أطلق حسام المندوه، أمين صندوق الزمالك، تحذيرات بالغة الخطورة بشأن الوضع المالي والإداري للنادي، مؤكدًا أن مصير “القلعة البيضاء” مرهون باستعادة أرض مدينة 6 أكتوبر.
وقال المندوه في تصريحات تلفزيونية، إن الوضع كارثي داخل النادي، واصفًا المرحلة التي يمر بها الزمالك قائلاً “لما مسكنا الزمالك كان أشبه بالمريض، وحاليًا بيموت حرفيا”.
وشدد أمين الصندوق، على أن أزمة أرض 6 أكتوبر ليست مجرد مشكلة عقارية، بل هي مفتاح بقاء النادي واستثماره.
وأوضح “أرض 6 أكتوبر، تمثل قبلة الحياة للزمالك، وعدم عودتها يعني انهيار النادي كاملا، فالوضع كارثي، ولا أتمنى الوصول إلى مرحلة الإفلاس”.
وأكد المندوه أن الحلول التمويلية المؤقتة، مثل حقوق الرعاية والبث أو التبرعات، لن تجدي نفعا.
وفي إشارة إلى حجم المسؤولية والأزمات المتراكمة، قال حسام المندوه “لدينا أزمة كبيرة، ونحاسب على أمور غير مسئولين عن فعلها”.
وردًا على تساؤلات حول وجود تهديد باستقالة المجلس الحالي بسبب الأزمات، لم ينفِ المندوه الأمر تماماً، لكنه فضّل تأجيل الحديث، قائلاً “مش عايزين نتكلم في القصص دي دلوقتي.. بس أكيد لو الموضوع متحلش، صعب تكمل بالشكل ده”.
وفيما يخص الجهاز الفني للفريق، أكد المندوه أن المدرب يانيك فيريرا مستمر بشكل طبيعي، مشيرًا إلى أن مجلس الإدارة يدرس حالياً إضافة عنصر مصري إلى الجهاز المعاون له.
أزمة أرض أكتوبر
تمثل أزمة أرض أكتوبر، التحدي الأكبر الذي يواجه الإدارة الحالية لنادي الزمالك، حيث أكد هشام نصر نائب رئيس مجلس القلعة البيضاء، أن الأزمة تدور حول قرار سحب قطعة الأرض، والتي كان النادي يعتزم إقامة فرع جديد عليها، وأن الجهات المسؤولة أكدت صحة أوراق الزمالك.
وأثار قرار سحب أرض 6 أكتوبر من الزمالك، قلق الإدارة والجماهير، لأنه يمثل خسارة لأحد أهم الأصول المستقبلية للنادي التي كانت ستوفر موارد مالية ضخمة.
وأكد مجلس الزمالك أكثر من مرة، أن قرار السحب يهدد استقرار النادي ويدخله في مرحلة الجمود الكامل، بسبب الالتزامات المالية الضخمة، مشيرة إلى أنها تمتلك المستندات التي تثبت صحة موقف القلعة البيضاء، لكنها تواجه تحدي عامل الزمن القاتل في حسم الأمر قانونياً وإدارياً.
الجمهور يؤدي دوره
تصدر هاشتاج “انقذ الزمالك يا ريس” منصة التواصل “إكس” خلال الساعات الأخيرة، في مشهد غير مسبوق، يعكس مدى عمق الأزمة التي يعيشها النادي، بعدما فقدت جماهيره الأمل في تحركات مجلس الإدارة، وقررت تجاوز القنوات التقليدية، متوجهة بندائها مباشرة إلى القيادة السياسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ولم يعد ما يحدث في القلعة البيضاء، أزمة رياضية عابرة، بل تحول إلى ملف عام يهم شريحة واسعة من المصريين، بعدما تراكمت الأزمات الإدارية والمالية، وأصبح مستقبل النادي على المحك.
وجاءت حالة الغليان الجماهيري على مواقع التواصل، لتؤكد أن القاعدة البيضاء فقدت الثقة تمامًا في قدرة مجلس الإدارة الحالي على إدارة الأوضاع.
وترى الجماهير أن مجلس الزمالك يعيش حالة “عجز كامل” في التعامل مع الملفات الحساسة، وعلى رأسها ملف أرض فرع النادي بمدينة 6 أكتوبر.
ولم يكن الهاشتاج، مجرد موجة غضب عابرة، بل حملة منظمة أطلقها جمهور الزمالك من مختلف المحافظات، مصحوبة برسائل مؤثرة ومقاطع فيديو وأرشيفات لنجاحات سابقة، في محاولة لتذكير الجميع بمكانة النادي وقيمته الرمزية في الرياضة المصرية.
ولم تكن حملة “انقذ الزمالك يا ريس” صوت الجماهير وحدها، بل انضم إليها رموز وشخصيات زملكاوية بارزة.
وكان محمود عبد الرازق “شيكابالا”، نجم الأبيض المعتزل حديثا، أول من أطلق صرخة التحذير قبل أسابيع، عندما قال “الزمالك يمثل ركيزة من ركائز القوة الناعمة المصرية”، داعيًا إلى دعمه بوصفه كيانًا وطنيًا يتجاوز حدود المنافسة الرياضية.
هذا النداء وجد صداه الآن، حيث تبنى آلاف المشجعين الفكرة، مؤكدين أن ما يحدث للنادي لا يمس الزمالك فقط، بل يمس جزءًا من الهوية الرياضية لمصر كلها.
Zamalek media
هشام نصر: الأزمة أكبر من أي إدارة
كشف المهندس هشام نصر، نائب رئيس الزمالك، أن النادي يمر بأصعب فتراته على الإطلاق، مؤكدًا أن قرار سحب أرض 6 أكتوبر، وضع الإدارة في موقف لا تُحسد عليه.
وقال نصر، في تصريحات تلفزيونية، إن المستندات القانونية الخاصة بالنادي سليمة، وكل الجهات التي تم التواصل معها أقرت بذلك، لكن المشكلة تكمن في “عامل الزمن القاتل”، الذي يهدد بضياع المشروع قبل أن يُحسم الموقف رسميًا.
وأوضح أن الأزمة لم تعد تتعلق بأخطاء فردية أو إدارية، بل وصلت إلى مرحلة الجمود الكامل نتيجة الضغوط المالية الهائلة.
وأضاف “النادي لديه التزامات ضخمة، ورغم أن أعضاء المجلس أنفقوا من حساباتهم الشخصية لتسيير الأمور، إلا أن حجم الأزمة أكبر من أي محاولات ذاتية، ولا حل سوى بدعم حقيقي وسريع من الجهات المعنية”.