حمّل الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، نفسه مسؤولية الهزيمة المفاجئة التي تلقاها السيتيزيز على يد باير ليفركوزن بنتيجة 2-0 في دوري أبطال أوروبا، بعد أن دفع ثمناً غالياً لقراره بإجراء 10 تغييرات كاملة على تشكيلته الأساسية.
وجاءت خسارة مانشستر سيتي في ليلة خاصة كان يحتفل فيها المدرب الإسباني بخوض مباراته رقم 100 في البطولة، ليتحوّل الحدث إلى واحدة من أكثر محطاته إحباطاً.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن فريق ليفركوزن، الذي وصل متأخراً إلى إنجلترا بسبب مشكلة في الأمتعة، كان يتوقع أمسية صعبة، لكنه غادر ملعب الاتحاد منتصراً وسط ذهول جماهير السيتي.
وكان بيب جوارديولا قد صرّح قبل المباراة بأن “خيبات الأمل أكثر من اللحظات الجيدة” له ولفريقه في دوري الأبطال، وجاءت هذه الخسارة لتضيف صفحة جديدة من الإخفاقات الأوروبية.
واعتبر الكثيرون أن الهزيمة كانت “انتحاراً تكتيكياً”، بعدما قام المدرب بإراحة معظم عناصره الأساسية.
وقال جوارديولا لشبكة “TNT Sport”: “عليّ أن أتقبل الانتقادات. لو فزنا لم يكن أحد سيتحدث عن التغييرات، لكن الآن يجب أن أعترف بأن ربما كانت كثيرة جداً”.
وأضاف المدرب الإسباني: “كنت دائماً أؤمن بطول الموسم وضرورة إشراك الجميع، لكن ربما بالغت. اللاعبون لعبوا من أجل عدم ارتكاب الأخطاء بدلاً من تنفيذ ما كان يجب علينا فعله. لم نقدم الأداء المتوقع، وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة. أضعنا فرصة هائلة وعلينا القتال فيما تبقى من مباريات”.
من جانبه، علّق مدرب ليفركوزن كاسبر يولمان على قرارات السيتي قائلاً: “جدول المباريات مرهق للغاية لجميع الفرق. متوسط التغييرات الطبيعي لفرق دوري الأبطال هو 5.5 لاعبين، لكن مهما كانت تشكيلة السيتي فهي تبقى فريقاً عالي الجودة”.
وتعرّض ليفركوزن لتأخير في رحلته إلى مانشستر بعد اضطرار الطائرة للعودة إلى بوابة المغادرة، لكن المفاجأة الأكبر كانت بالنسبة للجهاز الفني للفريق الألماني عند رؤيتهم تشكيلة السيتي “الصادمة” على حد وصف أحد أفراد الطاقم، حيث قال لـ”بي بي سي سبورت” إنهم لم يتوقعوا أبداً مواجهة تلك المجموعة من اللاعبين.
وأشار عضو آخر في جهاز ليفركوزن إلى غياب عناصر مهمة مثل إدموند تابسوبا ولوكاس فاسكيز، إلى جانب الأرجنتينيين إيزيكيل بالاسيوس وإيكي فيرنانديز، فضلاً عن وجود ستة لاعبين من فريق تحت 19 عاماً على الدكة، ما جعلهم يشعرون بأن المباراة قد تكون صعبة عليهم، قبل أن يقلب فريقهم التوقعات.
وعلى الجانب المقابل، جلس إيرلينج هالاند وفيل فودين وريان شرقي على مقاعد البدلاء، وعندما شاركوا لاحقاً فشلوا في إنقاذ الفريق. كما لم ينجح عمر مرموش في استغلال الفرص التي سنحت له، وظهر سافينيو وأوسكار بوب بعيدين عن مستواهما.
وبدا أداء مانشستر سيتي باهتاً وبطيئاً ومفككاً، وهو ما يجعل الهزيمة مؤلمة على مستوى المنافسة، إذ سيتوجه الفريق الآن إلى مواجهة ريال مدريد في 10 ديسمبر تحت ضغط تحقيق نتيجة إيجابية.
وقال جوارديولا: “اللاعبون حاولوا، لكن عندما تكون في نادٍ كبير عليك أن تفرض نفسك. كل شيء كان يُحبطنا، كل تسديدة تُصد، واللاعبون انزلقوا مرات عديدة. ربما لو لعبنا بالعناصر الأساسية التي شاركت في الفترة الماضية لامتلكنا ثقة أكبر. أحب دائماً أن أكون لطيفاً وأعطي الجميع فرصة، لأن وتيرة المباريات بعد التوقف الدولي لا يمكن لأي لاعب تحملها”.
وبهذه المباراة، أصبح جوارديولا ثالث مدرب فقط يدير 100 مباراة أو أكثر في دوري الأبطال مع نادٍ إنجليزي، بعد السير أليكس فيرجسون المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد والفرنسي أرسين فينجر المدرب التاريخي لآرسنال، لكن المناسبة تحولت إلى ليلة للنسيان.
وقال لاعب سيتي السابق مايكل براون عبر “راديو 5 لايف”: “الجميع سيتساءل لماذا لم يشارك بتشكيلة أقوى؟ عليك أن تفوز أولاً ثم تجري التغييرات”.
وأضاف: “التغييرات أعطت لليفركوزن دفعة هائلة. عندما يرى اللاعبون المنافس هذا العدد من النجوم على الدكة يحصلون على ثقة كبيرة. ومع ذلك، كان بالإمكان أن يكون أداء السيتي أفضل بكثير”.
وسطر ليفركوزن “ليلة لا تُنسى” بفضل هدف أليخاندرو جريمالدو المدوي ورأسية باتريك شيك، وسط احتفالات صاخبة بين اللاعبين والجماهير بقيادة مشجع يحمل ميكروفوناً وعازف للطبول”.
وقال يولمان: “نحن سعداء جداً بهذا الفوز وبالشخصية التي أظهرناها. إنها ليلة ستبقى في الذاكرة ودافع كبير لتطورنا”.
وأضاف: “لعبنا بشجاعة وهدوء واحتجنا لبعض الحظ وحارس مميز. الفوز على السيتي خارج أرضه ليس أمراً يمكن توقعه”.
واختتم المدافع جاريل كوانساه بالقول: “الشعور مذهل، خصوصاً مع غياب عدد كبير من اللاعبين. الطريقة التي قاتل بها الفريق كانت رائعة. احتجنا للكثير من الشخصية والإصرار، وهذا ما ظهر الليلة”.