توني كروس: أردا جولر ليس خليفتي

BySayed

نوفمبر 13, 2025


رفض الألماني توني كروس، نجم ريال مدريد السابق، فكرة مقارنة الشاب التركي أردا جولر، نجم الميرنجي الحالي به، وأنه خليفته في الملاعب، مشيرًا إلى أن اللاعب الشاب مميز لكن بخصائص مختلفة عنه.

وفي مقابلة مع صحيفة Sport 1 الألمانية، تحدث كروس عن واقع الفريق الملكي وبعض من نجومه الحاليين، مخصصًا إشادة خاصة بالشاب التركي أردا جولر، الذي بات أحد الوجوه البارزة في الموسم الحالي. وقال كروس: “يسعدني أنه بدأ يحصل على دقائق لعب أكثر هذا العام، لأنه يستحق ذلك بفضل موهبته العالية. إنه لاعب يمكن الاعتماد عليه في المستقبل”.

وعن المقارنات التي تضع جولر في خانة “خليفته” في وسط الميدان، رد النجم الألماني بوضوح: “أردا مختلف تمامًا عني، فمركزه هجومي أكثر من مركزي، لذلك لا يمكن اعتباره خليفتي. لكنه شخص رائع ولاعب مميز. لقد لعبت بجانبه، ويمتلك لمسة فنية رائعة استخدمها هذا الموسم بشكل مؤثر مع ريال مدريد”.

كروس، الذي اعتزل اللعب في قمة عطائه، تحدث أيضًا عن تفاصيل حياته الحالية بعيدًا عن الأضواء، مشيرًا إلى أنه ما زال يعيش بإيقاع نشِط رغم اختفائه النسبي عن المشهد الإعلامي.

 وأضاف: “قلة ظهوري لا تعني أنني بلا عمل. حياتي مليئة بالأنشطة اليومية. أعمل بشكل دائم في أكاديميتي في مدريد حيث أتولى تدريب فريقين بنفسي. كما احتفلت مؤخرًا بالذكرى العاشرة لمؤسستي الخيرية عبر فعالية كبيرة في دوسلدورف، تزامنت مع مشاركتي في بطولة Icon League”.

مسيرة مميزة

تُعد مسيرة توني كروس واحدة من أنجح المسيرات في كرة القدم الحديثة، إذ بدأ مشواره مع بايرن ميونخ، حيث توّج بدوري أبطال أوروبا عام 2013، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد في صيف 2014، ليصبح أحد أعمدة جيل ذهبي حصد كل الألقاب الممكنة. تميز كروس بدقته في التمرير ورؤيته المذهلة للملعب، وكان عنصراً محورياً في سيطرة ريال مدريد الأوروبية، بفوزه بخمسة ألقاب في دوري الأبطال. على صعيد المنتخبات، قاد ألمانيا للتتويج بكأس العالم 2014. اعتزل في 2024 بعد مسيرة استثنائية خُلدت فيها اسمه كأحد أفضل صناع اللعب في التاريخ.

بدأ توني كروس مسيرته الكروية في صفوف فريق الشباب بنادي هانزا روستوك، قبل أن ينتقل إلى أكاديمية بايرن ميونخ في سن السادسة عشرة. هناك، لفت الأنظار بموهبته الاستثنائية في التمرير، دقة التسديد، والرؤية الميدانية المميزة.

ظهر كروس لأول مرة مع الفريق الأول لبايرن ميونخ في موسم 2007-2008 وهو في السابعة عشرة من عمره، ليصبح أحد أصغر اللاعبين الذين مثلوا النادي البافاري في تاريخه.

وعلى الرغم من المنافسة الشرسة في خط الوسط، أثبت جدارته خلال إعارته إلى باير ليفركوزن بين عامي 2009 و2010، حيث تألق بشكل لافت وأصبح من أبرز المواهب الصاعدة في ألمانيا، وعاد بعدها إلى بايرن ميونخ كلاعب أساسي في تشكيلة يوب هاينكس.

خلال فترته مع بايرن ميونخ، حقق كروس العديد من الألقاب، منها 3 بطولات في الدوري الألماني، وكأس ألمانيا مرتين، ودوري أبطال أوروبا عام 2013، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية. اشتهر في تلك الفترة بدقة تمريراته الطويلة، هدوئه تحت الضغط، وقدرته على التحكم في إيقاع المباراة.

ريال مدريد والهيمنة الأوروبية

في صيف 2014، انتقل كروس إلى ريال مدريد مقابل حوالي 25 مليون يورو، في صفقة تُعد واحدة من أفضل الصفقات في تاريخ النادي من حيث القيمة الفنية مقابل السعر.

مع الفريق الملكي، بلغ كروس ذروة نضجه الكروي، حيث شكّل مع لوكا مودريتش وكاسيميرو ثلاثي وسط تاريخي يُعد من أعظم ثلاثيات خط الوسط في كرة القدم الحديثة.

وعلى مدار عشر سنوات مع ريال مدريد، فاز كروس بكل الألقاب الممكنة: 5 بطولات دوري أبطال أوروبا، 4 ألقاب في الدوري الإسباني، كأس السوبر الإسباني، كأس العالم للأندية، وكأس السوبر الأوروبي.

وساهم بدور حاسم في “الهيمنة الأوروبية” للنادي بين عامي 2016 و2022، بفضل تمريراته الدقيقة، تسديداته الساحرة من خارج منطقة الجزاء، وقدرته على ضبط إيقاع اللعب في أصعب المباريات.

إرث دولي خالد

على الصعيد الدولي، خاض كروس 114 مباراة مع منتخب ألمانيا، سجل خلالها 17 هدفًا. وكان أحد أبرز نجوم “المانشافت” في مونديال البرازيل 2014، حيث قاد بلاده إلى التتويج بكأس العالم بعد الفوز التاريخي على البرازيل 7-1 في نصف النهائي، ثم التغلب على الأرجنتين في النهائي.

في عام 2021، أعلن كروس اعتزاله اللعب الدولي بعد خروج ألمانيا من بطولة يورو 2020. لكنه عاد عن قراره لاحقًا، واختتم مسيرته الكروية نهائيًا في صيف 2024 بقميص المنتخب الألماني، تاركًا إرثًا من الدقة، الاتزان، والاحترافية.

ويُعد توني كروس اليوم أحد أعظم لاعبي خط الوسط في القرن الحادي والعشرين، ورمزًا للانضباط الألماني والعقلانية التكتيكية في عالم كرة القدم.



المصدر – كوورة

By Sayed