درس للمستقبل.. تشافي يعترف بأخطائه في موسمه الأخير مع برشلونة

BySayed

نوفمبر 13, 2025


اعترف المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز، المدير الفني السابق لنادي برشلونة، بأنه ارتكب أخطاء جسيمة في موسمه الأخير مع الفريق الكتالوني أدت إلى تراجع الأداء والنتائج.

وقال تشافي بصراحة لافتة، خلال مؤتمر في جامعة ESIC ببرشلونة حول مفهوم القيادة: “خفضت مستويات المتطلبات والمعايير، فلم يعد لدى اللاعبين نفس الموقف ولا الاحترام ولا الجهد السابق. المعايير انخفضت تدريجيًا، حتى وصلنا إلى موسم لم نفز فيه بأي لقب. وعندما أدركت ذلك، كان الأوان قد فات”.

وأوضح أنه تعلم من هذه التجربة درسًا قاسيًا سيحمله معه في المستقبل، مضيفًا: “بعد مرور الوقت أدركت ما حدث، وقلت لنفسي: “ماذا جرى لي؟ كان يجب أن أكون أكثر نقدًا لذاتي”.

في المقابل، دافع تشافي عن بدايته كمدرب في برشلونة، مؤكدًا أنه نجح حينها في إعادة الفريق إلى أعلى مستويات الأداء، قائلاً: “عندما بدأت مع برشلونة كانت لدي متطلبات عالية جدًا. النادي كان في مرحلة تراجع، لكنني تمكنت في عام واحد من إعادة المعايير إلى القمة، وحققنا لقب الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني”.

وخلال توليه تدريب برشلونة، بين نوفمبر/تشرين الثاني 2021 ومايو/آيار 2024، فاز تشافي بلقبي الليجا والسوبر الإسباني، لكن تجربته انتهت في نهاية المطاف بصورة غير مرضية.

مسيرة أسطورية

يُعد تشافي هيرنانديز أحد أبرز رموز كرة القدم الإسبانية والعالمية، وأحد الأعمدة التي قامت عليها فلسفة برشلونة الحديثة المعروفة باسم “التيكي تاكا”. 

وُلد تشافي في 25 يناير/كانون الثاني عام 1980 في مدينة تيراسا بإقليم كتالونيا، وانضم إلى أكاديمية لاماسيا الشهيرة في سن الحادية عشرة، ليشق طريقه نحو الفريق الأول عام 1998 تحت قيادة المدرب الهولندي لويس فان جال. منذ ظهوره الأول، أظهر تشافي نضجًا فنيًا استثنائيًا، وتمكن من فرض نفسه تدريجيًا كقائد لخط الوسط بفضل ذكائه التكتيكي ودقته في التمرير وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب.

طوال مسيرته مع برشلونة، التي امتدت حتى عام 2015، خاض تشافي أكثر من 750 مباراة رسمية، ليصبح أحد أكثر اللاعبين تمثيلًا للنادي في التاريخ. حقق خلال تلك الفترة 25 لقبًا، من بينها 8 بطولات دوري إسباني، و4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا (2006، 2009، 2011، 2015)، و3 بطولات كأس ملك إسبانيا، و6 ألقاب في كأس السوبر الإسباني، إلى جانب لقبين في كأس العالم للأندية ولقبين في السوبر الأوروبي. شكل مع أندريس إنييستا وسيرجيو بوسكيتس ثلاثيًا ذهبيًا يُعد من الأعظم في تاريخ كرة القدم، إذ كان خط وسط برشلونة بقيادته القلب النابض الذي منح الفريق أسلوبه الفريد وهيمنته التاريخية خلال حقبة المدرب بيب جوارديولا بين 2008 و2012.

أما على الصعيد الدولي، فمسيرة تشافي مع منتخب إسبانيا كانت أسطورية بالمعنى الحرفي. فقد خاض 133 مباراة دولية بين عامي 2000 و2014، وكان العقل المدبر وراء الجيل الذهبي الذي غيّر وجه الكرة الإسبانية. ساهم بشكل رئيسي في تتويج إسبانيا بـكأس أمم أوروبا 2008، وكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، وكأس أمم أوروبا 2012، ليصبح أحد رموز الحقبة التي رسخت أسلوب الاستحواذ والتمرير القصير كأسلوب لعب عالمي. حصل تشافي على لقب أفضل لاعب في “يورو 2008″، كما اختير عدة مرات ضمن تشكيلة الفيفا المثالية (FIFPro XI).

بعد رحيله عن برشلونة في صيف 2015، انتقل تشافي إلى نادي السد القطري، حيث لعب حتى 2019، قبل أن يعلن اعتزاله رسميًا ويتولى تدريب الفريق نفسه. خلال فترته كمدرب في قطر، أظهر قدراته الفنية، وقاد السد لتحقيق دوري نجوم قطر 2020-2021، وكأس الأمير وكأس قطر، محققًا نجاحًا محليًا لافتًا، ما لفت أنظار برشلونة مجددًا.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عاد تشافي إلى برشلونة كمدرب للفريق الأول خلفًا لرونالد كومان، في لحظة صعبة على النادي من الناحية المالية والفنية. ورغم التحديات، نجح في موسمه الأول الكامل (2022-2023) في إعادة الاستقرار الفني للفريق، حيث توّج بلقب الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني بعد أداء دفاعي قوي وتنظيم تكتيكي مميز، ليعيد الأمل لجماهير الكامب نو. 

لكن موسمه الثاني (2023-2024) شهد تراجعًا في النتائج والأداء، ما دفعه في النهاية إلى الرحيل عن الفريق بعد اعترافه بأنه “خفض المعايير” في آخر مواسمه، ليأتي بدلا منه المدرب الألماني الحالي هانز فليك.

تاريخيًا، يُنظر إلى تشافي على أنه أحد أعظم لاعبي خط الوسط في التاريخ، وأحد العقول التي غيرت مفهوم “اللعب الجماعي” في كرة القدم الحديثة. ترك بصمة لا تُمحى في الملاعب، سواء كلاعب فذ قاد جيلًا ذهبيًا، أو كمدرب يحاول نقل فلسفته.



المصدر – كوورة

By Sayed