بيلينجهام بين الشك والإصرار.. خطة ألونسو لإعادة نجم مدريد إلى القمة

BySayed

أكتوبر 6, 2025


يعيش جود بيلينجهام واحدة من أكثر فتراته حساسية منذ انضمامه إلى ريال مدريد، بين شكوك الجماهير حول مستواه الحالي، وإصراره على استعادة النسخة التي أبهرت العالم في موسمه الأول.

ومع ذلك، يبدو أن المدرب تشابي ألونسو مصمما على دعمه حتى النهاية، واضعاً خطة دقيقة لإعادة النجم الإنجليزي إلى قمة عطائه من دون الإخلال بتوازن الفريق.

ووفقاً لصحيفة “ماركا” الإسبانية، بدأت الأزمة منذ ديربي “المتروبوليتانو” أمام أتلتيكو مدريد، حين قرر ألونسو إشراك بيلينجهام أساسياً رغم عودته حديثاً من الإصابة.

قرار المدرب جاء بدافع الإيمان بقدرة اللاعب على التألق في المواعيد الكبرى، لكنه اصطدم بالواقع، إذ بدا النجم الإنجليزي بعيداً عن مستواه، وسقط ريال مدريد أمام غريمه في واحدة من أسوأ مبارياته هذا الموسم.

ورغم الانتقادات، لم يتراجع ألونسو عن قناعاته، بل اختار الهدوء طريقاً للتصحيح. ففي المباراتين التاليتين، جلس بيلينجهام على مقاعد البدلاء احتراماً لنهج أكثر حذراً.

 وقال المدرب حينها: “بعد أسبوعين إضافيين من التدريب، سيستعيد إيقاعه تدريجياً وسيكون مهماً في مرحلة أكتوبر/تشرين الأول.. لدينا الوقت الآن لأنه فقد جزءاً كبيراً من فترة الإعداد”.

 واتفق اللاعب مع المدرب توماس توخيل على عدم الانضمام لمنتخب إنجلترا خلال فترة التوقف الدولي، بعدما أكد الأخير: “كان يريد اللعب، لكنه ما زال يفتقد الإيقاع الكامل”.

من الانفجار الأول إلى التراجع الصعب

حين وصل بيلينجهام إلى ريال مدريد قبل موسمين، كان نسمة جديدة في غرفة الملابس الملكية، إذ سجل 23 هدفاً وقدم 13 تمريرة حاسمة، مؤدياً دور صانع اللعب الحديث الذي لا يحتاج إلى لمس الكرة كثيراً ليترك بصمته. كان اللاعب القادر على تغيير موازين المباريات بانطلاقاته وتوغلاته من العمق.

لكن التوازن تغير برحيل توني كروس وقدوم كيليان مبابي، ما فرض إعادة ترتيب الأدوار داخل الفريق. الموسم الماضي شهد بداية التراجع، بعدما لعب بيلينجهام في مركز أعمق عن منطقته المفضلة، بينما كان كتفه يعاني من إصابة متكررة.

ورغم ذلك أنهى الموسم بأرقام قوية (15 هدفاً و13 تمريرة حاسمة)، لكنها لم تحمل بريق موسمه الأول. بدا أكثر إرهاقاً، وأقل ثقة، والمشكلة لم تكن في الموهبة، بل في التموضع داخل المنظومة، إذ أن بيلينجهام ليس لاعب ارتكاز تقليدي ولا صانع ألعاب ثابت، بل يحتاج إلى المساحة ليهاجم بحرية نحو منطقة الجزاء.

قرار شجاع

بعد كأس العالم للأندية، قرر بيلينجهام الخضوع لجراحة أنهت معاناته وأبعدته عن الملاعب ثلاثة أشهر، في خطوة هدفها إنهاء الآلام والعودة بكامل الجاهزية.

جاءت عودة بيلينجهام أسرع من المتوقع، إذ شارك أمام أولمبيك مارسيليا ثم أمام إسبانيول بعد أربعة أيام فقط، ما أعاد الحماس إلى جماهير مدريد.

لكن ديربي العاصمة الأخير أعاد علامات الاستفهام، بعدما ظهر اللاعب تائهاً خلال 70 دقيقة من اللعب، ليكون أحد أبرز الأسماء التي تلقت الانتقادات.

تشابي ألونسوEPA

خطة ألونسو

رغم تلك الشكوك، لا أحد في الجهاز الفني يشك في قيمة بيلينجهام.. وقال ألونسو: “بعد الإصابة، يتحسن يوماً بعد يوم، وهو متحمس للعب. إنه لاعب أساسي بفضل جودته وجهده وقدرته على صنع الفارق. المسألة فقط مسألة وقت حتى يعود إلى قمة مستواه”.

ويرتكز مشروع ألونسو على إعادة دمج اللاعب دون الإخلال بالتوازن الذي أوجده الفريق في غيابه. ومع تألق الثلاثي الهجومي، يخطط المدرب لتوظيف بيلينجهام في مركز الوسط، مع منحه حرية التقدم من الخلف ومباغتة الخصوم، وهي الطريقة التي تبرز أفضل ما لديه.

التحدي الكبير أمام المدرب الإسباني هو ضبط الإيقاع بين أسلوب الفريق وإيقاع بيلينجهام الفردي، بحيث يتكامل الطرفان دون تضارب في الأدوار. فإذا نجح ريال مدريد في استيعاب إيقاع نجمه الإنجليزي، واستطاع بيلينجهام بدوره التكيّف مع منظومة ألونسو، فسيعود إلى مكانته الطبيعية كأحد أهم مفاتيح اللعب في النادي الملكي، وأحد أبرز النجوم القادرين على صناعة الفارق في أي لحظة.

انضم جود بيلينجهام إلى ريال مدريد في صيف عام 2023 قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني، في صفقة ضخمة بلغت قيمتها نحو 103 ملايين يورو، بالإضافة إلى حوافز متغيرة قد ترفع المبلغ إلى 133 مليوناً.

وتفوق النادي الملكي حينها على منافسة شرسة من أندية كبرى مثل مانشستر سيتي وليفربول، اللذين حاولا التعاقد مع النجم الشاب بعد تألقه اللافت في الدوري الألماني وكأس العالم 2022 مع منتخب إنجلترا.

منذ لحظة وصوله إلى العاصمة الإسبانية، جذب بيلينجهام الأنظار بتواضعه وثقته، مؤكداً أنه جاء لصناعة التاريخ مع ريال مدريد، وسرعان ما برهن على ذلك داخل الملعب، إذ سجل في أول أربع مباريات له في الدوري الإسباني، وقدم عروضاً مبهرة جعلت جماهير “البرنابيو” تهتف باسمه.

بفضل قدرته على التسجيل وصناعة اللعب والقيادة داخل الميدان، أصبح بيلينجهام أحد أسرع اللاعبين اندماجاً في تاريخ النادي، ما عزز مكانته كأحد أبرز المواهب في جيله ومستقبل خط الوسط المدريدي لسنوات قادمة.



المصدر – كوورة

By Sayed