جيل لا يعرف المستحيل.. مصر تتحدّى أفريقيا من جديد

BySayed

أكتوبر 8, 2025


لم يكد منتخب مصر يحتفل بعبوره إلى نهائيات كأس العالم 2026، حتى وجّه نجومه أنظارهم سريعاً نحو تحدٍ جديد لا يقل أهمية ولا صعوبة، يتمثل في استعادة مجدهم القاري المفقود في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025، المقرر إقامتها في المغرب بين 21 كانون الأول/ديسمبر المقبل و18 كانون الثانى/يناير من العام التالي.

ورغم الفرحة العارمة التي اجتاحت الشارع المصري بعد الفوز على جيبوتي بثلاثية نظيفة في الجولة التاسعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال، إلا أن نجوم الفراعنة اتفقوا على أن الاحتفالات يجب ألا تطول، وأن الهدف القادم هو رفع الكأس الغائبة عن خزائن مصر منذ عام 2010، حين أحرز المنتخب لقبه السابع، مختتماً حقبة ذهبية لم تتكرر بعد.

الشناوي: حلم جديد ووفاء للحضري

قائد الأهلي وحارس منتخب مصر محمد الشناوي، كان أول من تحدث بروح التحدي بعد التأهل، مؤكدًا أن “الصعود للمونديال إنجاز مستحق أهديناه للشعب المصري الذي صبر كثيرًا ويستحق هذه الفرحة”.

وأضاف الشناوي في تصريحات تلفزيونية أن المشوار لم يكن سهلًا كما يظن البعض، مشيرًا إلى أن هناك لاعبين “كافحوا بشرف في رحلة طويلة ومعقدة، وكانوا على قدر المسؤولية”.

وأكد الشناوي أن الجهاز الفني بقيادة حسام حسن يستحق التحية، قائلًا: “حسام حسن رمز كبير في تاريخ الكرة المصرية، وقد منح المنتخب شخصية قوية داخل وخارج الملعب. كان صريحًا وواضحًا معنا منذ اليوم الأول، ووضع هدف التأهل نصب عينيه”.

وأشار الحارس الدولي إلى أن منتخب مصر يمتلك الآن جيلاً قادرًا على التتويج بكأس الأمم الأفريقية المقبلة في المغرب، مضيفًا: “لدينا مجموعة من اللاعبين العظماء في كل المراكز، من أصحاب الخبرة والمهارة، وقادرون على كتابة فصل جديد في تاريخ الكرة المصرية”.

ولم يخفِ الشناوي حلمه بالمشاركة في كأس العالم للمرة الثانية في مسيرته، بعد ظهوره الأول في مونديال 2018 بروسيا، معتبرًا أن ذلك سيكون “إنجازًا لم يحققه أي حارس مصري من قبل”.

كما تحدّث بإعجاب عن الحارس الأسطوري عصام الحضري، قائلًا: “علاقتي بالحضري رائعة، وأعتبره قدوتي ومثلي الأعلى في حراسة المرمى، تعلمت منه الكثير داخل الملعب وخارجه”.

لحظة استبدال محمد الشناوي بمصطفى شوبير في مباراة مصر وجيبوتي

محمد هاني: الجيل الذهبي الجديد

بدوره، عبّر محمد هاني، ظهير أيمن الأهلي ومنتخب مصر، عن ثقته الكبيرة في قدرة هذا الجيل على تحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية، معتبرًا أن التأهل للمونديال ليس نهاية الطريق بل بدايته الحقيقية.

وقال هاني: “لدينا نجوم في أكبر أندية العالم مثل محمد صلاح وعمر مرموش، ولاعبون رائعون في الدوري المصري أثبتوا أنهم قادرون على منافسة نجوم أوروبا داخل الملعب”.

وتحدّث هاني عن تجربته السابقة في بطولة كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة، كاشفًا عن معاناته بسبب الأجواء الحارة وضعف جودة بعض الملاعب، مضيفًا: “أتمنى أن تكون الظروف أفضل في مونديال 2026 حتى نتمكن من تقديم أداء يليق بسمعة الكرة المصرية”.

وأشار لاعب الأهلي إلى أن مشوار التصفيات لم يكن سهلًا على الإطلاق، موضحًا أن “منتخبات القارة أصبحت تمتلك عناصر تنشط في دوريات أوروبية قوية، مما يجعل كل مواجهة صعبة ومليئة بالتحديات”.

وأكد هاني أن كأس الأمم الأفريقية القادمة ستكون اختبارًا صعبًا للغاية، خاصة أنها ستُقام على أرض المغرب، البلد الذي يمتلك منتخبا قويًا ومدعومًا بجماهير متعطشة للقب. وقال: “المنافسة لن تكون سهلة، لكنها ستكون ممتعة. نحن مستعدون للتحدي ومستعدون لكتابة التاريخ من جديد”.

مروان عطية: جيل لا يعرف المستحيل

أما مروان عطية، لاعب وسط الأهلي ومنتخب مصر، فقد وجّه رسالة شكر للجهاز الفني بقيادة حسام حسن على منحه الفرصة بعد عودته من الإصابة التي أبعدته لفترة طويلة عقب عملية الفتاق.

وقال عطية: “أنا فخور بأنني كنت جزءًا من هذا المشوار الصعب نحو المونديال، وسعيد بثقة الجهاز الفني فيّ بعد التعافي. حسام حسن يتعامل معنا كأب قبل أن يكون مدربًا، ويزرع فينا روح الانتصار كل يوم”.

وأضاف أن منتخب مصر يمتلك حاليًا طموحًا لا حدود له، مؤكدًا: “كل لاعب في المنتخب يطمح لرفع كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في مسيرته، ونحن ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا”.

وشدّد عطية على أن الجيل الحالي لديه القدرة على الوصول إلى منصات التتويج من جديد، مضيفًا: “ما يميز هذا المنتخب هو الروح الجماعية، والالتزام الشديد داخل وخارج المعسكر، وهذه أمور تصنع الفارق في البطولات الكبرى”.

لاعبو منتخب مصر

مهند لاشين: وقت كتابة التاريخ

من جانبه، أكد مهند لاشين، نجم بيراميدز ومنتخب مصر، أن التأهل إلى كأس العالم يمثل أكبر إنجاز في مسيرته حتى الآن، لكنه شدّد على أن “الرحلة لم تنتهِ بعد”، مشيرًا إلى أن الحلم الأكبر هو التتويج بكأس الأمم الأفريقية في المغرب.

وقال لاشين: “لقد شاركت في كأس الأمم 2022 بالكاميرون ووصلنا إلى النهائي أمام السنغال، لكننا خسرنا بركلات الترجيح. هذه المرة نريد أن نكتب النهاية السعيدة ونرفع الكأس”.

وأضاف: “نحن الآن نحتفل بالتأهل، لكن علينا أن نُنهي أفراحنا سريعًا ونعود للتركيز في الأندية، لأن الموسم مزدحم بالبطولات المحلية والقارية، وكلنا نريد أن نصل إلى المعسكر المقبل في أفضل جاهزية ممكنة”.

وأشار لاشين إلى أن منتخب مصر يمتلك كل المقومات لتحقيق اللقب القاري، بفضل العمل الكبير الذي يقوم به حسام حسن وجهازه المعاون، موضحًا أن “روح الالتزام والانضباط داخل المعسكر هي سر النجاح الحقيقي”.

وختم لاعب بيراميدز تصريحاته قائلًا: “الجيل الحالي لديه كل شيء ليعيد مصر إلى القمة من جديد. نحن نؤمن بأنفسنا وبجمهورنا، وسنذهب إلى المغرب ليس فقط للمشاركة، بل من أجل التتويج باللقب الثامن”.

طموح لا يتوقف

ورغم التحديات الكبيرة التي تنتظر الفراعنة، فإن الحلم يبدو واضحًا في أذهان الجميع: كتابة فصل جديد في تاريخ الكرة المصرية، يجمع بين التأهل للمونديال والعودة إلى عرش أفريقيا في عام واحد.

فما بين طموح الشناوي في دخول التاريخ، وثقة هاني في الجيل الحالي، وحماس عطية بعد عودته، وطموح لاشين في رفع الكأس، يبدو أن منتخب مصر يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق ما كان يبدو مستحيلًا قبل أشهر قليلة فقط.

وفي انتظار كانون الأول/ديسمبر المقبل، تبقى أعين الجماهير معلّقة نحو المغرب، حيث يأمل المصريون أن يرفع الفراعنة الكأس من جديد، في مشهد يعيد للأذهان أيام الجيل الذهبي بقيادة حسن شحاتة، ويؤكد أن الكرة المصرية لا تعرف المستحيل مهما طال الغياب.



المصدر – كوورة

By Sayed