ البداية، أدرك كونسيساو أن المنافسة في الدوري شرسة، وأن الفرق الكبيرة تستثمر بقوة، وكل نقطة قد تصنع الفارق في النهاية.
ويعيش الاتحاد ضغوطًا جماهيرية كبيرة بعد موسم صعب سابقًا، ما يتطلب من المدرب معالجة التفاصيل الصغيرة: تماسك الدفاع، قدرة الهجوم على الحسم، واستقرار الأداء طوال الموسم، وكلها تحتاج صبرًا كبيرًا، لكن في نادٍ بحجم الاتحاد لا يوجد وقت طويل للتجربة.
وفي كأس الملك، البطولة التي لا تمنح أي فرصة للتعويض، مباراة واحدة قد تقصي الفريق وتمحو مجهود شهور، ويعمل كونسيساو على التعامل معها بذهنية دقيقة، تحسب لكل خطوة وتجهز اللاعبين لمباريات تحتاج شجاعة وتركيزًا مضاعفًا.
والفوز بالكأس قد يكون نقطة التحول التي تمنح دفعة كبيرة مع الجماهير والإدارة.
أما المعترك القاري، دوري أبطال آسيا للنخبة، فهو بطولة يعشقها الاتحاد ويريد جمهوره رؤيته فيها في أعلى المراتب من جديد، وهنا تُختبر شخصية الفريق وقدرة المدرب على المنافسة تحت الضغط والعودة في اللحظات الصعبة.
وبين هذه البطولات الثلاث، يقف كونسيساو أمام أحد أصعب مواسمه التدريبية، بين إصابات محتملة، وجدول مزدحم يحتاج إدارة ذكية، وجماهير لا ترضى إلا بالذهب، مما يفرض على المدرب بناء فريق منافس قوي يستطيع فرض هيبة الاتحاد كما كانت.
إنها رحلة معقدة مليئة بالتفاصيل، لكنها فرصة كبيرة للمدرب البرتغالي لكتابة فصل جديد في تاريخ النادي، فصل عنوانه عودة الاتحاد إلى القمة.