09:00 ص
السبت 12 يوليه 2025
كتبت-هند عواد:
في مكان يسمى “نيما” الذي يقع في حي أكرا بدولة غانا، نشأ طفل محمد قدوس المنضم حديثا إلى توتنهام مقابل 55 مليون جنيه إسترليني. إلا أن بدايته لم تكن بسهولة الصفقة، فكان عليه التغلب على عقبات عديدة.
ونشأ قدوس في أحد أصعب أحياء غانا، وكان يلعب بإبهام مكسور، حيث المنازل ذات الأسقف المصنوعة من الصفيح، والأسواق التي لا تنام أبدًا، والافتقار الشديد إلى الفرص، وكان يحيط به النشل والفقر.
وقال بشير محمد زكاري، نائب رئيس نادي سترونج تاورز، أول ناد يلعب فيه قدوس، لصحيفة صن سبورت: “بالنسبة للعديد من الأطفال من نيما، فإن الخيارات محدودة، وأصبحت كرة القدم ملاذًا للكثيرين. عندما جاء إلينا قدوس، بالكاد تكلّم، وكان يقضي ساعات مع أصدقائه دون أن تسمع منه كلمة. لكن كان هناك شيء مختلف فيه، هادئ”.
وأضاف: “كان يذهب إلى المدرسة في الصباح، يعد الساعات ثم ينطلق مسرعًا إلى حديقة مونتريال، وهي بقعة خشنة من الغبار اختفت الآن، وتم تسويتها بالجرافات لإفساح المجال للمسجد الوطني في أكراـ كانت تلك الحديقة هي المكان الذي بدأ فيه العمل الجاد، وهناك حيث نما الجوع”.
وأوضح: “أتذكر كيف التقطناه، وكأنه حدث بالأمس فقط. كان محظوظًا جدًا لعدم وجود أكاديمية خاصة بنا، لذلك نظمنا مباريات مع أكاديمية “رايت تو دريم”، وهناك اكتشفوه، وعندما كان في الثالثة عشرة من عمره فقط، تم اختيار قدوس من قبل أكاديمية “رايت تو دريم”، ولكن حتى هناك، لم تكن الأمور تسير على ما يرام”.
وقال مسعود ديدي دراماني، أول مدرب أخذه إلى “رايت تو دريم”، لصحيفة “صن سبورت”: “كان خجولًا للغاية، أعتقد أن قدوس لاعبٌ قويٌّ وعازمٌ للغاية. كنا نراقبه لفترة، لكننا لم نقرر ضمه إلا بعد مباراتنا ضد فريقه المحلي، كان عمره حوالي 13 أو 14 عامًا فقط. لم يكن دورنا يقتصر على تنميتهم كلاعبي كرة قدم، بل كان أيضًا ضمان نموهم كبشر أفضل”.
وأضاف: “أتذكر عندما انضم إلينا لأول مرة، كغيره من المراهقين، كان حريصًا على إثارة الإعجاب. لكن شيئًا واحدًا لفت انتباهي.كان ذلك عندما كسر إبهامه وكان في جبيرة، ومع ذلك ظل يعمل مع المجموعة، زلت أتذكر تلك اللحظات وكيف كان قويًا ومستقرًا عقليًا وهو يلعب وفي يده الجبس.”
بعدها تلقى قدوس عرضا من نادي نوردشييلاند الدنماركي، ليواجه الغاني تحديا جديدا، بعيدا عن عائلته وأصدقائه، ويقول دراماني: “أتذكر أنني تحدثت إليه وأخبرته أن الأمر سيكون صعبًا قبل أن يتحسن”.
وأضاف: “لكن الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أن تتذكر مدى تقدمك، وتذكر كيف اعتدت اللعب بإبهام مكسور وعندما يمنحك المدير خمس دقائق، أظهر له أنك تستحق العشر دقائق. في أوروبا ، تحصل على ما تعمل من أجله، وقد نجح الأمر، لقد كان بمثابة ضجة في الدنمارك، ولم يمض وقت طويل قبل أن يطلبه أياكس”.
وكان انتقال قدوس إلى أياكس بداية للحلم الأكبر، وهو اللعب في الدوري الإنجليزي، لكن عندما بدأت الأمور تبدو أفضل، انهار الأمر مرة أخرى. وفي عام 2022، قدّم إيفرتون عرضًا جادًا، وأراد قدوس إتمام الصفقة، لكن أياكس رفض رحيله.
لم يتوقف الأمر عند رفض الصفقة، بل قام فريق أياكس بتجميد قدوس، وقال حينها في تصريحات تليجراف الهولندية: “حقيقة أن أياكس منع انتقاله إلى إيفرتون في المرة الأخيرة خيبت أملي، ظننتُ أن الوقت قد حان لبدء فصل جديد في مسيرتي الكروية لأنني لم أكن ألعب هنا. لكن مع إغلاق سوق الانتقالات، عاد تركيزي بالكامل إلى أياكس”.
وعندما جاء عرض وست هام، اغتنم قدوس الفرصة وانتقل إلى الدوري الإنجليزي، وفي الموسم الأول له، سجل 14 هدفا وساهم في 20 آخرين.
ولكن في الموسم الثاني تلاشى كل شيء مرة أخرى، وسجل خمسة أهداف فقط، لتبدأ رحلة جديدة لنجم منتخب غانا مع توتنهام.
اقرأ أيضًا:
قائد تشيلسي “الصغير” يحلم بمونديال الأندية بعد كأس العالم للمنتخبات