حكم موقعة مانشستر سيتي وكوينز بارك التاريخية يثير الشكوك حول مؤامرة مزعومة

BySayed

نوفمبر 18, 2025


أعاد الحكم الإنجليزي الشهير مايك دين، إشعال الجدل حول مباراة مانشستر سيتي الشهيرة أمام كوينز بارك رينجرز في ختام موسم 2011-2012، وهي المباراة التي تُوِّج فيها سيتي بلقبه الأول في الدوري الإنجليزي لأول مرة منذ 44 عاما، بعد سيناريو دراماتيكي انتهى بهدف سيرجيو أجويرو في الوقت بدل الضائع.

ورغم مرور أكثر من عقد على تلك اللحظات، فإن تصريحات دين جاءت لتدعم نظرية مؤامرة سبق أن روّج لها واين روني، مهاجم مانشستر يونايتد السابق، حول سلوك لاعبي كوينز بارك رينجرز في الدقائق الأخيرة من اللقاء.

وأكد دين، الذي كان حكم المباراة، في برنامج “ذا أوفرلاب” المقدم على شبكة “سكاي سبورتس”، إنه استغرب الطريقة التي أعاد بها لاعبو كوينز بارك رينجرز الكرة إلى مانشستر سيتي بعد هدف التعادل الذي سجله إدين دزيكو في الدقيقة 92.

” ما الذي يحدث؟”

وقال دين: “سجل سيتي هدف التعادل 2-2، وفجأة قام لاعبو كوينز بارك رينجرز بتنفيذ ركلة البداية وركلوا الكرة مباشرة إلى لاعبي سيتي. قلنا فيما بيننا: ما الذي يحدث؟ لماذا يعيدون الكرة بهذه السهولة؟”

وأضاف أن الحكم الرابع آنذاك، نيل سواربريك، قال له عبر السماعات: “ابقَ يقظاً… شيء ما سيحدث”، وتابع دين: “كان بإمكانك أن تشعر بأن هناك شيئا غريبا.. وكأن المباراة تنتظر لحظة ما”.

وأشار الحكم المخضرم إلى واقعة أخرى اعتبرها غير طبيعية، قائلا: “الغريب أيضاً أنّ جيمي ماكي كان يحتفل داخل الملعب بعدما علموا أنهم نجوا من الهبوط، بينما المباراة لم تنته بعد”.

عند هذه النقطة علّق واين روني خلال البرنامج قائلا: “كان لديهم الكثير من لاعبي سيتي السابقين أيضا”.

وبالفعل، كان كوينز بارك رينجرز يضم في تشكيلته الأساسية ذلك اليوم ثلاثة لاعبين سابقين لمانشستر سيتي: نيدوم أونووها، شون رايت-فيليبس، وجوي بارتون، والأخير طُرد في الدقيقة 55 بعد اعتدائه على لاعبين من سيتي.

وقد سبق لروني أن شكّك علنا في سلوك الفريق اللندني خلال تلك الدقائق المصيرية، خصوصاً بعد هدف دزيكو، ملمحا إلى أن طريقة لعبه كانت تسهّل على سيتي تسجيل الهدف القاتل الذي جاء بالفعل عبر أجويرو في الدقيقة 93.

اللقطات المصورة تُظهر أن كوينز بارك رينجرز أعاد الكرة إلى اللعب بعد هدف دزيكو مباشرة من خلال ركلها خارج الملعب بالقرب من راية الركنية لمانشستر سيتي، دون محاولة الاحتفاظ بها أو الضغط على لاعبي الخصم.

TOPSHOT-FBL-ENG-PR-MANCITY-QPRGetty Images

لغز كبير

ورغم أن بعض الفرق تستخدم هذا الأسلوب حاليا لإضاعة الوقت أو لكسب أفضلية تكتيكية، إلا أن الفريق اللندني لم يحاول الضغط على سيتي أو منعه من بناء الهجمة، بل تراجع إلى الخلف بشكل كامل.

وهنا تُطرح الأسئلة: إذا كان الهدف هو إضاعة الوقت، لماذا لم يحتفظ اللاعبون بالكرة لثوان إضافية؟ هل كان هناك خطأ فردي؟ أم قراءة تكتيكية خاطئة؟ أم أن النظرية التي يروج لها روني تحمل شيئاً من الصحة؟

مع ذلك، يجمع الخبراء على أن كل ما يُثار مجرد تكهنات لا توجد أي أدلة تثبت صحتها.

وما يزيد الغموض أن أحد العناصر الأساسية في رواية المؤامرة، يتعلق بما إذا كان لاعبو كوينز بارك رينجرز يعلمون في تلك اللحظة أنهم نجوا من الهبوط.

التعادل 1-1 بين بولتون وستوك سيتي في المباراة الأخرى كان يعني أن كوينز بارك ضمن البقاء في الدوري بغض النظر عن نتيجة اللقاء ضد سيتي.

لكن ردود فعل لاعبي الدفاع بعد هدف أجويرو توحي بأن بعضهم لم يكن يعلم بذلك.

“هذا هراء”

جوي بارتون، اللاعب الأكثر إثارة للجدل في تلك المباراة، رد سابقاً على تصريحات روني بشراسة عبر بودكاسته قائلا: “كنا نقاتل للبقاء. لم نكن نعرف نتائج المباريات الأخرى، وكان علينا أن نحقق نتيجة تضمن لنا البقاء. روني يقول إن المباراة كانت مرتبة وأن اللاعبين استسلموا… هذا هراء”.

وأضاف: “يقول إن الحارس بادي كيني تسبّب في الهدفين.. لا أعتقد أن كيني من النوع الذي يتعمد خسارة مباراة ليمنح سيتي اللقب”.

وتابع: “روني ومعه بعض جماهير يونايتد يريدون تصديق ذلك لأنه يناسب روايتهم. لكن الحقيقة أن المباراة لم تكن مرتبة. سيتي فاز بالدوري، ويونايتد لم يفعل”.

ثم أردف ساخراً: “لو كان هناك مؤامرة، فلا أعتقد أنني أو جبريل سيسي أو شون رايت-فيليبس أو أونووها أو بادي كين سنكون جزءا منها. هذا الكلام مجرد هراء”.

وعن سبب غضب جماهير يونايتد قال بارتون: “كان عليهم أن يكونوا في وضع أفضل. لم يفعلوا. سيتي كان عليه الفوز في ملعبه ضد فريق في المراكز الأربعة الأخيرة.. وهذا ما فعله”.

وفي ختام حديثه الطويل، قال بارتون بنبرة لاذعة: “كوينز بارك بقي في الدوري… وسيتي فاز باللقب… وأنتم (جماهير يونايتد) كنتم تبكون في ملعب الضوء أو ميدلسبره أو أينما كنتم. وهذه هي الضربة الثلاثية”.



المصدر – كوورة

By Sayed