قررت رابطة الدوري السعودي للمحترفين، اليوم السبت، تعديل موعد مباراة اتحاد جدة والرياض مرة أخرى.
ويستعد الاتحاد لمواجهة الرياض، مساء الجمعة المقبل، في إطار منافسات الجولة التاسعة من دوري روشن، حيث يتطلع لمصالحة جماهيره بعد خسارة ديربي جدة أمام الأهلي (1-0)، في الجولة الماضية.
تعديل أول
كانت رابطة الدوري السعودي قد قررت، قبل أيام قليلة، تعديل موعد مباراة الاتحاد والرياض لتقام في تمام الساعة 6:00 مساءً، بتوقيت مكة المكرمة، بدلاً من 4:45 مساءً، بناءً على اتفاق مُبرم بين الناديين.
جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الرابطة تعديل مواعيد بعض المباريات، التي يأتي على رأسها الهلال والفتح في اليوم التالي (السبت)، لتقام في تمام الساعة 4:00 عصرًا بتوقيت مكة المكرمة، بدلاً من الثامنة مساءً.
توقيت جديد
لكن اتحاد جدة كشف، عبر صفحته الرسمية بمنصة “إكس”، عن تعديل جديد في توقيت المباراة، حيث ستقام في تمام الساعة 6:15 مساءً بدلاً من 6:00. ويعني هذا أن الرابطة وافقت على تأخير موعد المباراة 15 دقيقة أخرى.
ويحتل الاتحاد المركز الثامن في جدول ترتيب دوري روشن، برصيد 11 نقطة، من الفوز في 3 مباريات والتعادل مرتين، والخسارة في 3 مناسبات.
تراجع غريب
شهد اتحاد جدة موسمًا معقدًا اتّسم بتراجع واضح في الأداء والنتائج، ويمكن تلخيص أبرز الأسباب في عدة محاور رئيسية. أولها تغيير الجهاز الفني منتصف الطريق، حيث جاء تعيين البرتغالي سيرجيو كونسيساو خلفًا للوران بلان في وقت كان الفريق يعاني أصلًا من اهتزاز في المستوى.
هذا التحول المفاجئ جعل الاتحاد يدخل مرحلة جديدة من الاختبارات الفنية، خصوصًا أن أسلوب كونسيساو يعتمد على انضباط تكتيكي عالٍ ويتطلّب وقتًا للانسجام، وهو ما لم يصل إليه الفريق بعد بالشكل المطلوب.
استمرار عدم التجانس بين اللاعبين داخل المنظومة الجديدة تسبب في تذبذب ملحوظ في مستوى الاتحاد سواء هجوميًا أو دفاعيًا.
إلى جانب ذلك، لعبت الأزمات الإدارية دورًا كبيرًا في ضرب استقرار النادي، بدءًا من القضايا الخارجية مرورًا بملفات التعاقدات وصولًا إلى مشاكل غرفة الملابس.
هذه الاضطرابات انعكست بشكل مباشر على الحالة الذهنية للاعبين وعلى البيئة العامة داخل الفريق، وهو ما جعل الاتحاد يعجز عن استعادة شخصيته الحقيقية التي ظهر بها في الموسم الماضي.
وبين مدرب جديد يبحث عن هوية واضحة، وإدارة تحاول إطفاء حرائق متتالية، ولاعبين لم يهضموا بعد أفكار الجهاز الفني، وجد اتحاد جدة نفسه في موسم مليء بالارتباك، ينتظر فيه حلولًا جذرية تعيده إلى مسار المنافسة.
ماذا ينتظر اتحاد جدة؟
يخوض كونسيساو موسمه الأول مع اتحاد جدة وهو يعرف تمامًا أنه لم يأتِ إلى نادٍ عادي، بل إلى فريق يملك تاريخًا ضخمًا وجماهير تنتظر الكثير وإدارة تريد رؤية الاتحاد يعود لمنصات التتويج سريعًا، ولهذا وجد نفسه منذ اليوم الأول أمام ثلاثة تحديات ثقيلة ترسم ملامح موسمه: الدوري، كأس الملك، ودوري أبطال آسيا للنخبة.
ومنذ بداية المشوار أدرك كونسيساو أن طريق الدوري ليس مفروشًا بالورود؛ فالمنافسة هنا شرسة، والفرق الكبيرة تستثمر بقوة، وكل نقطة قد تصنع الفارق في النهاية.
الاتحاد عاش موسمًا صعبًا سابقًا، والضغوط الجماهيرية تطالب بعودة الفريق إلى الواجهة، لذلك يتعيّن على المدرب معالجة الكثير من التفاصيل الصغيرة: تماسك الدفاع، قدرة الهجوم على الحسم، واستقرار الأداء طوال الموسم.
وكل هذه الأمور تحتاج إلى الصبر، لكن لا وقت طويل في نادٍ كبير بحجم الاتحاد.
ثم تأتي بطولة كأس الملك، البطولة التي لا تمنح أي فرصة للتعويض، مباراة واحدة قد تقصي الفريق وتمحو مجهود شهور كاملة.
كونسيساو يعرف ذلك جيدًا، ويعرف أن الاتحاد يملك علاقة خاصة بهذه البطولة، ولهذا يتعامل معها بذهنية مختلفة، يحسب لكل خطوة حسابًا، ويجهّز اللاعبين للمباريات التي تحتاج شجاعة وتركيزًا مضاعفًا.
فالفوز بكأس الملك قد يكون نقطة التحول التي تمنحه دفعة كبيرة مع الجماهير والإدارة.
أما المعترك القاري، دوري أبطال آسيا للنخبة، فهو حكاية مختلفة تمامًا، البطولة التي يعشقها الاتحاد والتي يريد جمهوره رؤية الفريق فيها في أعلى المراتب من جديد.
وهنا يدرك المدرب أن التحدي ليس فقط في الملعب، بل في السفر والضغط واختلاف المدارس الكروية للمنافسين.
ويحتاج الاتحاد إلى شخصية قوية، وإلى فريق يعرف كيف ينافس تحت الضغط وكيف يعود في اللحظات الصعبة، وهنا بالتحديد تُختبر رغبة الفريق وقدرة المدرب.
وبين هذه البطولات الثلاث، يقف كونسيساو أمام واحدة من أصعب نسخ الموسم في مسيرته التدريبية، بين إصابات قد تظهر، وجدول مزدحم يحتاج إدارة ذكية، وجماهير لا ترضى إلا بالذهب، يجد المدرب نفسه مطالبًا ببناء فريق لا يكتفي بالمنافسة، بل يعود ليفرض هيبة الاتحاد كما كانت.
إنها رحلة معقدة مليئة بالتفاصيل، لكنها أيضًا فرصة كبيرة للمدرب البرتغالي لكتابة فصل جديد في تاريخ النادي، فصل عنوانه عودة الاتحاد إلى القمة.