أكد بيدري، نجم خط وسط برشلونة، أن فريقه يعتبر الأفضل في العالم من وجهة نظره، مشيدا في الوقت ذاته بقدرات باريس سان جيرمان قبل المواجهة المرتقبة بين الفريقين في دوري أبطال أوروبا، غدا الأربعاء.
وقال بيدري، خلال المؤتمر الصحفي التقديمي ووفقا لصحيفة “آس” الإسبانية: “إن لم تكن أفضل مباراة على مستوى الأندية، فهي واحدة من الأفضل بلا شك.. باريس سان جيرمان من أفضل الفرق في العالم، ونحن، من وجهة نظري، الأفضل”.
وعن تصريحات بول سكولز التي شبهه فيها بمزيج من تشافي وإنييستا، علق بيدري: “حينما يشيد بك أسطورة كرة القدم فهذا يمنحك حافزا كبيرا. من الصعب أن تشبه تشافي أو إنييستا لأن المستوى الذي قدماه كان مذهلا”.
وبشأن توقعاته لطبيعة اللقاء، أضاف بيدري: “سيحاول الفريقان السيطرة على الكرة، ومن يفرض هيمنته على وسط الملعب ستكون له الأفضلية. منذ قدوم فليك أصبحنا فريقا شجاعا وسنسعى لفرض أسلوبنا”.
وعن شعوره بكون برشلونة مرشحا للفوز هذا الموسم، أجاب: “كلا الفريقين يملكان قائمة قادرة على المنافسة”.
وفيما يخص دوافع مواجهة سان جيرمان بعد خسارة 1-4 مرتين في السنوات الأخيرة، لفت بيدري: “كل من ينتمي لبرشلونة يعرف أننا كنا قريبين من التأهل قبل عامين. كرة القدم تمنحك دائما فرصة للانتقام، وهذا ما نبحث عنه. إنها من المباريات التي نستمتع بها أكثر”.
كما وجّه رسالة إلى زميلته أيتانا بونماتي بعد إشادتها به: “إذا كانت هي من تقول ذلك، فعلينا أن نصدقها. أشكرها على كلماتها وأتمنى أن تواصل تألقها”.
وتحدث عن تطوره البدني قائلاً: “غيرت بعض الأمور، لكن ليس بشكل جذري. التحضير البدني اختلف تماما. ألعب كل ثلاثة أيام وهذا ممتع، لكن عليك التكيف”.
وأجاب بيدري عن سؤال حول أسلوب اللعب الذي يفضله، قائلا: “أعتقد أن سان جيرمان سيضغط علينا منذ البداية.. إنريكي مدرب شجاع، وهذا ما ينعكس على نوعية اللاعبين الذين يختارهم. هو يحب الاستحواذ على الكرة”.
وعن مكانته في النادي والمنتخب، أوضح: “أشعر أنني لاعب مُقدَّر ومهم، وأعتز بمحبة الجماهير”.
كما تحدث عن حالة زميليه المصابين جافي وخوان جارسيا: “بعد العمليات لا يكون الوضع سهلاً. نحاول أن نرفع معنوياتهم ونمنحهم الابتسامة. عليهم أن يعودوا أفضل مما كانوا”.
وعن الدور القيادي في برشلونة، أكد: “المدرب طلب مني أن أتقدم خطوة داخل الملعب وخارجه. لطالما كان ذلك صعبا عليّ، لكنني الآن أشعر بأهمية أكبر وأتولى هذا الدور”.
واختتم بيدري بالحديث عن طلبات لويس إنريكي خلال فترته السابقة معه: “كان يطلب مني أن ألمس أكبر عدد ممكن من الكرات، لأن ذلك يخدم الفريق. مثل هذه الأمور تبقى راسخة في ذهنك”.
ولا تقتصر مباراة برشلونة وباريس على التنافس بين ناديين كبيرين، بل تمثل صراعًا تكتيكيًا بين مدرستين حديثتين في عالم التدريب، يقودهما هانز فليك من جهة، ولويس إنريكي من جهة أخرى.
منذ توليه قيادة برشلونة، بدأ هانز فليك في إعادة تشكيل هوية الفريق، مستفيدًا من إرث الكرة الألمانية التي تعتمد على الضغط العالي، والتحولات السريعة، والانضباط التكتيكي.
ولا يكتفي فليك بالاستحواذ، بل يسعى لتحويل كل لحظة في المباراة إلى فرصة هجومية، معتمدًا على ديناميكية لاعبيه الشباب مثل بيدري، وأولمو، ولامين يامال، إلى جانب خبرة ليفاندوفسكي في الثلث الأخير.
في المقابل، يواصل لويس إنريكي بناء مشروعه في باريس سان جيرمان، مستفيدًا من رحيل كيليان مبابي الذي أتاح له حرية أكبر في تشكيل منظومة جماعية متكاملة.
وأعاد إنريكي تعريف أدوار اللاعبين، فحوّل فيتينيا إلى محور ارتكاز ديناميكي، وتخلى تدريجيًا عن أوجارتي كخيار دفاعي تقليدي.
كما جرب ديمبلي كمهاجم وهمي، وأعاد بناء الخط الخلفي بمدافعين قادرين على اللعب تحت الضغط مثل باتشو وبيرالدو.
الخطوة الأحدث كانت بالتعاقد مع المدافع الشاب زابارني لتعزيز المنافسة مع ماركينيوس، إضافة إلى التغيير في مركز الحراسة.
فبينما لعب دوناروما دورًا بارزًا بتصدياته الحاسمة في دوري الأبطال، جاء الحارس شوفالييه ليمنح الفريق ميزة أكبر في اللعب بالقدمين وسلوك أكثر جرأة داخل الملعب.
ولادة جديدة
رحيل كيليان مبابي لم يكن خسارة فنية فقط، بل كان نقطة تحول في فلسفة النادي.
فمع مغادرة النجم الفرنسي، تحرر إنريكي من ضغوط بناء الفريق حول لاعب واحد، وبدأ في تشكيل منظومة جماعية تعتمد على التوازن والمرونة.
الفريق بات أكثر تناغمًا، وأكثر قدرة على تنفيذ الضغط العكسي، والتحولات السريعة، والبناء المنظم من الخلف.
في خط الوسط، أصبح فيتينيا هو القلب النابض، بينما يتناوب فابيان وديمبلي على أدوار الربط والاختراق.
أما في الخط الأمامي، فقد أضاف الفريق الموهوب دووي، ثم تعاقد مع خفيتشا كفاراتسخيليا في الشتاء، ليمنح الهجوم تنوعًا غير مسبوق. حيث إن حكيمي ونونو مينديز يهاجمان العمق باستمرار، بينما يتراجع لاعبو الوسط لتأمين التوازن، في منظومة تبدو كموجة متدفقة لا تفقد شكلها حتى تتحطم في منطقة الخصم.