إنريكي أجرى تغييرًا مفاجئًا قبل انطلاق الموقعة الأوروبية
اضطر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، لإجراء تغيير على تشكيل فريقه لمواجهة برشلونة، اليوم الأربعاء، على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي، في قمة لقاءات الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا.
وقرر إنريكي استبعاد جواو نيفيز من التشكيل الأساسي، والدفع بدلًا منه بزائير إيمري. وعلى ما يبدو فإن نجم الوسط البرتغالي شعر بإصابة، خلال عمليات الإحماء، وهو ما أدى لاستبعاده.
ودخل برشلونة لقاء اليوم بدون نجمه البرازيلي رافينيا، وحارسه الأساسي خوان جارسيا، فيما يقود فيران توريس خط الهجوم، في الوقت الذي يجلس فيه روبرت ليفاندوفسكي على مقاعد البدلاء.
أما باريس، فيفتقد جهود ثلاثي الهجوم: عثمان ديمبلي وديزيري دوي وخفيتشا كفاراتسخيليا، ويعوضهم الثلاثي مايولو ومباي وباركولا.
وجاء تشكيلا الفريقين كالتالي:
برشلونة: تشيزني – مارتن – كوبارسي – جارسيا – كوندي – دي يونج – بيدري – أولمو – راشفورد – يامال – توريس.
باريس: شوفالييه – مينديز – باتشو – زبارني – حكيمي – نيفيز – فيتينيا – رويز – باركولا – مايولو – مباي.
ويعد هذا اللقاء بمثابة نهائي مؤجل من الموسم الماضي، بعدما قدم الفريقان عروضًا مثيرة انتهت بتتويج باريس سان جيرمان باللقب القاري لأول مرة في تاريخه، بينما توقفت مسيرة برشلونة أمام إنتر ميلان بعد سيناريو درامي بالتعادل 3-3 في مونتجويك والخسارة 4-3 بعد التمديد في سان سيرو.
كما تشهد المواجهة قمة خارج الخطوط بين لويس إنريكي، الفائز بجائزة “يوهان كرويف” لأفضل مدرب في العالم بحفل الكرة الذهبية بعد قيادة بي إس جي للتتويج بخمسة ألقاب محلية وقارية هذا العام، ونظيره الألماني هانز فليك الذي صعد مع برشلونة إلى منصات التتويج بالثلاثية المحلية، الدوري وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني.
وتبادل المدربان كلمات الإشادة قبل اللقاء، حيث قال إنريكي: “أنا مشجع لبرشلونة، فهو فريقي وبيتي، وأستمتع كثيرًا بهذا الفريق، وأشاهد كل مبارياته، وأعرف مدربه فليك منذ فترة طويلة، ومعجب للغاية بما يقدمه منذ توليه المسؤولية”. أما فليك، فاعتبر مواجهة باريس سان جيرمان حامل اللقب “تحديًا كبيرًا”، مشددًا على أن فريقه يتطلع بقوة لهذه المواجهة ويريد تحقيق الفوز.
وكان لفليك وإنريكي تأثير واضح على الفريقين ظهر في مشوارهما الأوروبي الموسم الماضي، حيث كان برشلونة الأكثر تسجيلًا للأهداف برصيد 43 هدفًا، يليه باريس سان جيرمان بـ 38 هدفًا.
شخصية البطل
زرع فليك وإنريكي شخصية البطل في صفوف الفريقين. المدرب الإسباني أكد منذ وصوله إلى حديقة الأمراء في صيف 2023، أن الفريق هو النجم، وأن هدفه أن يرى 11 لاعبًا يدافعون و11 لاعبًا يهاجمون. وقد ترجم ذلك بوضوح في أرض الملعب، حيث تعامل بجرأة مع النجوم بقرارات صارمة، وصلت إلى حد استبعاد بعضهم مثل مبابي وديمبلي ودوناروما.
في موسمه الأول مع باريس، قاده إنريكي إلى نصف النهائي قبل أن يخسر أمام بوروسيا دورتموند، لكنه أصر أن الفريق يسير على الطريق الصحيح. في الموسم التالي، خاض مواجهات قوية أمام أتلتيكو مدريد وبايرن وآرسنال وليفربول وإنتر ميلان، قبل أن يحقق الحلم الأكبر برفع الكأس الأوروبية، وهو إنجاز وصفه إنريكي بأنه أصعب من ثلاثية برشلونة 2015 مع ميسي ونيمار وسواريز.
على الجانب الآخر، ورث فليك برشلونة في صيف 2024 وهو يمر بأزمات مالية وفنية صعبة. لكن المدرب الألماني الفائز بدوري الأبطال مع بايرن في 2020، نجح تدريجيًا في بناء فريق أكثر صلابة بدنيًا وذهنيًا، وعالج الثغرات التي عانى منها الكتلان في عهد تشافي هيرنانديز. كما أعاد شخصية البطل إلى غرفة الملابس، وحقق ريمونتادات عدة محليًا وقاريًا، وفرض سيطرة واضحة على الكلاسيكو أمام ريال مدريد بالفوز عليه أربع مرات في موسم واحد.
الفريقان تحت المجهر
تتشابه ظروف برشلونة وباريس في أن كليهما خاض عملية إعادة بناء شاقة تحت قيادة مدربين ذوي شخصية قوية. باريس سان جيرمان استعاد بريقه القاري مع لويس إنريكي، الذي حوله من فريق يعتمد على فرديات النجوم إلى منظومة جماعية متكاملة، قادرة على مقارعة كبار أوروبا بأسلوب يعتمد على الاستحواذ والضغط المتقدم والجرأة الهجومية.
في المقابل، وجد برشلونة ضالته مع هانز فليك الذي أعاد الثقة للفريق، ودمج لاعبي الأكاديمية مع العناصر المخضرمة ليخلق توليفة متوازنة أعادت للكتلان القدرة على المنافسة محليًا وقاريًا.
وفيما يتميز باريس بالعمق الكبير وتنوع الحلول، يعول برشلونة أكثر على روح الفريق والانسجام بين خطوطه الثلاثة، ما يجعل هذه المواجهة اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة كل مدرب على فرض أسلوبه وإثبات تفوقه على الآخر في واحدة من أقوى مواجهات دوري الأبطال هذا الموسم.
المواجهة بين برشلونة وباريس سان جيرمان تحمل دائما طابعا خاصا، فهي تجمع بين عملاق كتالوني صاحب تاريخ طويل في البطولات الأوروبية، ونادٍ فرنسي يطمح لفرض هيمنته القارية. كلا الفريقين يملك أسماء لامعة وخطط هجومية قوية، ما يجعل لقاءهما دائما محط أنظار جماهير الكرة العالمية.