اعترف جينارو جاتوزو، المدير الفني لإيطاليا، بأن انهيار منتخب بلاده أمام النرويج يعد أمرا مقلقا، مشيرا إلى أنه سيكون منافقا إذا زعم عكس ذلك.
كان الأزوري يُدرك تمامًا أن الفوز بالمركز الأول في المجموعة كان مُستبعدًا، إذ كان يتطلب انتصاره 9-0 لتجاوز فارق الأهداف الكبير الذي حققه النرويجيون في المجموعة التاسعة بتصفيات المونديال.
ومع ذلك، كانوا يأملون في الثأر لخسارتهم 3-0 في يونيو/حزيران الماضي، والدخول في الأدوار الإقصائية بثقة عالية بعد سلسلة انتصارات.
لهذا السبب، كانت الخسارة بنتيجة 4-1 بعد تسجيل إيطاليا للهدف الافتتاحي عبر فرانشيسكو بيو إسبوزيتو، في ملعب سان سيرو أمرًا مُزعجًا للغاية، إذ كانت هذه أول هزيمة في مسيرة جاتوزو مع إيطاليا.
وعند دخوله للمؤتمر الصحفي بعد المباراة، كان أول سؤال طُرح عليه: كيف تمكّنت النرويج من التقدم بضعف سرعتها في الشوط الثاني؟ وأجاب مدرب إيطاليا: “لا أعتقد أن المشكلة كانت بدنية، فبعد الاستراحة، منحناهم فرصة في غضون 30 ثانية، ثم تراجعنا وبدأوا بالسيطرة على المباراة، ثم بدأنا بالركض بطريقة مختلفة، لعبنا على نقاط قوتهم وتسببوا لنا بأذى. لم تكن مشكلة لياقة بدنية”.
وأضاف “حتى اللعب من الخلف، كان الأمر مختلفًا تمامًا. لم يعد فراتسي يتقدم على الأطراف. توقفنا عن القيام بالحركات الصحيحة. هذا هو أكبر ندم”.
اعتذار للجماهير
وتابع “نعتذر للجماهير ونتحمل المسؤولية. كانت هذه مباراة مهمة جدًا بالنسبة لي، كنا نواجه فريقًا قويًا، وكان الفوز ليعزز معنوياتنا للمضي قدمًا. لقد فشلنا. لا يمكننا الانهيار والشعور بالحرج كما فعلنا اليوم عند أول بادرة صعوبة”.
وأقر جينارو بأن هذه الهشاشة أمرٌ يدعو للقلق الشديد مستقبلاً، إذ تُواجه إيطاليا خطر فقدان كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي.
وفي هذا الصدد، علق قائلا: “إنه أمرٌ مُقلق، وسأكون منافقاً إن زعمتُ عكس ذلك. لن نلتقي مجدداً لثلاثة أشهر، وليس من الضروري أن نُدرك أننا تعلمنا درسا بهذه المباراة، لا يُمكن خسارة مباراة كهذه بنتيجة 4-1، فهناك لاعبون ضدنا قادرون على قلب النتيجة في خمس دقائق”.
وزاد “الهدف الثالث هو أكثر ما يُزعجني، لكن علينا أن نتطلع إلى الأمام. لا يُمكننا أن نتوقع عدم السماح بأي تسديدة على المرمى، لكن يجب أن نكون قادرين على الرد عندما يحدث ذلك، وليس كما فعلنا ضد النرويج”.
في الفترة الأخيرة، كانت هناك بعض الاقتراحات لإقامة معسكر في ملعب كوفيرتشانو التدريبي في فبراير/شباط المقبل، حتى يتمكن جاتوزو من قضاء بعض الوقت مع اللاعبين قبل مباراة التصفيات في مارس/أذار.
وأشار جاتوزو “هذه هي قائمة المباريات، نعلم جميعًا أن التواريخ المتاحة هي 2-3 فبراير/شباط أو 9-10 من ذات الشهر، ولكن برأيي، لن نحصل على أي منها أيضًا”.
صافرات الاستهجان
كان جاتوزو قد ردّ بغضب على صافرات الاستهجان في المباراة الأخيرة بفوز فريقه 2-0 على مولدوفا يوم الخميس، حيث انتظروا حتى الدقيقة 88 ليُحرزوا هدف الفوز.
ومع ذلك، رفع جاتوزو يديه مُقرًا بأن الجمهور كان مُحقًا في إطلاق صيحات الاستهجان عليهم خارج الملعب بعد المباراة.
واستطرد مدرب الأزوري “في نهاية الشوط الأول، كنت راضيًا جدًا عن أداء الفريق، وعن دعم الجماهير لنا. هناك وعي بأن الناس يُحبون هذا الفريق، لكن الكلام لم يعد كافيًا، لقد كانت أمسية لا يستحقها أحد، وخاصة أولئك الذين حضروا إلى هنا لتشجيعنا. نأمل أن نُسعد جميع جماهيرنا”.
وأكمل “لا يجب أن نخشى ونتراجع، فمع أول نكسة نفقد الثقة، في هذه اللحظة نواجه ضغوطًا كبيرة، فلم نتأهل للنسختين الأخيرتين من كأس العالم، ولا يمكننا الاستهانة بذلك”.
وواصل “في الوقت نفسه، لا يجب أن نصاب بالإحباط عند أول مشكلة.. يجب أن نثق بقدراتنا أكثر، وألا نقتصر على بذل الحد الأدنى من الجهد عند بدء التعثر”.
وسئل المدرب عما إذا كان يجب على إيطاليا الاعتراف بأنها لم تعد من بين أفضل الفرق في أوروبا، خاصة بعد أدائها السيء في يورو 2024؟ وأجاب جاتوزو قائلا “بصراحة، كنت أتمنى لو أن النرويج علّمتنا درسًا كرويًا من البداية إلى النهاية، لربما كنت سأتقبله بشكل أفضل. لهذا السبب ما زلتُ أعتقد أنه إذا قمنا بتحسين ما افتقدناه في الشوط الثاني، فسنتمكن من قول كلمتنا. هذا هو الندم المؤلم في النهاية”.
وبسؤاله عما إذا كان يفتقد تشكيل الأزوري الحالي إلى القيادة، قال: “وجود قائد لا يكفي، في هذه اللحظات نحتاج إلى البقاء متحدين. ما يُغضبني أكثر هو أن بناء الهجمات من الخلف في الشوط الثاني لم يعد سلسًا، فقد كان من الممكن الشعور منذ انطلاق المباراة أن شيئًا ما قد تغير، إذا كنتَ تخشى ارتكاب خطأ، فأنتَ تُحاول جاهدًا، وهذا لا يُطاق”.