تتواصل مغامرة تشيلسي في بطولة كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة، بعدما وصل فجر السبت إلى نصف النهائي بفوزه الشاق على بالميراس 2-1.
وأثبت تشيلسي أنه يسير بخطى ثابتة تحت قيادة المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، حيث قدم أداء جيدا أمام منافس برازيلي هو الأفضل فنيا من بين مواطنيه في البطولة، والآن بات عليه تجاوز حاجز برازيلي آخر، عندما يقابل فلومينيسي في نصف النهائي.
أما بالميراس، فظهر بشكل مميز مستعينا بصخب جماهيره على المدرجات، بيد أن أخطاء صغيرة أدت إلى خسارته اللقاء، إلى جانب ضعف خبرة بعض لاعبيه على هذا المستوى الفني من المباريات.
حفظ ماء وجه الإنجليز
بعد خروج مانشستر سيتي من ثمن النهائي على يد الهلال، بات تشيلسي الممثل الإنجليزي الوحيد في مونديال الأندية، وقدم فجر السبت، براهين جديدة تعزز ترشيحه للمنافسة على اللقب رغم صعوبة المهمة.
وما يميز تشيلسي في هذه البطولة، هو كثرة أوراقه المتوفرة في جعبة المدرب ماريسكا، خصوصا مع الصفقات الجديد التي أبرمها النادي اللندني، ورأينا أمام بالميراس كيف شارك المهاجم الإنجليزي ليام ديلاب أساسيا، ثم أقحم المدرب لاعبه الجديد جواو بيدرو في الشوط الثاني.
وما يزال تشيلسي يحتاج لوقت أطور من أجل الوصول إلى شكل فني أكثر تناسقا، لكن كأس العالم للأندية تمنحه تحضيرا جيدا لمنافسات الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز الذي سينطلق بمنتصف أغسطس/آب المقبل.
بالمر.. عاشق الأضواء
صحيح أن نجم تشيلسي كول بالمر عاش موسما متباينا، لكنه يبذل ما بوسعه للبروز في المناسبات الكبيرة، وهو أثبته أمام بالميراس بهدف جميل.
سيكون بالمر تحت الاَواء مجددا أمام فلومينينسي، خصوصا وأن زملائه في الخط الأمامي لا يبدون في أفضل حالاتهم، حيث يحتاج جواو بيدرو للتأقلم، وما هو ما ينطبق على ليام ديلاب، فيما يلزم كريستوفر نكونكو الاستمرارية، مع إمكانية عودة نيكولاس جاكسون إلى التشكيلة الأساسية.
ووراء الخط الأمامي يبدو بالمر الوحيد الذي يمكنه تقديم الحلول الفردية، في وقت لم يظهر فيه بيدرو نيتو كما ظهر في مباراة بنفيكا ومباريات الدور الأول، ربما بسبب حالة الحزن التي يعيشها على وفاة زميله السابق وصديقه ديوجو جوتا.
إيقاف مؤثر
من الواضح تماما أن ماريسكا يعتمد كثيرا على مدافعه ليفي كولويل في الخط الخلفي باعتباره لاعبه المفضل في هذا الخط، وحصول الدولي الإنجليزي على بطاقة صفراء ستبعده عن مباراة نصف النهائي، قد يغير من مخططات المدرب الإيطالي.
سيكون لزاما على ماريسكا الاعتماد على توسين أدارابيو أمام فلومينينسي، مع إمكانية اللجوء إلى قائد الفريق ريس جيمس في خط دفاعي ثلاثي، خصوصا وأن مركز الظهير الأيمن يبدو مستقرا بوجود الفرنسي مالو جوستو.
لكن هناك خوفا دائما من أداء حراس المرمى، حيث بد الإسباني روبرت سانشيز، وكأنه يتحمل مسؤولية الهدف الذي دخل مرماه، بعدما مرت الكرة من زاوية ضيقة للغاية وهو يقف متفرجا.
بروفة ناجحة
وإذا كان هجوم تشيلسي يحتاج إلى لمسة مهارية، فإنه سيحصل عليها بعد انتهاء البطولة، بعدما قدم لاعب بالميراس الشاب إستيفاو، بروفة ناجحة أمام زملائه المستقبليين.
سينضم إستيفاو إلى تشيلسي فور انتهاء البطولة، بعدما هز شباك الفريق اللندني بهدف رائع، رغم أن مدافعو تشيلسي أمثال مارك كوكوريا، لم يلزموا الحظر في التعامل مع زميلهم الجديد.
وشوهد أمثال كول بالمر وهم يتحدثون إلى إستيفاو الحاصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة، ومنهم من عبر عن إعجابه الشديد بما قدم اللاعب البرازيلي الواعد.
لقاء عاطفي
مع خروج بالميراس بصعوبة، ومن خلال هدف فيه الكثير من الحظ، تقلص عدد ممثلي الكرة البرازيلية في البطولة إلى فريق واحد هو فلومينينسي.
هذا الفريق سيواجه تشيلسي في نصف النهائي، حيث سيرتدي تياجو سيلفا شارة القائد، أمام الفريق الذي فاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا العام 2021.
العمر مجرد رقم بالنسبة إلى المخضرم سيلفا، لكن مواجهة خط هجوم يافع سيمثل تحديا من نوع آخر في هذه المرحلة من مسيرته، فهل ينجح في الاختبار الجديد؟