أكد المدير الفني السابق لتوتنهام، ماوريسيو بوكيتينو، أنه يفتقد أجواء الدوري الإنجليزي الممتاز، مشيرًا إلى رغبته في العودة للعمل داخل البريميرليج يوما ما، رغم تركيزه الحالي على مهمته مع منتخب الولايات المتحدة استعدادًا لكأس العالم 2026.
بوكيتينو، الذي يستعد لخوض واحدة من أبرز التجارب في مسيرته التدريبية بقيادة المنتخب الأمريكي خلال المونديال الذي تستضيفه الولايات المتحدة إلى جانب كندا والمكسيك، سبق له خوض ثلاث محطات مختلفة داخل الدوري الإنجليزي، حيث بدأ تجربته مع ساوثهامبتون بعد رحيله عن إسبانيول، ثم تولى تدريب توتنهام وحقق معه إنجازات بارزة أبرزها بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2019، قبل أن ينتقل لاحقا إلى تدريب تشيلسي.
وقال بوكيتينو في تصريحاته لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “الدوري الإنجليزي هو أفضل دوري في العالم. بالطبع أنا أفتقده. أنا سعيد للغاية في الولايات المتحدة، لكنني أفكر أيضًا في العودة يومًا ما إلى البريميرليج. إنها أكثر المسابقات تنافسية”.
قلة الألقاب الكبيرة
ورغم الفترة التي قضاها في باريس سان جيرمان، والتي استمرت 18 شهرًا وشهدت تتويجه بلقب الدوري الفرنسي وكأس فرنسا، فإن منتقديه كثيرا ما يشيرون إلى قلة الألقاب الكبيرة في سيرته الذاتية. ويبدو واضحا أن هذا الأمر لا يزال يشكل حسرة خاصة لدى المدرب الأرجنتيني خلال فترته مع توتنهام.
بوكيتينو، البالغ من العمر 53 عامًا، تولى قيادة توتنهام بين عامي 2014 و2019، وقاد الفريق لإنهاء الدوري في المركز الثاني موسم 2016-2017، كما وصل إلى نهائي كأس رابطة المحترفين عام 2015 ونهائي دوري أبطال أوروبا عام 2019، وقدم مستويات جعلت فريق شمال لندن ضمن نخبة الأندية الأوروبية.
وقال بوكيتينو متحدثًا عن ذلك: “أعتقد أننا كنا قريبين للغاية في توتنهام. لقد كدنا نلمس الحلم، سواء لقب الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا. هذا الأمر ما زلت أرغب في تحقيقه”.
وما يزال بوكيتينو على تواصل مع دانييل ليفي، الرجل الذي أقاله من تدريب الفريق.
وكان ليفي، البالغ من العمر 63 عامًا، قد فاجأ الجميع عندما غادر منصبه كرئيس تنفيذي لتوتنهام في سبتمبر/أيلول الماضي بعد 24 عامًا قضاها في قيادة النادي.
وخلال فترة ليفي، فاز النادي بلقب كأس رابطة المحترفين عام 2008، وتوج بالدوري الأوروبي عام 2025، إضافة إلى النقلة الكبيرة التي شهدها النادي على مستوى البنية التحتية بانتقاله إلى ملعب جديد عالمي المستوى.
وقال بوكيتينو عن رحيل ليفي: “لقد فوجئت كثيرًا برحيله. إرثه واضح للجميع، وما فعله للنادي كان مذهلا”.
وأضاف: “كانت علاقتي معه جيدة دائمًا خلال وجودي في توتنهام وحتى بعد رحيلي. كان شخصًا مهمًا بالنسبة لي لأنه منحني فرصة تدريب نادٍ كبير مثل توتنهام. بالنسبة لي، هذا واحد من أفضل الأندية في العالم، مع قاعدة جماهيرية رائعة”.
مهمة صعبة
ومنذ تعيينه مدربًا لمنتخب الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2024، يواجه بوكيتينو مهمة صعبة تتمثل في قيادة المنتخب نحو تحقيق نتائج جيدة في النهائيات كأس العالم التي ستقام على أرضه.
وفاز بوكيتينو في 11 مباراة فقط من أصل 20 خاضها المنتخب تحت قيادته، وتلقى خسائر أمام منتخبات مثل المكسيك (مرتين)، وبنما، وكندا، وتركيا، وسويسرا، وكوريا الجنوبية، الأمر الذي أثار الكثير من الانتقادات.
كما كشفت تقارير عن مواجهته تحديات تتعلق بتغيير ثقافة المنتخب، والتأثير الخارجي على عقلية اللاعبين، وحتى عدم رضاه عن بعض المباريات التي شهدت فوارق كبيرة في عدد الجماهير لصالح الفرق الزائرة على حساب الجمهور الأمريكي.
ويحتاج المدرب الأرجنتيني أيضا للتكيف مع الإيقاع المختلف تمامًا للعمل مع المنتخبات الوطنية، مقارنة بالأندية التي يتعامل معها يوميًا.
وقال بوكيتينو موضحا: “الإيقاع مختلف تماما. تصل لعدة أيام للإعداد لمباراة ثم تلعب، بعدها أيام للتحضير لمباراة أخرى ثم العودة. بعد نوفمبر/تشرين الثاني سيكون أمامنا ثلاثة أشهر كاملة قبل أن نخوض مباراة في مارس/أذار المقبل. مع المنتخبات تشعر أحيانًا بالفراغ، لأنه بعد المباراة الثانية لا يمكنك التواصل مع اللاعبين أو مواصلة العمل على تحسين مستوى الفريق”.
تأثير ميسي
لم يسبق للولايات المتحدة أن بلغت ربع نهائي كأس العالم سوى مرة واحدة، في نسخة 2002. ومنذ تأسيس الدوري الأمريكي MLS في العام 1995 – بعد سنة من استضافة كأس العالم 1994 – تطورت اللعبة بشكل ملحوظ، خاصة مع قدوم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في 2023، الذي اعتبره بوكيتينو جزءا من التحول الكبير في شعبية اللعبة داخل البلاد.
وأوضح بوكيتينو: “أعتقد أن لاعبين مثل ميسي يساعدون الأطفال. لم يعد الأطفال يريدون فقط لعب كرة السلة أو كرة القدم الأمريكية أو البيسبول، بل يرغبون أيضًا في لعب كرة القدم”.
وأضاف قائلًا: “الدافع كبير للغاية. أحيانًا تشعر أن بعض الناس لا يفهمون اللعبة جيدًا. تجد بعض المدربين يقولون: عليك معرفة ثقافة اللاعب الأمريكي. وأنا أقول: لا، المهم أن يعرفوا ثقافة كرة القدم، ثقافة السوكر. علينا ترجمة ثقافة كرة القدم للاعب الأمريكي”.
وختم بقوله: “بعد عام واحد، أرى أننا نحقق تقدمًا ممتازًا. نحن نبني منظومة تعتمد على أن لغة كرة القدم واحدة، لا يهم إن كان اللاعب أمريكيًا أو برازيليًا أو إنجليزيًا. طريقتنا هي المنافسة بالطريقة التي يجب أن تنافس بها إذا أردت الفوز”.