سخر جود بيلينجهام، نجم ريال مدريد، من بيدري لاعب برشلونة خلال الكلاسيكو الأخير، الذي أقيم على ملعب سانتياجو برنابيو، وفاز به الملكي بهدفين لهدف.
وطالب بيدري بطرد بيلينجهام في إحدى الكرات، ليرد عليه الدولي الإنجليزي بعبارة مثيرة قائلاً: “ولو حتى مع وجود نيجريرا”، في إشارة ساخرة إلى قضية التحكيم التي تورط فيها برشلونة في وقت سابق.
ووفقاً لشبكة “موفيستار” الإسبانية، فقد التقطت الكاميرات بيلينجهام يتحدث بتلك العبارة، بعد تدخل ضد بيدري أثار اعتراضات واسعة من لاعبي برشلونة.
وشهد الكلاسيكو الذي جمع ريال مدريد وبرشلونة مساء الأحد أجواءً متوترة، تخللتها مشاحنات كلامية ولقطات مثيرة بين اللاعبين.
وأظهرت لقطات بثتها “موفيستار” أن بيلينجهام قال عبارته الشهيرة ساخرا من مطالب طرده، بينما دخل فينيسيوس أيضاً في تحدٍ مع لامين يامال، ووصف بيدري بـ”الطفل الباكي”.
وجاءت الواقعة قبل الاشتباكين اللذين أنهيا المباراة على وقع التوتر، حيث سخر بيلينجهام من بيدري مباشرة بعد ارتكابه المخالفة، إذ قلد طريقة شكوى لاعب برشلونة واضعاً يديه على عنقه وهو يضحك، الأمر الذي زاد من غضب منافسه الكتالوني.
وبعدها، عندما طالب بيدري الحكم بإشهار البطاقة الحمراء، أطلق بيلينجهام عبارته اللاذعة: “ولا حتى مع نيجريرا”، في تلميح مباشر إلى التحقيق المتعلق بالمدفوعات قدمها برشلونة لنائب رئيس لجنة الحكام السابق، خوسيه ماريا إنريكيز نيجريرا.
وفي اللحظات الأخيرة تسبب تدخل متأخر من بيدري على أوريلين تشواميني في اندلاع أول اشتباك جماعي بين لاعبي الفريقين، حيث طُرد لاعب برشلونة بعد تدخله العنيف.
وفي تلك الأثناء، عاد فينيسيوس مجدداً إلى المشهد، بعدما كان قد أثار الجدل في الدقيقة 73 عندما أبدى غضبه من مدربه تشابي ألونسو إثر استبداله.
وقال النجم البرازيلي وهو في طريقه إلى غرف الملابس: “هل تمزحون؟ أنا؟ مستحيل. أنا سأرحل عن الفريق، من الأفضل أن أغادر”، قبل أن يعود بعد دقائق ويجلس على مقاعد البدلاء مع زملائه.
ووفقاً للتقارير، فقد اشتعلت الأجواء مجدداً بعد أن دخل كارليس نافال، إداري برشلونة، في نقاش حاد مع تشابي ألونسو أمام الحكم الرابع، ليظهر فينيسيوس من جديد متدخلاً من مقاعد البدلاء، مطلقاً عبارة “إلى البيت” باتجاه لاعبي برشلونة عقب طرد بيدري، ما تسبب في مواجهة جماعية شملت أيضاً طرد الحارس الأوكراني أندري لونين.
Getty Images
ولم تهدأ الأجواء سوى لوقت قصير، إذ أشعلت صافرة النهاية توتراً جديداً بين الفريقين.. فبعد المباراة، مدّ داني كارفاخال يده لمصافحة لامين يامال، لكن لاعب برشلونة ردّ عليه بكلمات، فكان رد قائد ريال مدريد حاداً قائلاً: “أنت تتحدث كثيراً، تفضل وتحدث الآن”.
وبعدها تدخل تيبو كورتوا لتوبيخ يامال، الذي تحداه بمواصلة النقاش خارج الملعب، في مشهد مشابه لما حدث بينه وبين فينيسيوس قبل دقائق قليلة. إلا أن الأخير ذهب أبعد من ذلك هذه المرة.
فقد سخر فينيسيوس من لامين قائلاً له: “ارجع إلى بيتك وتحدث هناك، تحدث الآن!”، ليرد عليه يامال قائلاً: “هل تريد القتال؟”، فأجابه فينيسيوس بحزم: “لنقم بذلك!”، وعندها تدخل مدرب الحراس لويس يوبّيس سريعاً وأمسك بـ”فيني” لمنعه من التوجه نحو لاعب برشلونة، محاولاً تهدئته وهو يصرخ: “لا تذهب.. اللعنة!”.
وانتهى الكلاسيكو بتوتر كبير، لكن ريال مدريد خرج منتصراً بنتيجة (2-1) على غريمه برشلونة، ليعزز صدارته لجدول ترتيب الدوري الإسباني بفارق خمس نقاط عن الفريق الكتالوني صاحب المركز الثاني.
إشادة عالمية
خطف النجم الإنجليزي جود بيلينجهام الأضواء في الكلاسيكو، بعدما قدّم عرضاً استثنائياً جمع بين الأداء والقيادة، فسجل هدفاً وصنع آخر وقاد الميرنجي لانتصار ثمين أعاد إليه الهيبة أمام غريمه التقليدي، وسط إشادة عالمية امتدت حتى وسائل الإعلام الأمريكية.
شارك جود بيلينجهام لمدة 89 دقيقة فقط، لكنها كانت كافية ليهز الشباك، ويقدّم تمريرة حاسمة، وتسبب في ركلة جزاء أهدرها مبابي.
واستعاد النجم الإنجليزي بريقه الذي أدهش العالم في موسم 2023-2024، ما جعل وسائل الإعلام الأمريكية تمتدحه بشكل واسع وتصف أداءه بأنه “عرض من عالم آخر”.
Getty Images
إشادة أمريكية ببيلينجهام
صحف ومواقع كبرى مثل USA Today وNBC Sports وThe Athletic وESPN خصصت مساحات واسعة لتحليل أداء جود بيلينجهام، الذي تصدّر عناوين التقارير والتحليلات بوصفه اللاعب الأهم في “أهم كلاسيكو”.
وكتب أحد محرري صحيفة “نيويورك تايمز” في قسم الرياضة بصحيفة “ذا أتلتيك”: “لم يكن بوسع جود بيلينجهام اختيار مسرح أفضل لتجسيد عودته القوية مع ريال مدريد”، مشيراً إلى الطريقة التي تحرك بها الإنجليزي بحرية في جميع أرجاء الملعب.
كما أشارت الصحيفة إلى أن جود بيلينجهام افتتح رصيده التهديفي في الموسم الحالي منذ فوز منتصف الأسبوع على يوفنتوس في دوري الأبطال، واستغل تلك الديناميكية ليكون حاسماً أمام برشلونة.
وأشاد التحليل بالتمريرة الدقيقة التي منحها لكيليان مبابي لافتتاح التسجيل، بينما رأى الكاتب توماس هيل لوبيز-مينتشيرو أن هذا الأداء يعيد إلى الأذهان الانسجام الكبير الذي أظهره بيلينجهام مع فينيسيوس جونيور في نهائي كأس السوبر الإسبانية عام 2024.
كما لفتت الصحيفة إلى الفارق الهائل بين مستواه أمام برشلونة وأدائه الباهت في خسارة الديربي أمام أتلتيكو مدريد (5-2)، والتي كانت أول مباراة له بعد خضوعه لعملية جراحية.