أعاد فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، إشعال الجدل المرتبط بقضية نيجريرا الخاصة ببرشلونة، بعدما أشار إلى ما اعتبره ظلماً رياضياً تمثل في تزامن “أفضل حقبة رياضية” للنادي الكتالوني مع مزاعم دفع أكثر من 8 ملايين يورو للحكام على مدار 17 عاماً.
كما تطرق بيريز إلى الفارق الكبير في عدد البطاقات الحمراء بين الناديين خلال تلك الفترة، مؤكداً أن الوضع “غير طبيعي”.
واستغل بيريز ظهوره في أحدث اجتماع للجمعية العمومية للنادي، ليوجه انتقادات حادة لعدة جهات كروية كبرى، من بينها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، ورابطة الليجا، ونادي برشلونة.
وبحسب ما نقلته صحيفة “ماركا” الإسبانية، فقد انتهز رئيس ريال مدريد الفرصة لإعادة فتح ملف قضية الحكام المرتبطة ببرشلونة، حيث اتهم البارسا بدفع ما يقارب 8.4 مليون يورو للحكام في الدوري الإسباني خلال فترة امتدت من 2001 حتى 2018.
وتعود بداية القضية المعروفة باسم “قضية نيجريرا” إلى اتهامات ظهرت عام 2023، حيث كان خوسيه ماريا إنريكيز نيجريرا يشغل منصب نائب رئيس لجنة الحكام الفنية في الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
وتلقى نيجريرا هذه المدفوعات الكبيرة من برشلونة، التي قال النادي إنها جاءت مقابل تقارير واستشارات تحكيمية، بينما نفى الطرفان وجود أي شبهة رشوة.. ولا تزال التحقيقات المتعلقة بالنزاهة الرياضية مستمرة.
وأعاد بيريز إثارة الجدل مجدداً، مرجحاً في خطابه أن تزامن تلك المدفوعات مع نجاحات برشلونة الرياضية أمر “غير طبيعي”، ويستدعي التساؤلات.
وقال بيريز في خطابه: “ليس من الطبيعي أن يدفع برشلونة أكثر من 8 ملايين يورو لنائب رئيس لجنة الحكام على مدى 17 عاماً، لأي سبب كان.. أكرر، لأي سبب كان، هذا غير طبيعي”.
وأشار إلى أن نيجريرا كان “يشغل منصباً محورياً في هيكل التحكيم”، حيث كان مسؤولاً عن الترقيات والتنزيلات. وأضاف: “هذه الفترة تتزامن، بالمصادفة، مع أفضل نتائج برشلونة الرياضية في بلادنا”.
وعرض بيريز رسوماً بيانية وبيانات قال إنها تثبت وجود خلل لافت، فيما يخص البطاقات الحمراء للفريقين محليا أوروبيا.
وأضاف بيريز: “ريال مدريد هو النادي الوحيد الذي حضر المحاكمة.. أربعة رؤساء حافظوا على مدفوعات بملايين اليورو على مدار 17 عاماً لنائب رئيس لجنة الحكام”.
وانتقد أيضاً موقف رئيس لجنة الحكام الحالية: “فران سوتو طلب منا المضي قدماً ونسيان قضية نيجريرا. من سينساها؟ الحقيقة أن الحكام المتورطين ما زالوا موجودين. إنها وضعية تمنعهم من العمل بحياد”.
وتساءل بغضب: “كيف يمكن، قبل نهائي كأس الملك، أن يصرح حكم المباراة بأن الحكام سيتخذون إجراءات ضد نادينا؟ قبل نهائي كأس الملك؟ كان يجب إبعاده، لكن لم تُتخذ أي إجراءات”.
وأردف بيريز بالإشارة إلى دور الليجا في قضية مباراة برشلونة التي كان من المقرر إقامتها في ميامي: “حتى قائدهم، فرينكي دي يونج، لا يعتقد أن الأمر طبيعي”.
واستطرد: “ومن غير الطبيعي أيضاً أن تدعم الليجا فريقين، برشلونة وفياريال، يحصلان على حوافز مالية إضافية للعب في ميامي.. ومع ذلك، علينا أن نستمع لتيباس وهو يقارن هذا بكرة القدم الأمريكية”.
جدل التحكيم في برشلونة مستمر
ويعكس اختيار بيريز لهذه المناسبة البارزة للهجوم على برشلونة أن القضية ما تزال تمثل محوراً أساسياً في خطابه تجاه الغريم التقليدي.
ويرى رئيس ريال مدريد أن القضية تمس نزاهة الليجا، وأن تبريرات برشلونة غير مقنعة. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان برشلونة أو الليجا أو لجنة الحكام سيصدرون رداً رسمياً على تصريحات بيريز الأخيرة.
قضية شائكة
أقر نيجريرا نفسه، في إفاداته الأولى، بأنه تلقى الأموال، لكنه قال إنها لم تكن تهدف إلى شراء الحكام، بل لضمان “الحياد التحكيمي” تجاه برشلونة، وهو تبرير أثار مزيدا من الشكوك والانتقادات في الأوساط الرياضية والإعلامية.
كما شمل التحقيق عددا من مسؤولي برشلونة السابقين، بينهم الرئيسان السابقان جوسيب ماريا بارتوميو وساندرو روسيل، إضافة إلى مسؤولين ماليين بالنادي.
القضية أحدثت انقساما حادا في الكرة الإسبانية، حيث استغل ريال مدريد وعدة أندية أخرى الوضع لتوجيه انتقادات حادة لبرشلونة والمطالبة بتوضيحات رسمية من الاتحاد الإسباني والاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
ونتيجة لذلك، دخل الاتحاد الأوروبي (اليويفا) على خط القضية، وفتح بدوره تحقيقا مستقلا لبحث إمكانية معاقبة برشلونة أوروبيا، قبل أن يقرر لاحقا السماح للفريق بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا بانتظار استكمال التحقيقات القضائية في إسبانيا.