كتب – نهى خورشيد
09:25 م
05/10/2025
بعد مرور 48 عاماً على خسارتها أول نهائي في مونتيفيديو، تمكنت الأرجنتين من الفوز بكأس العالم على أرضها في بوينس آيرس عام 1978، وهي النسخة الحادية عشرة من البطولة.
لكن الظروف في الأرجنتين تغيّرت منذ تم منحها حق استضافه البطولة، إذ أطاح انقلاب عسكري بالحكومة، وتولى الجنرال خورخي رافاييل فيديلا الحكم في فترة اتسمت بالعنف والاضطراب، وبلغ التوتر حد اغتيال الجنرال عمر أكتيس، رئيس اللجنة المنظمة للمونديال.
ورغم أن المنتخب لم يكن يضم جيلاً من النجوم، إلا أن الأرجنتين دخلت البطولة وهي من أبرز المرشحين للفوز.
ضم الفريق في ذلك الوقت القائد المدافع دانييل باساريلا، وصانع الألعاب المهاري أوسفالدو ألدليس، والمهاجم الفتاك ماريو كيمبس، وبفضل هذا الثلاثي، تمكنت الأرجنتين من عبور الدور الأول بصعوبة، ثم تفوقت في المرحلة الثانية، قبل أن تحسم النهائي التاريخي أمام هولندا بنتيجة 3-1 بعد التمديد.
كان سيزار لويس مينوتي، صاحب الشعر الطويل والسجائر الدائمة، وصاحب الـ 39 عاماً في ذلك الوقت، شخصية فكرية فريدة في كرة القدم الأرجنتينية، إذ كان ذا ميول يسارية في زمن تحكمه ديكتاتورية يمينية.
كره مينوتي أسلوب اللعب الدفاعي الخشن الذي سيطر على الأرجنتين في الستينيات والسبعينيات، وسعى إلى تقديم كرة جميلة تربط الجماهير بمنتخبها من جديد.
رفض مينوتي الاعتماد على اللاعبين المحترفين في أوروبا، فقرر أن يختار تشكيلة معظمها من اللاعبين المحليين، باستثناء مهاجم فالنسيا ماريو كيمبس الذي التحق متأخراً بسبب رفض ناديه الإسباني إرساله في البداية.
وكان فكر مينوتي أحد أسرار النجاح، إذ صنع منتخباً متجانساً من لاعبين يعيشون البيئة نفسها ويتدرّبون سوياً لفترات طويلة.
وأصبح كيمبس، الملقب بـ”إل ماتادور”؛ الهداف الأول في الدوري الإسباني موسمين متتاليين نجم المونديال، رغم أنه فشل في التسجيل في نسخة 1974.
سجّل هدفين ضد بولندا، وهدفين آخرين ضد بيرو، ثم أحرز ثنائية جديدة في النهائي أمام هولندا، وصنع الهدف الثالث لزميله دانييل بيرتوني.
وتُوّج كيمبس بلقب هداف البطولة “الحذاء الذهبي” وأفضل لاعب “الكرة الذهبية”.
والمفارقة أنه لم يسجّل أي هدف آخر للأرجنتين بعد تلك المباراة، إذ غاب عن التسجيل في مونديال 1982.
النهائي ضد هولندا
مارست الأرجنتين حرباً نفسية قبل النهائي، بطلب تغيير الحكم الإسرائيلي، وإجبار الحافلة الهولندية على سلوك طريق أطول، وتأخير نزول المنتخب المحلي إلى أرض الملعب لإشعال الأجواء.
في المباراة، افتتح كيمبس التسجيل بعد تمريرة بينية رائعة، قبل أن يعادل الهولنديون النتيجة عبر نانينغا.
وفي الوقت القاتل، ارتطمت كرة رنسنبريج بالقائم، لتذهب المباراة إلى وقت إضافي.
ليخطف كيمبس هدفه الثاني بعد مجهود فردي مثير، ثم أضاف بيرتوني الهدف الثالث، ليحسم أصحاب الأرض اللقب وسط أفراح صاخبة في ملعب “مونومنتال”.