بين شكوك تشافي وثقة فليك.. كيف تحول توريس إلى سلاح برشلونة؟

BySayed

أكتوبر 13, 2025


مع مرور الوقت، أثبت فيران توريس أنه أحد أبرز الرابحين في عهد هانز فليك داخل برشلونة، بعدما تحوّل من جناح محدود المشاركة إلى رأس حربة فعّال يقاتل على مركزه بثقة عالية.

وبينما ترددت الشكوك حول قدرته على شغل دور المهاجم الصريح في عهد تشافي هرنانديز، جاء المدرب الألماني ليعيد اكتشافه ويمنحه المكان الذي بحث عنه طويلاً في خط المقدمة.

ووفقاً لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، وجد فليك في توريس خياراً مثالياً ليقود هجوم الفريق بجانب المخضرم روبرت ليفاندوفسكي، قائلاً بعد الفوز الكبير على فالنسيا في سبتمبر/أيلول الماضي: “من الرائع أن أمتلك خياراً بين فيران وليفاندوفسكي. أنا سعيد جداً بوجود لاعبين بهذه الجودة في هذا المركز”.

وحتى فترة التوقف الدولي في أكتوبر/تشرين الأول، شارك توريس أساسياً في ثمانية مباريات وكان بديلاً في مباراتين فقط، ليؤكد أنه أصبح سلاحاً هجومياً حقيقياً في منظومة المدرب الجديد.

رحلة توريس مع مركز المهاجم لم تبدأ في برشلونة، بل تعود جذورها إلى أيامه في فالنسيا، حيث منحه المدرب مارسيلينو فرصة الظهور الأول قبل أن يجربه ألبيرت سيلاديس كمهاجم صريح.

وقال سيلاديس: “وضعناه هناك عدة مرات رغم أنه لم يسبق له اللعب في هذا المركز، كنا نعاني من غيابات واعتقدنا أنه قادر على التأقلم بفضل مهارته الفنية وتحركاته في العمق”.

وأضاف: “كان جيداً في الكرات الهوائية، يتمتع بحدس تهديفي مميز ويسجل بسهولة”.

جاءت الخطوة التالية في مشوار نضوج توريس في مانشستر سيتي، حيث وجد فيران نفسه أمام اختبار جديد مع بيب جوارديولا، بعد إصابة المخضرم سيرجيو أجويرو الطويلة.

وصرح أحد أعضاء الجهاز الفني لمانشستر سيتي في ذلك الوقت، قائلا: “فيران جاء لأن أجويرو كان مصاباً معظم الموسم، وكنا بحاجة لمهاجم. لديه حس تهديفي قوي، يجيد التحرك في الثلث الأخير والخروج من منطقة الجزاء ليكون مرجعاً للهجوم”.

وأضاف: “عملنا معه على تدريبات مكثفة ليُتقن التحركات المطلوبة كمهاجم: النزول لاستلام الكرة، والانطلاق خلف الدفاع، وإنهاء الهجمات. لم تكن تلك مركزه الطبيعي، لكننا رأينا فيه القدرة على التكيف”.

عندما وصل توريس إلى برشلونة، كان أول رهان في مشروع تشافي هرنانديز، الذي وصفه عند التوقيع معه بأنه “لاعب من مستوى عالمي يفهم المساحات جيداً ولا يفقد الكرة”.

 ورغم ذلك، لم يحظَ بالاستمرارية في مركز المهاجم بسبب وجود أوباميانج، ولوك دي يونج، وممفيس ديباي، ثم ليفاندوفسكي.

وأوضح أحد أفراد الجهاز الفني حينها: “لم نمنحه الاستمرارية التي احتاجها، لكنه كان يمنحنا الكثير في الضغط العالي بفضل قدرته على تكرار الجهد لاستعادة الكرة”.

وأضاف المصدر ذاته: “في الهجوم، كان يتحرك بذكاء في المساحات، لكننا كنا نفتقد اللاعب القادر على منحه التمريرة الأخيرة التي تترجم تحركاته، وهذا كان يسبب له بعض الإحباط، لذلك فضل تشافي استخدامه على الأطراف حيث يمتلك آلية تسديد مميزة”.

أما هذا الموسم، فقد تغيّر المشهد تماماً. مع تراجع لياقة ليفاندوفسكي وتقدمه في السن، برز توريس كمهاجم الحاضر والمستقبل لبرشلونة. اللاعب الذي شكّله جوارديولا وآمن به تشافي، وجد تحت قيادة فليك البيئة المناسبة ليُثبت أنه أكثر من جناح، بل رأس حربة قادر على قيادة الخط الأمامي بثبات وثقة.

ديكو، المدير الرياضي للنادي، اختصر رؤية برشلونة في حديثه لإذاعة “كتالونيا راديو” قائلاً: “لا يجب أن نُصاب بالهوس بمهاجم رقم 9، فالأمر مبكر وقد نرتكب خطأ إذا استعجلنا. فيران يمكنه اللعب كمهاجم صريح”.. كلمات تعكس واقعاً جديداً في “البارسا”، حيث تحوّل توريس من لاعب محل شك إلى سلاح هجومي يعتمد عليه فليك في مشروعه الجديد.

Robert LewandowskiGetty

انتهاء حقبة ليفاندوفسكي

يستعد برشلونة لاتخاذ خطوة حاسمة بشأن مستقبل مهاجمه البولندي المخضرم، روبرت ليفاندوفسكي، إذ تتجه النية داخل النادي الكتالوني نحو عدم تجديد عقده، بالتزامن مع بدء التحرك الفعلي للبحث عن بديل مناسب في الخط الهجومي، استعدادا للموسم المقبل.

ووفقاً لصحيفة “سبورت” الإسبانية، فإن قرار برشلونة بعدم تمديد عقد ليفاندوفسكي بات شبه مؤكد، مع تزايد القناعة داخل الإدارة بأن اللاعب، رغم قيمته وخبرته، لم يعد قادرا على تقديم نفس المردود البدني والفني، الذي قدّمه في موسمه الأول، حين أحرز 33 هدفا في جميع المسابقات، وساهم في حصد لقب الدوري الإسباني (2022-2023).

أما في الموسم الماضي، فقد تراجع رصيده إلى 24 هدفا فقط، في مؤشر واضح على انخفاض فعاليته أمام المرمى.

وترى الإدارة الرياضية بقيادة ديكو، أن المرحلة التي قضاها المهاجم البولندي مع “البلوجرانا” وصلت إلى نهايتها الطبيعية، خصوصا مع بلوغه السابعة والثلاثين من عمره، وتراجع قدرته على الضغط والمساهمة في إيقاع اللعب الجماعي، الذي يفرضه المدرب هانز فليك في الفترة الحالية.

وتشير تقارير صحفية إلى أن فليك نفسه لا يمانع في رحيله، إن أتيح بديل قادر على التأقلم سريعا مع منظومة الفريق.



المصدر – كوورة

By Sayed