لقن لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان نظيره سيموني إنزاجي مدرب إنتر ميلان درسا قاسيا، في مباراة الفريقين بنهائي دوري أبطال أوروبا.
واكتسح بي إس جي منافسه الإيطالي 5-0، وكان بإمكانه مضاعفة النتيجة بعد إهدار محاولات أخرى، وسط تفكك تام للعملاق الإيطالي الذي بدا قزما، وبدأ الوصول إلى المرمى الباريسي في آخر ربع ساعة من اللقاء.
فخ كربوني
حافظ لويس إنريكي على قوامه الأساسي في كل الخطوط، ونصب فخا كربونيا أوقع فيه منافسيه السابقين في الأدوار الإقصائية ليفربول وأستون فيلا وآرسنال.
لكن بدا إنزاجي تائها، ولم يحضر لاعبيه بدنيا أو فنيا وكذلك ذهنيا بعد صدمة خسارة لقب الدوري الإيطالي في الجولة الأخيرة لصالح نابولي.
ونجح إنريكي في مسعاه، وتقدم فريقه بهدفين في أول 20 دقيقة، بفضل الشراسة في الضغط العالي على مدافعي إنتر بالثلاثي الهجومي ديمبلي ودوي وكفاراتسخيليا بمعاونة ثلاثي الوسط فابيان رويز وفيتينيا وجواو نيفيز.
ولم ينتبه إنزاجي إطلاقا لهذا الفخ، بل لم يجد حلا لانطلاقات أشرف حكيمي بحرية وتحوله إلى مهاجم رابع داخل منطقة الجزاء في وقت مبكر للغاية من اللقاء.
بعد التقدم بهدفين تحكم بي إس جي تماما في سيناريو اللقاء على المستويين الدفاعي والهجومي، مستغلا ثغرة واضحة في الجبهة اليسرى لمنافسه التي يشغلها فيدريكو ديماركو.
وكان إنريكي ذكيا للغاية في تفادي ارتكاب الأخطاء على حدود منطقة جزائه، وعزل الفريق الإيطالي وحرمه من الركلات الركنية، ومن ثم فقد نيراتزوري فرصة الاستفادة من طول قامة لاعبيه.
أقزام وأشباح
في المقابل، لم يستفد سيموني إنزاجي الذي اعتمد على طريقة 3-5-2 إطلاقا بكل مميزات فريقه، حيث بدا ثلاثي الوسط باريلا وتشالهانوجلو وهنريك مخيتاريان بطيئا للغاية وقليل الحيلة أمام لاعبي باريس.
وواجه الظهيران دومفريس يمينا وديماركو يسارا صعوبة كبيرة في إيقاف الانطلاقات الباريسية في الهجمات المرتدة واللعب المباشر السريع.
كما تاه ثلاثي الدفاع أتشيربي وباستوني وبافارد أمام التنوع الهجومي الباريسي والحرية التي منحها إنريكي لثلاثي الوسط والهجوم بالتحرك يمينا ويسارا.
ورغم التكتل عند فقدان الكرة بخمسة لاعبين في الخط الخلفي، إلا أن المسافات بين ظهيري الجنب وثلاثي الدفاع كانت واسعة للغاية، واخترقها لاعبو باريس بكل سهولة وسجلوا منها 3 أهداف أخرى في الشوط الثاني، من بين أكثر من 20 محاولة هجومية على مرمى الحارس، يان سومر، الذي لم ينقذ أي فرصة.
أما الثنائي الهجومي لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام لم يشعر بهما أحد أو يشكلا أي خطورة على مرمى دوناروما طوال 75 دقيقة وسط يقظة الثنائي ماركينيوس وباتشو مع التزام نونو مينديس أكثر بالمهام الدفاعية لمواجهة القوة البدنية لدومفريس.
شرايين ميتة
حاول إنزاجي ضخ دماء جديدة لكن البدلاء كانوا أشبه بشرايين ميتة، فلم يستفد المدرب الإيطالي من كريستيان أصلاني وماتيو دارميان ونيكولا زاليفسكي وكارلوس أجوستو أو يان بيسيك الذي غادر الملعب بعد دقائق قليلة بسبب إصابة عضلية.
في المقابل، كان ديمبلي يتوغل بحرية يمينا ويسارا وساهم في 3 أهداف، وسجل دوي هدفين، وكفاراتسخيليا هدفا، ولم يمنع ذلك بدلاء باريس في ترك بصمة واضحة.
البديل الشاب سيني مايولو اختتم مهرجان الأهداف مستفيدا من تمريرة زميله البديل الآخر برادلي باركولا الذي أضاع بدوره 3 محاولات أخرى أمام مرمى إنتر ميلان، ليفرط في فرصة ثمينة بالمشاركة في مهرجان الأهداف.