قدم تشيلسي برهانا واضحا على أنه قادم بقوة للمنافسة على ألقاب الموسم الجديد، بعدما حقق فوزا مستحثا على باريس سان جيرمان 3-0، لينال لقب النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية.
فاجأ تشيلسي منافسه بأداء رفيع المستوى، بفضل مجموعة من المواهب التي نثرت سحرها داخل المستطيل الأخضر، في وقت عرف فيه المدرب إنزو ماريسكا من أين تؤكل كتف بطل أوروبا.
في المقابل خيب باريس سان جيرمان الآمال، بعدما كان متوقعا على نطاق واسع أن يظفر باللقب ويكمل رباعية ألقاب تاريخية، حيث برزت بعض عيوب طريقة لعبه بشكل واضح، خصوصا في وسط الملعب.
معركة الوسط
قبل اللقاء، كان متوقعا أن تكون هناك معركة في وسط الملعب، ففي وقت رجح في المراقبون كفة ثلاثي وسط سان جيرمان المكون من فيتينيا وفابيان رويز وجواو نيفيس، ظهر وسط ميدان تشيلسي بشكل متوازن.
كلاعب ارتكاز، أدى الإكوادوري مويسيس كايسيدو مهمته بنجاح، لكن ماريسكا كان حريصا على أن يحظى بالمساندة المطلوبة، ولهذا أشرك قائد الفريق ريس جيمس في وسط الملعب، ضمن طريقة اللعب 4-2-3-1، مقابل تقدم إنزو فرنانديز ليلعب دور مزدوج هجوميا ودفاعيا، بين الجناحين كول بالمر وبدرو نيتو.
ولم يحظ فيتينيا بدعم مطلوب أمام خط سان جيرمان الخلفي، حيث كانت خطة فريقه ترتكز على المساندة الهجومية التي سيقدمها رويز ونيفيس لثلاثي الهجوم المكون من ديزيري دوي وعثمان ديمبلي وخفيتشا كفاراتسخيليا.
كان جيمس الذي يلعب أساسا كظهير أيمن، كلمة السر في نجاح خطة ماريسكا، حيث قطع تشيلسي الكرة كثيرا في وسط الملعب، ليبدأ تحولات سريعة هجومية، أرهقت دفاع الفريق الفرنسي بغياب الموقوف باتشو.
نجم ذهبي
لم يخيب ظن جمهور تشيلسي عندما وضع آماله على عاتق الفتى الذهبي كول بالمر، حيث قدم النجم الإنجليزي أداء ناضجا خلال التحولات الهجومية السريعة، ليسجل هدفين بطريقة ذكية عبر خلق المساحة لنفسه خارج منطقة الجزاء، قبل أن يصنع الهدف الثالث لزميله جواو بيدرو.
بالمر أثبت مجددا أنه النجم الذي يستطيع قيادة تشيلسي للألقاب، حيث فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية، وهي الجائزة التي نالها أيضا في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.
لعب بالمر في الجناح الأيمن، وكان ذكيا في عملية تبادل المراكز مع زملائه، وتفوق بشكل واضح على ظهير سان جيرمان نونو منديز، الذي وضع أفضل لاعبي العالم بمركز الجناح الأيمن في جيبه طوال منافسات الموسم المنصرم.
إثبات خطأ المشككين
واحد من ألمع نجوم اللقاء كان حارس مرمى تشيلسي روبرت سانشيز، الذي برع في التصدي لكرات سان جيرمان على مدار الشوطين، خصوصا في الشوط الأول، الذي أنقذ فيه العديد من الفرصة السانحة للتسجيل.
وكانت هناك دعوات متزايدة بين الجمهور والمراقبين، بشأن التعاقد مع حارس مرمى جديد في تشيلسي، على اعتبار أن سانشيز ارتكب العديد من الهفوات المؤثرة في الموسم الفائت.
بيد أن حارس مرمى برايتون السابق، قدم أداء مميزا في المباراة النهائية، وكان مميزا أيضا في التعامل مع الكرة بين قدميه، ليلعب دورا في تسجيل فريقه لهدف المباراة الأول.
أين ديمبلي؟
اختفى نجم باريس سان جيرمان عثمان ديمبلي عن الأنظار في المباراة النهائية، خصوصا وأن لاعبي الوسط لم يتمكنوا من إيصال الكرة إليه كمهاجم بين الجناحين.
ظهر ديمبلي في بعض الأحيان مرهقا، وربما متأثرا من الحرارة المرتفعة، ليعجز عن وضع حبة الكرز على كعكة سان جيرمان في موسم سيبقى تاريخيا بصرف النظر عما حدث في ملعب “ميتلايف”.
هل ستؤثر النتيجة على فرص ديمبلي في الفوز بالكرة الذهبية المقدمة لأفضل لاعب في العالم؟ من المستبعد حدوث ذلك، خصوصا وأنه وصل برفقة فريقه إلى المباراة النهائية، لكن بالتأكيد كان سيود كتابة التاريخ عبر العودة إلى “حديقة الأمراء” بلقب مونديالي.