ظفرت البرتغال بلقبها الثاني في بطولة دوري الأمم الأوروبية، بعد التغلب على إسبانيا بركلات الترجيح (5-3)، اليوم الأحد، في النهائي.
تشابه أسلوب لعب الفريقين بعد اعتماد كلا المدربين على طريقة (4-3-3) منذ بداية المباراة، فضلا عن النهج المتبع ببدء الهجمة من الخلف بتمريرات قصيرة، بعيدا عن الكرات الطولية.
لكن منتخب البرتغال كان يتحول إلى (4-4-2) في الحالة الدفاعية، بتحول برونو فيرنانديز إلى ثاني المهاجمين رفقة رونالدو، للضغط على مدافعي إسبانيا في بداية الهجمات.
وعاب المنتخب البرتغالي، في الشوط الأول تحديدا، كثرة الكرات المفقودة من لاعبيه في مختلف أرجاء الملعب، فضلا عن الأخطاء الفردية المتكررة.
هذا ما سمح لإسبانيا تسجيل الهدف الأول، استغلالا لغياب التفاهم بين جواو نيفيز والحارس ديوجو كوستا بالقرب من المرمى، لتذهب الكرة بالخطأ إلى زومبيندي، الذي تقدم للماتادور في منتصف الشوط.
كما لمع نجم لامين يامال في الدقائق الأولى، سواء بتوغلاته على الجهة اليمنى، أو إمداده لزملائه بتمريرات بينية ساقطة، تسببت في خطورة بالغة، وقد أسهمت أيضا في هز شباك كوستا.
ورغم كثرة فقدانه للكرة في البداية، فإن نونو مينديز استفاق بعد وقت قصير، وهدد بانطلاقته الدفاع الإسباني أكثر من مرة، قبل أن ينجح في تسجيل هدف التعادل بتوغل داخل المنطقة قبل إطلاقه تسديدة زاحفة، عجز سيمون عن ردها.
ثغرة في العمق
ظهرت في وقت مبكر ثغرة برتغالية في عمق الدفاع، استغلها المنتخب الإسباني في اختراق منطقة الجزاء أكثر من مرة بتمريرات في المساحات الشاغرة بين لاعبي الخط الخلفي.
وتمثلت هذه الثغرة بشكل أكبر في وجود المدافع جونسالو إيناسيو، الذي تباطأ في إبعاد بعض الكرات، فضلا عن قراراته التي تسببت في انكشاف الخط الخلفي، وهو ما تجلى في الهدف الثاني للاروخا.
وأدرك روبرتو مارتينيز مدرب البرتغال، هذه الثغرة في وقت متأخر، ليستبدل إيناسيو بريناتو فيجا مع حلول الدقيقة 74.
قبلها، مارس مينديز هوايته في التلاعب بمدافعي إسبانيا على الجهة اليسرى، التي توغل منها بمهارة رائعة، قبل إرسال عرضية، ترجمها كريستيانو رونالدو بهدف التعادل.
سرعة مفقودة
امتلك المنتخب الإسباني جناحين مميزين بالسرعة، وهما يامال ونيكو ويليامز، يستطيعان التغلب بها على مدافعي البرتغال من كلا الجانبين.
لكن هذه الميزة كانت غائبة في العمق، في وجود أويارزابال البطيء نسبيا، فضلا عن بطء لاعبي الوسط القادمين من الخلف.
وسنحت أكثر من فرصة لبيدري للتسجيل بعد تلقيه تمريرات بينية في العمق وسط مساحة شاسعة للركض، لكن غياب السرعة المطلوبة حالت دون نجاحه في إنهاء بعض الفرص إلى أهداف.
كما خفت بريق يامال قبل نهاية الشوط الأول، بعكس ما كان الحال عليه في مستهل المباراة، خاصة بعد استفاقة مينديز بعد بداية متعثرة.
في الوقت ذاته، تميز الثنائي بيدري وزوبيميندي في تقديم المساندة الهجومية، التي كانت تبدأ باستخلاص الكرة في منتصف الملعب أو التقدم بها حتى إيصالها لأحد الزملاء على الأطراف، لإكمال الهجمة.
تحركات المدربين
مارتينيز كان المبادر بالدفع بأوراقه من على دكة البدلاء، حيث قام بتغييرين مبكرين في مستهل الشوط الثاني، عبر إقحام سيميدو وروبن نيفيز على حساب جواو نيفيز وكونسيساو.
جاء ذلك بعد فشل نيفيز في صد توغلات ويليامز طوال الشوط الأول، فضلا عن عدم ظهور كونسيساو بالمستوى المطلوب في أول 45 دقيقة.
وبالتبديلين، تقدم برناردو سيلفا لمركز الجناح الأيمن، تاركا موقعه في الوسط لروبن نيفيز، فيما شغل سيميدو الجبهة اليمنى على حساب زميله الشاب.
وأسهم هذا التبديل المزدوج في ترميم الجبهة اليمنى، مما حد من خطورة ويليامز في باقي المباراة، كما كان الحال مع دخول فيجا على حساب إيناسيو.
وقبل نهاية الوقت الأصلي بربع ساعة، دفع مارتينيز برافائيل لياو على حساب سيلفا، لكنه لعب على الجانب الأيسر بدلا من نيتو، الذي تحول للجبهة اليمنى.
ولعب لياو دورا في تنشيط الجبهة اليسرى بفضل توغلاته واخترقاته المستمرة، لكن ذلك لم يترجم إلى أهداف، خاصة بعد خروج رونالدو مصابا ودخول راموس بدلا منه.
بينما انتظر دي لافوينتي حتى الدقيقة 75 للدفع بأوراقه البديلة، بداية من ثنائي الوسط إيسكو وميرينو على حساب رويز وبيدري.
وأضاف إيسكو لمسة مختلفة لخط الوسط الإسباني، سواء بتمريراته المتقنة أو محاولاته أحيانا بالتسديد نحو مرمى كوستا، الذي تصدى لكرة صعبة منه.
وتواصلت التبديلات في الأشواط الإضافية، لكنها لم تصنع الفارق المنشود، مما أسفر عن استمرار التعادل والذهاب لركلات الترجيح.