جيرارد يكشف لماذا رفض العودة لتدريب رينجرز

BySayed

نوفمبر 2, 2025


كشف النجم الإنجليزي ستيفن جيرارد أنه كان “قريبا جدا” من العودة إلى تدريب فريق رينجرز الإسكتلندي، لكنه قرر في النهاية رفض العرض لأن “الأمور لم تكن مثالية”.

وفقا لتصريحات جيرارد لشبكة “TNT Sports”، فإن المدرب السابق للنادي عقد محادثات مع إدارة رينجرز بعد إقالة راسل مارتن الشهر الماضي، قبل أن يختار الانسحاب من المفاوضات.

وكان جيرارد قد تولى تدريب رينجرز بين عامي 2018 و2021، ونجح في قيادتهم للفوز بلقب الدوري الإسكتلندي موسم 2020-2021، قبل أن يخوض تجارب غير موفقة مع أستون فيلا الإنجليزي ونادي الاتفاق السعودي.

وأوضح جيرارد أن قلبه كان “بنسبة 100% مع النادي”، لكنه رأى أن “التوقيت” لم يكن مناسبا للعودة إلى ملعب “آيبروكس”، خاصة مع استمرار إقامة عائلته في البحرين.

وقال جيرارد: “كانت لدي محادثات إيجابية ومثيرة للاهتمام مع الملاك، لكن شعرت أن الأمور كانت متسرعة بعض الشيء. كان عليّ التفكير في الكثير من الأمور خلال فترة قصيرة لاتخاذ القرار”.

وأضاف: “كانت هناك بعض النقاط التي لم أكن متأكدا منها. وإذا كنت سأقبل تحديا بهذا الحجم والأهمية — ولديّ هذا الارتباط الكبير والعاطفة تجاه رينجرز — فيجب أن تكون الأمور مثالية وأن أكون مستعدا بنسبة 100%”.

وترددت تقارير تفيد بأن جيرارد لم يكن مرتاحا للعمل ضمن الهيكل الإداري الحالي للنادي، الذي يضم المدير الرياضي كيفن ثيلوول والرئيس التنفيذي باتريك ستيوارت، حيث كان من المحتمل أن يتولى دور المدير الفني بدلا من المدير العام.

وعن هذا الأمر، أوضح جيرارد البالغ من العمر 45 عاما أن “التوقيت لم يكن مناسبا من الناحية العائلية”، لكنه أقر في الوقت ذاته بأنه “من الضروري إجراء التحريات الكافية قبل اتخاذ القرار”.

وتابع قائلا: “عليّ أن أحلل ما إذا كانت الخطوة مناسبة لي، وهل التوقيت مثالي، وهل الظروف مهيأة لكي أكون في أفضل حالاتي أثناء القيام بتلك المهمة؟ للأسف، لم أشعر أن التوقيت كان مناسبا بالنسبة لي”.

واختتم جيرارد حديثه قائلا: “أكنّ احتراما كبيرا لرينجرز، ولن أعود إلى هناك ما لم أكن مستعدا بنسبة 100%. لكنني آمل أن أكون في يوم ما أكثر استعدادا وتحضيرا، وربما تتاح لي تلك الفرصة مجددا”.

مسيرة حافلة

ويُعد ستيفن جيرارد من أكثر اللاعبين تأثيرًا في تاريخ كرة القدم الإنجليزية. وقد وُلد في 30 مايو/أيار 1980، في مدينة ويستون بمقاطعة ميرسيسايد، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية ليفربول وهو في التاسعة من عمره، عام 1989.

ورغم إصابته في طفولته بعيب خلقي في القدم، كاد أن ينهي حلمه مبكرًا، إلا أن إصراره وعزيمته جعلاه يتجاوز كل العقبات.

في عام 1998، شارك جيرارد لأول مرة مع الفريق الأول لليفربول، وسرعان ما أثبت أنه موهبة فريدة في خط الوسط، بفضل رؤيته الثاقبة للملعب، وقدرته على تمرير الكرات الدقيقة والتسديدات القوية بعيدة المدى. ولعب جيرارد 504 مباريات بقميص ليفربول، وسجل 120 هدفًا، وحقق 10 بطولات كبرى مع النادي.

وكانت أبرز لحظات مسيرته، تلك الليلة التاريخية في إسطنبول عام 2005، عندما قاد ليفربول لتحقيق واحدة من أعظم التحولات “الريمونتادا” في تاريخ كرة القدم، بعد تأخر الفريق بثلاثة أهداف أمام ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن يعود ويحقق اللقب بركلات الترجيح.

وارتدى جيرارد قميص المنتخب الإنجليزي في 114 مباراة دولية، وسجل 21 هدفا، وشارك في ثلاث بطولات كأس عالم، وأربع بطولات يورو. وكان دومًا القلب النابض لمنتخب “الأسود الثلاثة”، واشتهر بقدرته على قيادة زملائه في أصعب اللحظات، رغم فشل المنتخب في تحقيق ألقاب كبرى خلال حقبته.

من الملاعب إلى مقاعد التدريب

بعد مسيرة مليئة بالإنجازات، انتقل جيرارد إلى نادي لوس أنجلوس جلاكسي الأمريكي في عام 2015، ثم أنهى مشواره كلاعب في 2016، ليبدأ بعدها مسيرته التدريبية في أكاديمية ليفربول، ثم تولى تدريب رينجرز في 2018، ليقود الفريق بعد ثلاث سنوات إلى لقب الدوري دون هزيمة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تولى تدريب أستون فيلا، ونجح في إنقاذ الفريق من الهبوط خلال موسمه الأول، قبل أن يُقال في منتصف موسم 2022-2023.

بعد ذلك، خاض تجربة جديدة مع الاتفاق السعودي، حيث سعى لتطبيق فلسفته الهجومية، والاعتماد على اللاعبين الشباب.

وحصد جيرارد العديد من الجوائز الفردية، أبرزها جائزة أفضل لاعب في إنجلترا عام 2006، كما دخل قاعة مشاهير الدوري الإنجليزي عام 2021، ونال وسام الإمبراطورية البريطانية تقديرًا لإسهاماته في كرة القدم.

ويُعتبر جيرارد من رموز الوفاء في كرة القدم العالمية، إذ رفض عروضًا مغرية من أندية كبرى مثل ريال مدريد وتشيلسي وباريس سان جيرمان، مفضلًا البقاء في “أنفيلد”، حيث تربى وأصبح أحد أعظم قادته عبر التاريخ.

لم يكن جيرارد مجرد لاعب وسط عادي، بل كان قائدًا استثنائيًا يجمع بين الموهبة والإخلاص. امتاز بقدرته على حسم المباريات بتسديدة، أو تمريرة حاسمة، أو تدخل دفاعي في اللحظات الحرجة.

حتى بعد اعتزاله، ظل جيرارد حاضرًا في ذاكرة جماهير ليفربول ورينجرز، مؤمنًا بأن القيادة لا تنتهي بانتهاء المسيرة كلاعب، بل تستمر كرسالة ومسؤولية تجاه الجيل الجديد من اللاعبين، الذين يعتبرونه نموذجًا يُحتذى به في الالتزام والولاء والعزيمة.



المصدر – كوورة

By Sayed