رغم بريق الانتصارات الآسيوية والمنافسة المحلية المشتغلة، يجد الهلال السعودي نفسه أمام ملف شائك قد يُربك حساباته في الموسم الجاري، يتمثل في مستقبل الثنائي البرتغالي روبن نيفيز والصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش.
ويمتلك الهلال كوكبة كبيرة من النجوم في مختلف المراكز، ويهدف للحفاظ على عناصره الأساسية خلال الفترة المقبلة، بناء على رغبة المدير الفني الإيطالي سيموني إنزاجي.
سباق زمني
تعيش إدارة الهلال سباقًا مع الزمن لحسم ملف تجديد عقدي روبن نيفيز وسيرجي سافيتش قبل دخول الفترة الحرة، والتي تمنحهما أحقية التفاوض والتوقيع لأي نادٍ آخر دون الرجوع إلى ناديهما الحالي.
وتدرك الإدارة أن التأخر في حسم المفاوضات قد يفتح الباب واسعًا أمام العروض الأوروبية المغرية، خاصة من أندية الدوري الإنجليزي والإيطالي التي تتابع الثنائي عن قرب.
وبالتالي، يسعى الهلال لتقديم عرض مالي مُغري يُلبي طموحات اللاعبين، ويضمن في الوقت ذاته استقرار الفريق الذي يعتمد عليهما كركيزتين أساسيتين في الوسط، خشية أن يتحول هذا الملف إلى أزمة تُربك حسابات الموسم المقبل.
إغراءات أوروبية
لا يخفى على أحد أن نيفيز وسافيتش يملكان قيمة فنية عالية جعلتهما محط أنظار عدة أندية أوروبية، خصوصًا في الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإيطالي.
نيفيز الذي يمتلك خبرة طويلة في البريميرليج قبل انتقاله إلى الهلال، ما زال هدفًا لعدد من الفرق التي تبحث عن لاعب وسط بقدراته في التحكم بالكرة وبناء اللعب.
ويأتي مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير على رأس الأندية المهتمة بالنجم البرتغالي، حيث لا يزال يتمتع بمستوى فني وبدني مذهل.
Getty Images
أما سافيتش، فقد ظل لسنوات أحد أبرز لاعبي الوسط في الكالتشيو مع لاتسيو، ولا يزال يحظى بمتابعة كبار الأندية هناك بقيادة يوفنتوس.
هذه العروض تشكل ضغطًا إضافيًا على إدارة الهلال، وتجعل المفاوضات أكثر تعقيدًا، إذ يدرك اللاعبان أن عودتهما إلى أوروبا ستمنحهما فرصة جديدة للتألق على مستوى البطولات القارية الكبرى.
أهمية كبرى
يُدرك الهلال أن الحفاظ على نيفيز وسافيتش ليس مجرد خطوة لتأمين عقود لاعبين بارزين، بل هو جزء أساسي من استمرارية مشروعه الرياضي على المدى المتوسط.
فالثنائي يشكل محورًا رئيسيًا في وسط الميدان، سواء من حيث التوازن الدفاعي أو الإضافة الهجومية، وهو ما انعكس بوضوح في البطولات المحلية والقارية.
استمرار نيفيز وسافيتش يضمن للنادي استقرارًا فنيًا ويمنح المدير الفني خيارات متنوعة تكتيكيًا، خاصة في المباريات الكبرى التي تتطلب لاعبين أصحاب خبرة دولية عالية.
ولذلك، ترى إدارة الهلال أن بقاءهما بمثابة “انتصار” في معركة الحفاظ على هوية الفريق التنافسية أمام عمالقة القارة.
ضغط جماهيري
تلعب جماهير الهلال دورًا بارزًا في ملف التجديد لنيفيز وسافيتش، إذ تنظر إليهما كركيزتين أساسيتين لا غنى عنهما في تشكيل الفريق.
عبر المنصات الاجتماعية، ارتفعت الأصوات المطالبة بسرعة حسم الملف وعدم تكرار سيناريوهات رحيل نجوم سابقين بشكل مجاني.
هذا الضغط الجماهيري يضع الإدارة أمام اختبار صعب، حيث تدرك أن أي تأخير قد يفسر على أنه تهاون في الحفاظ على قوام الفريق، ما يهدد ثقة المدرج الأزرق في إدارة النادي.
في المقابل، ترى بعض الجماهير أن تقديم عرض مالي مغرٍ أمر ضروري لمواجهة الإغراءات الأوروبية وضمان استمرار الاستقرار الفني في المرحلة المقبلة.
ماذا ينتظر نيفيز وسافيتش؟
يقف نيفيز وسافيتش عند مفترق طرق حاسم، فبين طموح الهلال في بناء مشروع طويل الأمد يحافظ على سيطرته محليًا وقاريًا، بالإضافة للاستمرار في الحصول على رواتب ضخمة، وإغراءات الأندية الأوروبية التي تسعى لإعادتهما للمنافسات الكبرى.
ويبدو المستقبل مفتوحًا على كل الاحتمالات، والهلال يدرك أن الإبقاء على الثنائي يضمن له التفوق الفني والاستقرار، لكن اللاعبين قد يتجهان إلى أوروبا لإحياء مسيرتهما في مستويات أعلى.
وستكون الأسابيع المقبلة حاسمة في مستقبل نيفيز وسافيتش مع الهلال، خاصة مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية التي قد تحمل مفاجآت جديدة.
إدارة “الزعيم” مطالبة بالحسم سريعًا قبل أن تتعقد الأمور، فالتأجيل قد يمنح الأندية الأوروبية فرصة أكبر للتفاوض مع اللاعبين، في وقت يبحث فيه الهلال عن استقرار طويل الأمد يعزز طموحاته المحلية والقارية.
ماذا قدم سافيتش ونيفيز؟
نجح سافيتش في المشاركة مع الهلال خلال 102 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 30 هدفًا وصنع 26.
أما نيفيز فقد شارك في 97 مباراة بمختلف البطولات، سجل خلالها 10 أهداف وصنع 24.
وتمكن الثنائي من حصد 4 ألقاب مع الهلال، متمثلة في الدوري وكأس الملك، بجانب السوبرين المحليين، والمشاركة التاريخية بكأس العالم للأندية الأخيرة.