واصل ليفربول تفوقه على ريال مدريد للموسم الثاني على التوالي في دوري أبطال أوروبا، بعدما تغلب عليه (1-0) بملعب أنفيلد، اليوم الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة الرابعة من مرحلة الدوري.
هدف المباراة الوحيد سجله لاعب الوسط الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، ليمنح الريدز فوزهم الثاني تواليا في المواجهات المباشرة بين العملاقين بعد انتصار ليفربول الموسم الماضي 2/0.
وتُعد هذه الهزيمة هي الأولى لريال مدريد في البطولة هذا الموسم، بعد 3 انتصارات على التوالي، ليتجمد رصيد الميرنجي عند 9 نقاط في المركز الخامس.
بينما رفع ليفربول رصيده إلى 9 نقاط في المركز السادس بجدول الترتيب، علمًا بأن الفريق الإنجليزي واصل صحوته القارية بفوز ثانٍ على التوالي بعد أن سقط على يد جالطة سراي التركي في الجولة الثانية.
طريقة معتادة
اتبع آرني سلوت مدرب الريدز، طريقته المعتادة (4-2-3-1)، معولا على هوجو إيكيتيكي في عمق الهجوم، ومن خلفه محمد صلاح وفلوريان فيرتز ودومينيك سوبوسلاي.
بينما لم يغير تشابي ألونسو مدرب الريال، الطريقة والتشكيلة التي حسمت الكلاسيكو أمام برشلونة، إذ لعب بطريقة أقرب إلى (4-1-4-1)، بوضع إدواردو كامافينجا على الجناح الأيمن، مع التزامه بالواجبات الدفاعية، فيما شغل فينيسيوس جونيور الجبهة اليسرى، وفي عمق الهجوم كيليان مبابي.
نجح الفريق الملكي في إغلاق الجبهة اليمنى أمام ليفربول في مستهل المباراة، بفضل وجود فيديريكو فالفيردي ومن أمامه إدواردو كامافينجا.
ولم يكن الأمر مختلفا في الناحية اليسرى، مما دفع ليفربول للجوء لسلاح التسديدات البعيدة، لصعوبة اختراق الدفاع الملكي، لا سيما من جانب لاعب الوسط المجري دومينيك سوبوسولاي.
ولعب الحارس البلجيكي تيبو كورتوا دورا في منع ليفربول من التسجيل على مدار الشوط الأول، بفضل تصدياته المتكررة لأغلب التسديدات الموجهة نحوه.
كما لعب المدافع البرازيلي إيدير ميليتاو دورا بارزا في التصدي لأغلب هجمات ليفربول، وحماية مرمى كورتوا في أكثر من مرة.
Getty Images
إيقاف فينيسيوس
وفي الجانب الآخر، تمكن كونور برادلي من إيقاف خطورة البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي عجز عن القيام بأي مراوغة ناجحة طوال اللقاء، بفضل صلابة الظهير الشاب.
واستطاع مدافعو ليفربول إغلاق كافة المساحات أمام الفرنسي كيليان مبابي، الذي شعر بالعزلة التامة، مما اضطره للهروب من العمق في الكثير من الأحيان، والابتعاد للأطراف، للمشاركة في العمل الهجومي.
لكن مهاجم الريال لم يستطع تقديم أي إضافة كما هو باقي زملائه في الجانب الهجومي.
وواصل ريال مدريد دفع ثمن التعويل على مبابي في عمق الهجوم، مع عجزه التام عن التعامل مع العرضيات، لعدم تميزه في الرأسيات.
حيلة ألونسو
ولهذا السبب، حاول ألونسو كعادته التحايل على توظيف مبابي الخاطئ دائما، بتقديم لاعب الارتكاز (تشواميني) لمنطقة الجزاء في بعض الأحيان، مع خروج المهاجم الفرنسي للأطراف، أملا في الاستفادة من قدرات اللاعب الفرنسي في التعامل مع العرضيات بكفاءة، إلا أن هذا الأمر لم ينجح، لعدم وصول أي عرضية إليه.
كما يحسب لدفاع ليفربول منع مبابي طوال اللقاء من توجيه أي تسديدة على مرمى الحارس مامارداشفيلي، مما ساعد على خروج الفريق بشباك نظيفة.
ظهور الثغرات
الشوط الثاني كان مختلفا، حيث بدأت الثغرات تظهر في الدفاع الملكي، خاصة من الأطراف.
وبدأ محمد صلاح يظهر على فترات، وشكل خطورة بالغة على مرمى كورتوا، خاصة بعد تفوقه في أغلب الصراعات الثنائية التي دخلها مع ألفارو كاريراس.
وظل كورتوا حائط صد لأغلب محاولات ليفربول، التي كثرت في الشوط الثاني، لا سيما بعد محاولة الفريق الإنجليزي استغلال سلاح الركلات الثابتة، للوصول لشباكه.
وبالفعل، نالت كتيبة سلوت مرادها واستطاعت كسر صمود الريال بهذا السلاح، بعدما أرسل سوبوسلاي عرضية إلى داخل منطقة الجزاء، قابلها ماك أليستر بلمسة إلى الشباك.
Getty Images
تبديلات بلا جدوى
قبل الهدف، لم يستعن المدربان بالأوراق البديلة، ليبدأ تشابي ألونسو في الدفع ببعضها بعد 8 دقائق فقط من التأخر في النتيجة، حين دفع برودريجو على حساب كامافينجا، ليشغل البرازيلي الجبهة اليمنى.
وبذلك، اضطر جود بيلينجهام للقيام بمهام دفاعية بشكل أكبر، لتغطية مغادرة كامافينجا، الذي كان يلعب دور الإسناد مع فالفيردي في الجبهة اليمنى.
ورد سلوت بـ4 تبديلات متتالية، أبرزها جاكبو على حساب إيكيتيكي، وكييزا بدلا من فيرتز.
في المقابل، قرر ألونسو قبل النهاية بـ9 دقائق، الدفع بألكسندر أرنولد أمام فريقه السابق، على حساب أردا جولر، ليلعب الظهير الإنجليزي في وسط الملعب، مع الإبقاء على فالفيردي في الجبهة اليمنى.
لكن تلك التبديلات لم تساعد الميرينجي على إحداث أي تغيير على أرض الملعب، فيما منح بدلاء ليفربول فريقهم نشاطا أكبر في الجانب الهجومي، حيث كاد الفريق أن يسجل أكثر من هدف، لولا براعة كورتوا وميليتاو على وجه الخصوص.