شهدت تدريبات مانشستر سيتي، اليوم الخميس، غياب لاعب الوسط الإسباني رودري، في ظل معاناته من الإصابة التي تعرض لها قبل فترة التوقف الدولي الأخيرة.
وشارك الدولي الإسباني لمدة 22 دقيقة في آخر مواجهة للسيتي ضد برينتفورد، قبل مغادرة الملعب بسبب تعرضه لإصابة على مستوى عضلة الفخذ الخلفية.
ورغم التأكيد على أن الإصابة ليست بالغة، فإن رودري لم يعد بعد لتدريبات السيتزنز، بحسب ما ذكرته صحيفة “ديلي ميل”.
وأفادت بأن هذا الغياب يعني بطبيعة الحال، عدم قدرة رودري، على اللحاق بمواجهة إيفرتون يوم السبت المقبل، ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي ستقام على ملعب الاتحاد.
ومنذ بداية الموسم الحالي، لم يخض رودري سوى مباراتين كاملتين مع ناديه المان سيتي، حرصا من الجهاز الفني للفريق، على تفادي تعرض اللاعب لأي انتكاسة بعد غيابه الطويل عن الملاعب في الموسم السابق.
كما أن إصابته الأخيرة أدت إلى استبعاده من قائمة منتخب إسبانيا خلال التوقف الأخير، ليغيب عن آخر مواجهتين في تصفيات كأس العالم 2026.
الرباط الصليبي
شكلت إصابة لاعب الوسط الإسباني، بقطع في الرباط الصليبي العام الماضي، صدمة قوية لجماهير مانشستر سيتي ومدربه بيب جوارديولا، إذ يُعد اللاعب، محور الارتكاز الأهم في منظومة الفريق خلال السنوات الأخيرة.
فالإسباني لم يكن مجرد لاعب وسط دفاعي، بل القلب النابض لأسلوب المان سيتي القائم على السيطرة والاستحواذ والتنظيم الدقيق في بناء الهجمات.
إصابة رودري جاءت في وقت حساس من الموسم، حيث كان مانشستر سيتي، ينافس على عدة جبهات، أبرزها الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا.
لذا، أدى غياب رودري، إلى فقدان الفريق السماوي، لتوازنه في وسط الميدان، إذ يعتمد المدرب بيب جوارديولا عليه في ضبط الإيقاع وتوفير الحماية الدفاعية للخط الخلفي، إلى جانب مساهماته في التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم.
ومن دون رودري، فقد المان سيتي، عنصر الثقة والاستقرار الذي يمنحه عادة في المواقف الصعبة.
ورغم امتلاك مانشستر سيتي، لاعبين مميزين مثل كوفاسيتش ونونيز وإلكاي جوندوجان وقتها، إلا أن أياً منهم لم يكن يملك التأثير الشامل الذي يقدمه رودري.
فقد أثبتت الإحصائيات أن الفريق السماوي نادراً ما يخسر، عندما يكون النجم الإسباني في التشكيلة الأساسية، وهو ما يعكس قيمته التكتيكية والنفسية.
وفي يناير/كانون ثان الماضي، قام المدرب الإسباني بيب جوارديولا بجلب مواطنه نيكو جونزاليس، لتعويض غياب رودري المؤثر، ومن المتوقع أن يعوضه أمام التوفيز في المباراة المقبلة.
انهيار ما بعد الإصابة
تعرض المان سيتي لانهيار مفاجئ على مستوى الأداء والنتائج في نهاية عام 2024، بالتزامن مع إصابة رودري، مما شكل صدمة كبيرة لعشاق كرة القدم، خاصة بعد الهيمنة التي فرضها الفريق في المواسم السابقة تحت قيادة بيب جوارديولا.
فبعد أن كان الفريق الأزرق السماوي، مرعبا لكل خصومه في إنجلترا وأوروبا، بدأ منحناه الفني يتراجع بشكل غير متوقع، ليتعرض إلى سلسلة نتائج مخيبة أثارت تساؤلات حول أسباب هذا الانهيار المفاجئ.
ومن أبرز أسباب التراجع، رحيل بعض العناصر المؤثرة التي كانت تشكل أساس المنظومة، إلى جانب الإصابات التي ضربت الفريق السماوي، خصوصاً في خط الوسط والدفاع.
إصابة رودري وغياب كيفين دي بروين لفترات طويلة، أثّرا بشدة على التوازن التكتيكي للفريق الإنجليزي، بينما تراجع مستوى بعض النجوم مثل جاك جريليش وبرناردو سيلفا مقارنة بالمواسم السابقة.
كما بدا أن حالة الإرهاق الذهني بعد سنوات من المنافسة المستمرة على كل الألقاب، بدأت تترك أثرها على اللاعبين.
وتكتيكيا، فقد الفريق السماوي، جزءا من مرونته التي ميّزته في عهد المدرب بيب جوارديولا، إذ أصبح يعتمد على أسلوب متوقع وسهل القراءة من قبل الخصوم، مما جعل الضغط العالي أقل فاعلية، وفقد الفريق الإنجليزي، سرعته في التحول الهجومي، كما لعبت العوامل النفسية دوراً في فقدان الثقة داخل المجموعة بعد توالي النتائج السلبية.
ومع هذا التراجع، وجد نادي مانشستر سيتي نفسه بعيداً عن صدارة الدوري الإنجليزي، مع أداء غير مقنع في دوري أبطال أوروبا، ليبدأ الحديث عن ضرورة تجديد الدماء وإعادة بناء المنظومة.
ورغم الأزمة، يبقى الفريق قادراً على النهوض من جديد بفضل خبرة المدرب بيب جوارديولا وجودة لاعبيه، وهو ما بدأ في تحسس خطاه في الأسابيع القليلة الماضية.
وكان مانشستر سيتي قد أبرم 7 صفقات صيفية، لتعزيز صفوف السماوي خلال موسم 2025-2026.
وضم العملاق الإنجليزي، ثلاثي حراسة المرمى، جيانلويجي دوناروما وجيمس ترافورد وماركوس بيتينيلي، بجانب ريان آيت نوري وتيجاني رايندرز وريان شرقي.
كما تعاقد السماوي مع النرويجي سفيري نيبان، البالغ من العمر 18 عامًا، قبل إعارته لصفوف ميدلسبره.