واصل فريق أهلي جدة، تقديمه عروضه المتراجعة، بعد تعثر جديد خلال مواجهة الدحيل القطري التي انتهت بنتيجة (2-2)، ضمن الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا للنخبة.
ورفع “الراقي” رصيده للنقطة الرابعة، حيث فاز في الجولة الأولى على ناساف الأوزبكي (4-2)، فيما وصل الدحيل للنقطة الأولى، بعد خسارته أمام الهلال (1-2) بمستهل المشوار.
وشهدت المباراة العديد من النقاط الفنية والتكتيكية البارزة التي أدت لخروج النتيجة بالتعادل الإيجابي بين الطرفين.
بداية مرتبكة
دخل الأهلي المواجهة بحالة من الارتباك الواضح في الخط الخلفي، حيث ظهرت الثغرات الدفاعية منذ الدقائق الأولى، خاصة مع غياب الانسجام بين ثنائي قلب الدفاع وعدم التغطية السليمة من لاعبي الارتكاز.
واعتمد الفريق على أسلوب (4-2-3-1) بوجود ثنائي محوري في الوسط، إلا أن هذا التنظيم لم يكن فعالًا أمام سرعة لاعبي الدحيل في التحولات.
ورغم امتلاك الأهلي عناصر هجومية تتميز بالسرعة، إلا أن ربط هذه العناصر ببعضها كان غائبًا، ما جعل الفريق يفقد الكرة بسرعة عند محاولة بناء الهجمات.
كما بدا واضحًا أن ظهيري الجنب اندفعا هجوميًا دون تأمين كافٍ للخلف، وهو ما تسبب في خلق مساحات استغلها الدحيل لشن مرتدات خطيرة.
هذا الخلل في التمركز جعل الأهلي يدخل أجواء اللقاء متأخرًا، وسمح لمنافسه بالضغط العالي والاستحواذ على الكرة لفترات طويلة، ليؤكد أن الفريق يعاني من مشكلة تكتيكية في بداية المباريات.
أزمات مستمرة
من أبرز ملامح المباراة أيضًا، العجز الواضح لوسط الأهلي في فرض السيطرة، وخاصة فرانك كيسي الذي كان بمثابة نقطة ضعف واضحة، بسبب خسارة الكرة وفشله في نقل الكرة بالشكل المطلوب.
وافتقد الفريق للانسجام في بناء اللعب، وظل معتمدًا على مهارات فردية أكثر من وجود منظومة تكتيكية واضحة.
تلك الأزمة لم تكن وليد اللحظة، حيث شهدت أغلب المباريات الكبرى وخاصة أمام بيراميدز بكأس القارات، ظهور ذلك العيب الذي تسبب في خسارة معركة الوسط.
فضلاً عن المساحة الواسعة بين الوسط والخط الخلفي، وهو ما استغله الفريق القطري بافتكاك مستمر وشن هجمات لا تتوقف من العمق.
إضافة إلى ذلك، فإن أزمة المساحات التي تظهر خلف الظهيرين لا تزال مستمرة، حيث نتج عنها هجمات لا تتوقف والتي كادت أن تسفر عن أكثر من هدف.
وعانى “الراقي” من هذا العيب خلال عدة مناسبات، وخاصة أمام الهلال، عندما استقبل ثلاثية في الشوط الأول، نتيجة أخطاء في تمركز الظهيرين.
Getty Images
أما الأزمة الأبرز، فتتمثل في تراجع مستوى قلبي الدفاع، وخاصة البرازيلي روجيه إيبانيز والذي كان سببًا رئيسيًا في الهدف الأول، بسبب ترك رأس الحربة وترك مساحات واسعة خلفه، نتج عنها التسجيل.
وفي الهدف الثاني، فشل محمد سليمان في مراقبة كريستوف بياتيك الذي تلقى عرضية داخل منطقة الجزاء، حولها في المرمى ببراعة شديدة.
رعونة الدحيل
بالنظر للدحيل، فهو لم يكن بالخصم الشرس، ولكنه ظهر بشكل جيد قياسًا بالأهلي، باستثناء الأخطاء التي ارتكبها وأدت إلى استقبال هدفين.
وبدا واضحًا أن الفريق القطري دفع ثمن التسرع في بناء اللعب من الخلف، حيث استغل محرز ورفاقه تلك الهفوات لإبقاء الأهلي في أجواء اللقاء.
الجزائري جمال بلماضي، مدرب الدحيل، اعتمد على تضييق المساحات والخروج بهجمات مرتدة، لاستغلال تقدم لاعبي الأهلي، وهو ما نجح فيه بأغلب أوقات المباراة.
لكن سوء تمركز لاعبي الدحيل في الدقيقة 42، تسبب استقبال الهدف الأول عن طريق جونسالفيس، بسبب منحه المساحة بالجهة اليمنى على غير العادة.
أما الهدف الثاني، فجاء من خطأ واضح أمام الجميع، عندما قدم حارس المرمى هدية لرياض محرز أمام المرمى، ليحولها النجم الجزائري في الشباك.
إضافة إلى ذلك، فقد عانى الدحيل من انخفاض في المخزون البدني في الربع ساعة الأخيرة، وهو ما منح “الراقي” فرصة السيطرة وتهديد مرماه بعدة محاولات، كادت أن تمنحه الفوز.
كارثة مستمرة أم ناقوس خطر؟
رغم حصد نقطة التعادل، إلا أن الأداء الذي ظهر به الأهلي يثير القلق بشأن مستقبل الفريق في جميع البطولات بالفترة المقبلة.
والعشوائية الدفاعية والاعتماد المفرط على أخطاء الخصوم لا يمكن أن يقود إلى الأدوار المتقدمة، وسيكون المدير الفني مطالبًا بمراجعة شاملة لأسلوب اللعب، قبل أن يدخل الفريق في دوامة نتائج سلبية أصعب.