كشف وكيل الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش لاعب خط وسط الهلال السعودي عن حقيقة العروض، المقدمة من جانب أندية أوروبية للحصول على خدمات اللاعب خلال الفترة المقبلة.
وينتهي عقد سافيتش مع الهلال بنهاية الموسم الحالي، فيما لم يتوصل اللاعب لاتفاق بشأن توقيع عقد جديد مع النادي وسط تكهنات بإمكانية عودة نجم لاتسيو السابق إلى الدوري الإيطالي في صفقة انتقال حر الصيف المقبل.
وأشارت صحيفة “اليوم” السعودية، نقلا عن وكيل سافيتش، إلى أن الساعات الأخيرة شهدت تواصل من جانب بعض الأندية الأوروبية من أجل التفاوض الرسمي لضم اللاعب الصيف المقبل.
وأضاف أن وكيل سافيتش اتفق على تأجيل النظر في العروض المقدمة للنجم الصربي بشكل نهائي لحين الاستماع إلى العرض الذي قد يقدمه الهلال للاعب من أجل تجديد عقده.
ووفقا للمصدر ذاته فإن سافيتش يرغب في الاستمرار مع الهلال رغم ارتباط اسمه بالانتقال إلى العملاق الإيطالي يوفنتوس، خاصة أنه يشعر بارتياح في تجربته مع الزعيم والتي بدأت منذ صيف 2023.
ولعب سافيتش 102 مباراة مع الهلال سجل خلالها 30 هدفا وصنع 26، كما كان ضلعا أساسيا في حسم بعض الألقاب والبطولات للفريق في عهد المدرب السابق، البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب النصر الحالي.
وانضم سافيتش إلى الهلال في صيف 2023 قادماً من لاتسيو الإيطالي، بعد سنوات طويلة في الدوري الإيطالي أثبت خلالها مكانته كأحد أبرز لاعبي الوسط في أوروبا. يملك سافيتش خليطاً مميزاً من القوة البدنية والمهارة الفنية، بجانب خبرة كبيرة في المباريات القارية والدولية، وهو ما جعله صفقة نوعية للهلال لتعزيز وسط الميدان.
أسلوب متكامل
يتميز سافيتش بقدرته على شَغل أكثر من دور في خط الوسط؛ فهو لاعب “بوكس تو بوكس” يجمع بين الأدوار الدفاعية والهجومية. يمتاز بتمريراته الدقيقة وقدرته على التحكم في نسق اللعب، كما يُعد خطيراً في الكرات الثابتة والاختراقات من العمق بفضل طوله وقوته في الالتحامات الهوائية. وجوده يمنح الهلال خياراً إضافياً في بناء الهجمة، إضافة إلى مساهماته التهديفية سواء بالتسديد من خارج المنطقة أو التواجد كمهاجم ثانٍ في بعض المواقف.
ويُعتبر سافيتش ركيزة أساسية في تشكيلة الهلال، خصوصاً بجانب لاعبين مثل روبن نيفيز وسالم الدوسري. فهو يمنح الفريق التوازن المطلوب بين الدفاع والهجوم، ويخفف الضغط على الخط الخلفي بفضل قدرته على قطع الكرات واسترجاعها سريعاً. كما أن خبرته الأوروبية تساعده على التعامل مع المباريات الكبرى في دوري أبطال آسيا أو أمام المنافسين المحليين الكبار مثل الاتحاد والنصر.
تأثير سافيتش يتجاوز الجانب الفني إلى القيمة المعنوية، حيث يعكس وجود مع نجم من هذا المستوى طموح الهلال في الحفاظ على مكانته كقوة كبرى في آسيا. وجوده يرفع من مستوى زملائه ويمنح المدرب مرونة تكتيكية أكبر، ما يجعله أحد أهم عناصر المشروع الرياضي للنادي في السنوات المقبلة.
انفراط العقد
ولا تتوقف مخاوف الهلال من رحيل سافيتش عند حد المجازفة برحيل لاعب قد لا يمكن تعويضه، خاصة أنه تأقلم سريعا مع الكرة السعودية ولم يحتج إلى وقت طويل حتى تظهر لمساته وإبداعاته مع الفريق.
فبالرغم من وجود مواهب وأسماء عالمية كثيرة إلا أن التفاوض قد لا يكون سهلا، ولعل المثال الأبرز على ذلك مساعي الهلال لجلب لاعبين جدد قبل كأس العالم للأندية مثل مفاوضات النيجيري فيكتور أوسمين التي وصلت إلى سقف مرتفع ماليا لكنها لم تُحسم في النهاية.
علاوة على ذلك فإن الهلال مُهدد بانفراط عقد النجوم لو أنه سمح لسافيتش بالرحيل وهو نجم بارز ومؤثر للغاية مع الفريق، فالأمر لا يتعلق بسيرجي وحده، بل أن موقفه يتشابه إلى حد كبير مع زميله في خط الوسط، البرتغالي روبن نيفيز، والذي ينتهي عقده هو الآخر بنهاية الموسم الحالي، ما يعني أن رحيله ربما يكون مطروحا، خاصة أن اللاعب كان قد أدلى بتصريحات من قبل كشف فيها عن رغبته في العودة لفريقه القديم بورتو البرتغالي مستقبلا.
مشروع مُقنع
وينبغي على إدارة الهلال أن تمتلك مشروعا مقنعا للاعبين من أجل ضمان استمراريتهم مع الفريق، ويتمثل وجود أهداف كبرى ولاعبين مميزين نواة المشروع الهلالي للإبقاء على النجوم، فمتى شعر اللاعب أن الأهداف متجددة والطموحات كبرى فإن هذا سيمنحه شعورا بالطمأنينة بأن المستقبل سيكون واعدا وأن الأمر لا يتوقف عند حد الفوز بلقب أو اثنين، خاصة أن المجموعة الحالية من نجوم الهلال قد حققوا نجاحات كبرى على الصعيد المحلي في السنوات القليلة الماضية، بينما يتبقى الطموح والشغف القاري هو المنتظر خلال الفترة المُقبلة.