في وقتٍ لا تزال فيه أصداء الانتصارات تتردد داخل أرجاء المملكة، تجاوز صدى مشروع الإيطالي سيموني إنزاجي مع الهلال حدود آسيا ليصل إلى قلب إيطاليا نفسها، فقد بات المدرب المخضرم حديث الصحف هناك، التي تناولت نجاحاته المتتالية مع “الزعيم”.
مشروع إنزاجي في الهلال لم يعد مجرد تجربة خارجية، بل أصبح قصة صعود لافتة تفرض حضورها على الإعلام الأوروبي، وتؤكد أن ما يقدّمه المدرب الإيطالي في الرياض ليس صدفة، بل ثمرة عمل تكتيكي منظم وذكاء قيادي لافت.
وتمكن إنزاجي من قيادة الهلال نحو فوز كبير على الشرطة العراقي، برباعية دون رد، أمس الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة الخامسة من مرحلة الدوري في دوري أبطال آسيا للنخبة.
الهلال وصل للنقطة 15 في صدارة ترتيب مجموعة غرب آسيا، محققًا أفضل انطلاقة في مسيرته بالبطولة القارية.
إشادة إيطالية
صحيفة “لا جازيتا ديلو سبورت” أكدت أن الهلال بات الفريق الأكثر استحواذًا على الكرة وخلقًا للفرص في مجموعته، مشيرة إلى أن هذا التفوق لم يأتِ مصادفة، بل هو نتيجة “بصمة تكتيكية واضحة” وضعها المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي منذ يومه الأول في الرياض.
واستعرضت الصحيفة كيف تحوّل الهلال تحت قيادته إلى فريق يفرض إيقاعه على المنافسين، ويُحكم السيطرة على وسط الملعب، مع تنوّع كبير في الحلول الهجومية.
وأكد التقرير أن أسلوب إنزاجي، القائم على التحركات السريعة بين الخطوط وتدوير الكرة بذكاء، أعاد للزعيم هويته الهجومية التي طالما اشتهر بها.
أما صحيفة “كوريري ديلو سبورت” فأشادت بالتطور الهجومي الهائل الذي ظهر على أداء الهلال في الفترة الأخيرة، وبشكل خاص التحسن اللافت في مستوى المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو.
وأوضحت الصحيفة أن إنزاجي نجح في إعادة صياغة الدور الهجومي لماركوس ليوناردو، وذلك من خلال منحه حرية أكبر في التحرك خارج منطقة الجزاء وجذب المدافعين، وهو ما أسهم في زيادة فاعليته التهديفية وقدرته على صناعة المساحات لزملائه.
واعتبرت الصحيفة أن هذا التطور يعكس قدرة المدرب الإيطالي على تطوير اللاعبين الشباب وصنع قيمة فنية جديدة داخل المنظومة.
من جهتها وصفت صحيفة توتو سبورت الإيطالية مشروع إنزاجي في الهلال بأنه “مشروع ناجح خارج أوروبا”، مشيدة بما سمته “الانضباط الدفاعي والفعالية أمام المرمى”.
وأبرزت الصحيفة أن الهلال تحت قيادة المدرب الإيطالي أصبح فريقًا متماسكًا يصعب اختراقه، مع تنظيم دفاعي صارم وتحولات سريعة تستغل كل فرصة متاحة.
كما شددت على أن الجمع بين الصلابة الدفاعية والنجاعة الهجومية هو ما جعل الفريق يظهر بصورة أوروبية الطابع في البطولات الآسيوية.
أما موقع “كالتشيو ميركاتو” فذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أكد أن نجاح إنزاجي المتواصل مع الفريق الأزرق قد يعيده إلى رادار الأندية الأوروبية الكبرى خلال الفترة المقبلة.
وأوضح الموقع أن إنزاجي قدّم في السعودية نسخة أكثر نضجًا من شخصيته التدريبية، سواء على المستوى الخططي أو في إدارة غرفة الملابس، ما يجعل اسمه مطروحًا بقوة في السوق الأوروبية عند فتح باب التعاقدات.
وأضاف التقرير أن التألق القاري والمحلي للهلال تحت قيادة المدير الفني الإيطالي يعزز من فرص عودته إلى أحد الأندية الطموحة سواء في الدوري الإيطالي أو الدوريات الخمسة الكبرى.
ماذا عن المنافسة؟
هذا التألق اللافت الذي يقدمه فريق الهلال تحت قيادة سيموني إنزاجي لا يقتصر فقط على الإشادات التي انهالت عليه من الصحافة الإيطالية، بل يفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تعيد “الزعيم” مجددًا إلى الواجهة على مستوى البطولات. فالفريق بات يمتلك شخصية فنية أكثر نضجًا، وهُوية تكتيكية واضحة المعالم، تجعله قريبًا من المنافسة على كل لقب يشارك فيه خلال الموسم الحالي. إنزاجي نجح في إعادة تشكيل خطوط الهلال بطريقة تمنحه أفضلية داخل الملعب، سواء من حيث القدرة العالية على الاستحواذ، أو جودة بناء الهجمة، أو التنظيم الدفاعي الذي أصبح أكثر تماسكًا مقارنة ببداية الموسم.
كما أن التطور الكبير في أداء العناصر الهجومية، وعلى رأسهم ماركوس ليوناردو، يضيف قوة إضافية للفريق في الثلث الأخير من الملعب، وهو ما يترجم نفسه في معدلات خلق الفرص وتسجيل الأهداف. ومع كل مباراة، تتضح بصمة المدرب الإيطالي في طريقة الضغط العالي، وتدوير الكرة، واختيار اللحظة المناسبة لضرب دفاعات الخصم.
وبهذا النسق التصاعدي، يبدو أن الهلال يسير بخطى واثقة نحو موسم قد يكون مليئًا بالإنجازات، خاصة مع جاهزية الفريق البدنية والذهنية، واتساع الخيارات الفنية، وارتفاع مستوى الانسجام داخل المجموعة. وإذا استمر هذا الاستقرار الفني والمعنوي، فإن الهلال سيكون مرشحًا قويًا لحصد أكثر من بطولة، لترجمة هذا المشروع الناجح إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع.