أسدل الستار على مشاركة الهلال السعودي في بطولة كأس العالم للأندية، بعد خسارته أمام فلومينينسي البرازيلي، أمس الجمعة، بنتيجة (1-2)، خلال المباراة التي جمعت الطرفين، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من المسابقة.
وكان “الزعيم” قد ظهر بصورة مميزة في أول 4 مباريات من البطولة، بعد تعادله مع ريال مدريد وسالزبورج وفوزه على باتشوكا المكسيكي ومانشستر سيتي، ولكنه فشل في اجتياز اختبار فلومينينسي.
تحفظ زائد
بدأ الإيطالي سيموني إنزاجي، مدرب الهلال، بتحفظ زائد أمام الفريق البرازيلي، حيث دخل المباراة بنفس أسلوب مواجهة مانشستر سيتي، بالاعتماد على طريقة (3-5-2).
ولم يظهر الهلال بأي أنياب هجومية طوال أحداث الشوط الأول، نظرا لتراجعه الزائد في محاولة لعدم اهتزاز شباكه، والسيطرة على سرعات لاعبي الفريق البرازيلي.
Getty Images
وعانى رجال إنزاجي بشكل واضح في عملية الخروج بالكرة، بسبب التنظيم الكبير الذي تمتع به فلومينينسي، وغلق زوايا التمرير على مفاتيح اللعب، وخاصة الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش.
ورغم اعتماد إنزاجي في جميع المباريات السابقة على سرعات الظهيرين، إلا أنهما لم يقدما أي إضافة هجومية تذكر طوال 45 دقيقة باهتة.
وكان من المفترض أن يبدأ المدرب الإيطالي، بلاعبه البرتغالي روبن نيفيز في وسط الملعب بدلا من إشراكه كقلب دفاع من أجل تسهيل عملية الخروج بالكرة، والزج بمدافع آخر.
واضطر إنزاجي في آخر الدقائق لإدخال نيفيز في وسط الملعب، وهو ما أسفر عن خطورة مستمرة، ولكن الوقت لم يسعفه لتسجيل هدف التعادل.
قراءة برازيلية
نجح ريناتو جاوتشو، مدرب فلومينينسي، في قراءة طريقة لعب الهلال بصورة رائعة، حيث لعب بتنظيم كبير وتقارب واضح بين جميع الخطوط.
ولم يخاطر الفريق البرازيلي بالتقدم للأمام، خوفا من ترك المساحات أمام الهلال الذي كان يعتمد منذ وصول إنزاجي على الهجمات المرتدة.
ودافع فلومينينسي بـ9 لاعبين بداية من منتصف الملعب أثناء امتلاك الهلال للكرة، حيث نجح في فرض حالة من الحصار الجماعي، عبر الدفاع ككتلة واحدة، وهو ما تسبب في فشل الاختراق من العمق أو الأطراف.
وكان يعمل الفريق البرازيلي على تدوير الكرة خلال أكبر وقت ممكن، بهدف قتل الطاقة المتبقية لدى لاعبي الهلال، بعد الإرهاق البدني الشديد الذي سيطر على اللاعبين، بسبب مباراة مانشستر سيتي التي امتدت 120 دقيقة.
أخطاء فردية
بالنظر لطريقة فلومينينسي، فهو لم يكن الأخطر في المباراة، ولكنه كان الأكثر فاعلية، ونجح في استثمار أخطاء لاعبي الهلال بشكل رائع.
صحيح أن الفريق البرازيلي هدد مرمى الهلال بالعديد من المحاولات، ولكن الفرص الأخطر كانت بسبب الأخطاء الفردية، حيث سجل هدفين نتيجة سوء تركيز لاعبي “الزعيم”.
Getty Images
الهدف الأول جاء، بسبب فشل البرتغالي جواو كانسيلو في إبعاد الكرة من منطقة جزاء فريقه، حيث أهداها إلى أحد لاعبي الخصم والذي مررها لمارتينيلي الذي أطلق تسديدة صاروخية سكنت الشباك الهلالية، وهي المحاولة الأخطر بالشوط الأول.
وجاء الهدف الثاني لفلومينينسي، نتيجة خطأ مشترك من الثنائي البرازيلي ماركوس ليوناردو ورينان لودي، حيث فشل الأول في الخروج بالكرة من منتصف الملعب ليتم افتكاكها وتسديدها لتسقط على حدود منطقة الجزاء.
وفشل بعدها لودي في إبعاد الكرة، لتتحول داخل منطقة الجزاء، ثم تمكن بيريرا هركليز من وضع الكرة بالشباك عند الدقيقة 70 من الشوط الثاني.
والفرصة الثالثة تمثلت في تمريرة خاطئة من رينان لودي، وضعت جيرمان كانو في انفراد تام، ولكن براعة الحارس المغربي أنقذت شباك الهلال من هدف بالدقيقة 55.
وإجمالا، لم تشكل المحاولات البرازيلية أي خطر واضح على فريق الهلال، ليتبخر حلمه بسبب الأخطاء الفردية الواضحة.