ألمح تركي آل الشيخ، رئيس رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية، إلى استحواذ سعودي محتمل على مانشستر يونايتد الإنجليزي، خلال الفترة المقبلة.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن تركي آل الشيخ، أثار جدلاً واسعًا بعدما ألمح إلى احتمال وجود صفقة جديدة لبيع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، لمستثمر آخر.
وأضافت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، أن تركي آل الشيخ، الذي يجري محادثات مع إدارة نادي مانشستر يونايتد بشأن خوض مباراة ودية في السعودية خلال موسم الرياض، نشر رسالة عبر منصة إكس مساء الأربعاء قال فيها: “أفضل خبر سمعته اليوم أن مانشستر يونايتد في مرحلة متقدمة من إتمام صفقة بيع لمستثمر جديد.. وآمل أن يكون أفضل من الملاك السابقين”. وقد اعتُبر هذا التصريح إشارة ضمنية إلى عائلة جلايزر أو السير جيم راتكليف.
وأفادت الصحيفة، أن تصريحات المسؤول عن استضافة أبرز الفعاليات الرياضية العالمية، ضمن موسم الرياض، جاءت في وقت يبحث فيه ملاك نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، عن مصادر دخل إضافية لتعويض خسائره المالية في ظل الإخفاقات المتتالية، التي تقارب 100 مليون جنيه إسترليني.
وتشير تقارير إلى أن مان يونايتد، قد يجني أكثر من 10 ملايين جنيه إسترليني في حال مشاركته بمباريات ودية أو بطولة مصغرة في السعودية خلال الأشهر المقبلة، مع احتمالية خوض مواجهة أمام فريق النصر بقيادة النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، أو المشاركة في كأس موسم الرياض إلى جانب الهلال.
وتابع التقرير، أن عائلة جلايزر، المالكة للنادي الإنجليزي، قد اختارت بيع 27.7% من أسهم النادي لراتكليف مقابل 1.25 مليار جنيه إسترليني. لكن تصريحات المستشار السعودي، تركي آل الشيخ، الأخيرة أعادت فتح باب التكهنات حول مستقبل ملكية النادي الإنجليزي العريق.
محاولة قطرية
حاول الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق، شراء نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، قبل عدة سنوات، لكن عرضه البالغ نحو 5 مليارات جنيه إسترليني، ويتضمن تسوية الديون وتمويل تطوير مرافق النادي، قوبل بالرفض.
من جهته، قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في تصريحات لوكالة بلومبرج إنه لا يفضل الاستثمار في أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، ليعلن الانسحاب من سباق الاستحواذ على الشياطين الحمر، وهو ما منح السير جيم راتكليف، الملياردير البريطاني، فرصة أكبر لإحكام سيطرته على النادي، بالشراكة مع جويل وأفرام جليزر، ورثة العائلة المالكة للنادي.
السير جيم راتكليف لا يخفي طموحه في بناء إمبراطورية رياضية خاصة به، خصوصًا بعد فشله في الاستحواذ على نادي تشيلسي الإنجليزي. ولكن مع استمرار عائلة جلايزر في التمسك بحصتها في مانشستر يونايتد، يزداد غضب الجماهير التي لطالما رفعت شعار ” جلايزر أوت”.
رؤية جديدة
يعد السير جيم راتكليف، رجل الأعمال البريطاني ومؤسس شركة “إينيوس”، من أبرز الوجوه الجديدة في عالم كرة القدم الإنجليزية. فمع بداية عام 2024، نجح في الاستحواذ على حصة من أسهم مانشستر يونايتد، ليكتب فصلًا جديدًا في تاريخ النادي العريق.
خطوة راتكليف لم تكن مجرد استثمار مالي، بل جاءت برؤية واضحة تهدف إلى إعادة بناء أسس مان يونايتد من الداخل، واستعادة مكانة الشياطين الحمر، كأحد أعظم أندية كرة القدم عالميًا. ومنذ اللحظة الأولى، حرص على التأكيد أن مشروعه يركز على المدى البعيد أكثر من كونه بحثًا عن نتائج سريعة.
وبدأ الملياردير البريطاني مشروعه بإعادة هيكلة الإدارة الرياضية، حيث جلب كفاءات جديدة لتولي ملفات التعاقدات والتطوير الأكاديمي، مؤكدًا أن نجاح أي فريق كبير يبدأ من البنية الداخلية، سواء في الملعب أو خلف الكواليس.
كما أبدى اهتمامًا خاصًا بالبنية التحتية، من خلال خطط لتحديث مرافق التدريب في كارينجتون وتطوير ملعب “أولد ترافورد”، في خطوة تهدف إلى توفير بيئة احترافية تعكس عراقة مانشستر يونايتد، وتلبي طموحات جماهيره التي لطالما انتظرت عهداً جديداً يعيد للنادي بريقه المفقود.
ديون ضخمة
منذ أن استحوذ مالكولم جلايزر، على نادي مانشستر يونايتد عام 2005 بصفقة مدعومة بالديون، يعيش النادي الإنجليزي، تحت عبء مالي ثقيل أثار غضب جماهيره.
البطولات المتتالية للشياطين الحمر، تحت قيادة السير أليكس فيرجسون، خلال تلك الفترة، خففت حدة الانتقادات لكن الأمور تغيّرت تماما بعد اعتزال المدرب الأسطوري عام 2013، حيث تصاعدت حالة الاستياء من العائلة المالكة.
وحاولت عائلة جلايزر، الاستعانة ببنك الاستثمار “Raine Group”، الذي أشرف سابقًا على بيع نادي تشيلسي، لجذب اهتمام المستثمرين. غير أن الإقبال لم يكن كبيرًا، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة وتقديرات القيمة المبالغ فيها، مما أبعد الكثير من العروض المحتملة.
وفي بيان رسمي، عبّر السير جيم راتكليف عن طموحه قائلاً: “هدفنا المشترك واضح.. نريد جميعًا أن نرى مانشستر يونايتد يعود إلى مكانه الطبيعي، على قمة كرة القدم الإنجليزية والأوروبية والعالمية”.
أحلام سعودية
أعلنت الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة السعودي، في عام 2022، إن الحكومة ستدعم أي مساعي للقطاع الخاص المحلي لشراء ناديي مانشستر يونايتد وليفربول الإنجليزيين.
وقال وزير الرياضة السعودي، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) :” الدوري الإنجليزي هو الأكثر مشاهدة في السعودية والمنطقة، ولديك الكثير من المشجعين للبريميرليج”.
وواصل: “سندعم بالتأكيد إن تقدم القطاع الخاص السعودي بعرض، لأننا نعلم أن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على الرياضة داخل المملكة”.
وأضاف: ” إذا كان هناك مستثمر على استعداد للقيام بذلك وتزايدت الطلبات، فلمَ لا؟”.
الاستحواذ على نادي نيوكاسل
استحوذ صندوق الاستثمار السعودي، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021، رسميا، على الأسهم الغالبة في نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي.
ووفقاً للبيان الرسمي الذي أصدرته رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد تمت عملية البيع الفوري لأسهم المالك السابق ، كما تم الاتفاق بين جميع الأطراف على أن التسوية ضرورية لإنهاء حالة عدم الثقة الطويلة للجماهير بشأن ملكية النادي.
وتابع البيان: “كما تلقى الدوري الإنجليزي الممتاز الآن تأكيدات ملزمة قانونًا بأن المملكة العربية السعودية لن تسيطر على نادي نيوكاسل يونايتد، وأن النادي سيكون تحت سيطرة صندوق الاستثمارات”.
واختتم البيان: “يسعد جميع الأطراف أن تكون قد اختتمت هذه العملية التي تعطي اليقين والوضوح لنادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم ومشجعيهم”.
من شأنه، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي أن مجموعة استثمارية يقودها أكملت الاستحواذ بنسبة 100 في المئة على نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم الإنجليزي.