حسمت إدارة نادي أهلي جدة موقفها من تجديد عقد لاعب الوسط الفريق فرانك كيسيه، خلال الفترة المقبلة.
وينتهي تعاقد اللاعب الإيفواري مع الأهلي بنهاية الموسم الحالي، ما يتيح له التوقيع مع أي فريق خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، والانتقال إلى صفوفه بشكل مجاني في صيف 2026.
تجديد عقد كيسيه.. ولكن!
أوضحت صحيفة “اليوم” السعودية أن الأهلي السعودي استقر على تجديد عقد كيسيه لفترة إضافية، باعتباره أحد الركائز الأساسية التي يعتمد عليها الفريق خلال الفترة الأخيرة.
لكن التجديد لن يعني استمرار لاعب الوسط الإيفواري بالضرورة لما بعد الموسم الحالي، حيث سيعمل النادي السعودي على تقييم لاعبه خلال الفترة المقبلة، قبل اتخاذ القرار النهائي باستمراره أو بيعه.
ويحظى لاعب الوسط الإيفواري باهتمام قوي من بعض أندية الدوري الإيطالي، لا سيما وأنه كان أحد أبرز نجوم فريق ميلان لعدة سنوات، وقد كان قريبًا من الرحيل إليه في الصيف الماضي، غير أن المفاوضات لم تُكلل بالنجاح.
وأوضحت الصحيفة السعودية أن وكيل كيسيه سيكون موجودًا في الأهلي خلال الأيام القليلة المقبلة، من أجل التفاوض على تجديد عقد اللاعب، وحسم الأمور بشكل رسمي.
ركيزة أساسية
يُعتبر كيسيه أحد أبرز العناصر في صفوف الأهلي خلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا منذ الانتقال إليه في صيف 2023، قادمًا من برشلونة.
ولعب النجم الإيفواري دور القائد في وسط الملعب، وظهر دوره بوضوح في التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة في الموسم الماضي، للمرة الأولى في تاريخ النادي.
وسجل كيسيه هدف الأهلي الافتتاحي في دوري أبطال آسيا للنخبة، وكذلك الهدف الختامي، ليغلف بينهما الدور المميز الذي قام به على مدار البطولة، سواءً على المستوى الفني أو النفسي والقيادي.
مرحلة الشك
عاش كيسيه فترة من الشك قبل بداية الموسم الحالي، حيث كانت “صيفية” صعبة بالنسبة للإيفواري الدولي، الذي ارتبط اسمه بالعودة إلى الدوري الإيطالي، وتحديدا صوب فيورنتينا، الذي سعى مدربه ستيفانو بيولي، المدير الفني السابق للنصر، لاستعادته كواحد من الحلول المثالية في خط الوسط، ويتناسب مع متطلبات الكالتشيو، والضغوط الكبيرة في المنافسة.
لكن مع اقترب بداية الموسم الحالي، اتضحت الرؤية بشأن مستقبل فرانك كيسي، ليتيقن اللاعب باستمراره، بتأكيد الإدارة والجهاز الفني على البقاء وعدم التفريط فيه.
واستطاع كيسيه في الموسم الحالي، وبعد 16 مباراة فقط، أن يسجل 5 أهداف ويصنع آخر، مما يجعله يتفوق على نفسه، ويقطع نصف الطريق نحو أفضل أرقامه بالقميص الأهلاوي.
وفي الموسم الماضي رغم أن كيسيه لعب دورا بارزا في فوز فريقه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، من خلال أداء قوي ومتجانس، ومساهمة فاعلة في انتصارات الفريق، لا سيما على مستوى المواجهات الكبرى مثل كلاسيكو الهلال، سواء في الدوري أو دوري الأبطال.
لكن أرقام النجم الإيفواري في الدوري، لم تكن بنفس روعة البداية الحالية، حيث سجل 4 أهداف وصنع 5 في 44 مواجهة.
ثقة يايسله
يحظى فرانك كيسيه بثقة مدربه يايسله، حيث يعتبر أن صاحب 28 عاما، قادرًا على قيام بكل المهام المطلوبة منه، لدرجة تجعله يخلق التوازن المطلوب بين الدفاع والهجوم، ويكون حلقة وصل مميزة للفريق.
ويحصل النجم الإيفواري في الدوري، على عدد دقائق لعب أكثر من عدة لاعبين، كما أن وجود نجم مميز آخر مثل الفرنسي إنزو ميو، قد زاد من تألق كيسي، حيث تفرغ بشكل أكبر لمهام الربط بين الدفاع والهجوم، تاركا مهمة صناعة اللعب لنجم شتوتجارت السابق.
وفنيًا، يلعب كيسيه، دور محور الارتكاز الديناميكي في وسط الأهلي، إذ يتحكم في نسق اللعب بذكاء، ويقوم بالربط بين الدفاع والهجوم بسلاسة، ويتمتع بقدرة عالية على افتكاك الكرة تحت الضغط، ويُجيد التمركز في المناطق الحيوية لمنع الهجمات المرتدة، كما يُسهم بفاعلية في التقدم بالكرة وصناعة الفرص من العمق.
كما أن وجود كيسيه، يمنح المدرب، حرية أكبر في تطبيق أساليب متنوعة، سواء بالاعتماد على التحولات السريعة أو بالاستحواذ المنظم.
ومن الناحية البدنية، يُعد كيسيه، أحد أقوى لاعبي الدوري السعودي، حيث يُكمل الجانب التكتيكي بصلابة واضحة في الالتحامات وقدرة على الاحتفاظ بالكرة أمام المنافسين الأقوياء، كما يمتاز بتركيز كبير في الكرات الثابتة والتسديد من خارج المنطقة، وهو ما يجعله مصدر تهديد إضافي للمنافسين.
وإلى جانب أدواره الفنية، يُعتبر كيسيه نموذجًا للاعب القيادي داخل الفريق، إذ يتمتع بخبرة كبيرة اكتسبها من اللعب في أندية كبرى مثل ميلان وبرشلونة، وينقلها لزملائه داخل غرفة الملابس.
وبفضل وجود كيسيه، أصبح الأهلي، أكثر تماسكًا في وسط الملعب، وأكثر قدرة على فرض شخصيته في المباريات الكبرى، ليُشكل كيسي، أحد المفاتيح الرئيسية في مشروع النادي الساعي لاستعادة مكانته في صدارة الكرة السعودية.