دروس قاسية.. كيف فضح ليفربول ثغرات ريال مدريد؟

BySayed

نوفمبر 5, 2025


تلقى ريال مدريد خسارة مؤلمة أمام ليفربول في ملعب “أنفيلد”، لتكشف المواجهة مجدداً عن نقاط الضعف التي يعاني منها الفريق الإسباني، رغم مسيرته المميزة هذا الموسم تحت قيادة مدربه الجديد تشابي ألونسو.

 جاءت الهزيمة لتؤكد أن النادي الملكي لا يزال في مرحلة بناء وتعلّم، خصوصاً أمام المنافسين الكبار القادرين على استغلال ثغراته الفنية والذهنية.

ووفقاً لصحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية، حملت المباراة الكثير من الدلالات بعد مرور عام تقريباً على الخسارة السابقة في الملعب ذاته، حين سقط ريال مدريد تحت قيادة كارلو أنشيلوتي (0-2) أمام فريق ليفربول الذي كان يقوده أيضا آرني سلوت في مرحلة المجموعات.

وهذه المرة جاء الدور على ألونسو ليعيش خيبة مشابهة في ملعب يعرفه جيداً، بعدما دافع عن ألوان النادي الإنجليزي بين عامي 2004 و2009.

بدأ ألونسو مشواره في ريال مدريد بثقة كبيرة، محققاً ثلاثة انتصارات متتالية في دوري الأبطال و10 انتصارات من أصل 11 في الدوري الإسباني، كان أبرزها الفوز على برشلونة (2-1) في “الكلاسيكو”.

ومع ذلك، أثارت خسارتان قاسيتان -برباعية أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية، وخماسية أمام أتلتيكو مدريد في الدوري- الشكوك حول قدرة الفريق على مجاراة خصومه في المواعيد الكبرى.

المدرب الإسباني رفض الربط بين الهزيمة في “أنفيلد” وتلك التي تلقاها أمام أتلتيكو، وقال في تصريحات لقناة “موفيستار بلس” الإسبانية: “هناك طرق مختلفة للخسارة، واليوم الأمر مختلف تماماً عن الطريقة التي خسرنا بها في ملعب متروبوليتانو. الفريق قاتل وقدم كل ما لديه”.

لكن رغم هذا الدفاع، أظهرت المواجهة أن ريال مدريد ما زال أمامه الكثير ليتعلمه من عرض باهت جديد أمام خصم من طراز ليفربول.

النجوم خيّبوا الآمال

لم يتمكن ريال مدريد من تسجيل أي حضور هجومي مؤثر طوال اللقاء، إذ لم يسدد سوى مرتين على المرمى، الأولى عبر فيديريكو فالفيردي، والثانية من جود بيلينجهام.

في المقابل، تكررت الصورة ذاتها من مباراة الموسم الماضي، حين اكتفى الفريق بثلاث تسديدات فقط في “أنفيلد”، مع غياب كامل لفاعلية كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور.

لم ينجح مبابي، المتوج حديثاً بجائزة “الحذاء الذهبي” كأفضل هداف في أوروبا، في تجاوز ثنائي الدفاع فيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتي، إذ ظل بعيداً عن منطقة الجزاء، وعندما حاول الاقتراب، تفوقا عليه في الكرات الهوائية.

أما فينيسيوس، ففشل هو الآخر في تجاوز كونور برادلي، ولم يسدد أي كرة، ولم يصنع عرضية ناجحة، وخسر 5 مراوغات من أصل 6، حيث إن كونور، الذي نال إشادة من طاقم أنشيلوتي الموسم الماضي بعد إيقافه لمبابي، واصل تألقه أمام البرازيلي مجدداً.

وقال ألونسو في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء: “واجهنا صعوبة في الوصول إلى الخط الأخير من الملعب. لقد تمركزوا بشكل عميق، وكان من الصعب علينا إحداث الضرر في تلك المنطقة”.

نقص الخبرة والقيادة

لم يكن “أنفيلد” مكاناً ودوداً لريال مدريد، لا سيما لترينت ألكسندر-أرنولد العائد إلى ملعبه السابق وسط صيحات استهجان متواصلة.

 ومع ذلك، أظهر لاعبو ألونسو التزاماً أكبر مما كان عليه الفريق الموسم الماضي، واستعادوا الكرة 50 مرة، أكثر من ليفربول بمرتين.

أبرز ما عكسته المباراة هو غياب الخبرة داخل الفريق. فينيسيوس نفسه تلقى بطاقة صفراء لعرقلة هجمة مرتدة في منتصف ملعبه، في لقطة تعكس افتقار الفريق للهدوء في اللحظات الحرجة.

ظل ألونسو ومساعده سيباس بارّيا يطالبان المهاجمين بالضغط العالي، لكن المدرب اعترف بعد اللقاء بأن “الحدة وحدها لا تكفي”، مؤكداً أن النضج الذهني عنصر مفقود.

Liverpool FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD4Getty Images

رحيل ركائز الخبرة مثل كريم بنزيما، توني كروس، ناتشو، لوكا مودريتش ولوكاس فاسكيز، فتح المجال أمام جيل شاب يضم ألفارو كارّيراس (22 عاماً)، دين هويسن (20 عاماً)، وفرانكو ماستانتونو (18 عاماً)، إضافة إلى ألكسندر-أرنولد. لكن هذا الجيل، كما حدث أمام أتلتيكو، أظهر غياباً واضحاً للقيادة في الأوقات الصعبة.

وقال ألونسو عقب اللقاء: “علينا أن نتعلم كيف لا نتلقى الأهداف السهلة ولا نرتكب الأخطاء في اللحظات الحاسمة”.

وردد الحارس تيبو كورتوا وفالفيردي الرسالة ذاتها، مؤكدين أن الجانب الذهني يحتاج إلى عمل أكبر داخل غرفة الملابس.

تغييرات غير فعالة من ألونسو

اعتمد ألونسو على خطة (4-1- 3 ـ1) التي استخدمها في “الكلاسيكو”، حيث لعب إدواردو كامافينجا كجناح أيمن. لكن الخطة لم تنجح هذه المرة، وظهرت سلبياتها منذ الدقائق الأولى.

انتظر المدرب حتى الدقيقة 68 لإجراء أول تبديل بعد هدف ليفربول الذي جاء في الدقيقة 61، فأخرج كامافينجا وأدخل رودريجو. لكن الأخير، الذي تراجع دوره كثيراً هذا الموسم وأصبح في المركز السابع عشر من حيث الدقائق، لم يقدم أي إضافة، وخسر الكرة تسع مرات خلال 20 دقيقة فقط.

كما تجاهل ألونسو إشراك المهاجمين الشابين جونزالو جارسيا وإندريك رغم التأخر، واكتفى في الدقيقة 81 بإشراك ألكسندر-أرنولد بدلاً من أردا جولر. إلا أن اللاعب العائد من إصابة عضلية ظهر متأثراً بضغط الجماهير ولم ينجح في مساعدة الفريق.

وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، دخل إبراهيم دياز مكان فالفيردي الذي بدا متألماً، لكن التغييرات جاءت متأخرة ولم تغيّر من واقع المباراة. وهكذا، كرر ألونسو نفس الأخطاء التي لاحقت أنشيلوتي في الموسم الماضي: تأخر التبديلات وعدم الثقة في الشباب.

كورتوا لا يمكنه إنقاذ الفريق دائماً

بعد اللقاء، قال فيرجيل فان دايك لشبكة “TNT برازيل”: “كورتوا كان مذهلاً، أعاد إليّ ذكريات نهائي باريس 2022″، في إشارة إلى تألق الحارس البلجيكي في نهائي دوري الأبطال الذي فاز به ريال مدريد على ليفربول قبل عامين.

لكن كما يشير التقرير، فإن كون الحارس هو أفضل لاعبي الفريق ليس مؤشراً إيجابياً، حيث تصدى كورتوا لـ4 فرص محققة، ثلاث منها من دومينيك سوبوسلاي، وأنقذ فريقه من خسارة أكبر.

بلغ معدل الأهداف المتوقعة لليفربول (2.51) مقابل (0.45) فقط لريال مدريد، قبل أن يسجل أليكسيس ماك أليستر هدف الفوز، لتتواصل معاناة الفريق الملكي في المباريات الكبيرة.

هذا الموسم، لم يحافظ ريال مدريد على نظافة شباكه سوى مرة واحدة، أمام يوفنتوس في دوري الأبطال، وكانت تلك المباراة صعبة للغاية.

وعندما سُئل ألونسو بعد اللقاء عما إذا كان كورتوا قد أنقذ الفريق من “كارثة أنفيلد”، أجاب قائلاً: “المقلق بالنسبة لي هو أننا ما زلنا بحاجة إلى التعلم”.

بهذه الكلمات، اختصر تشابي ألونسو حال ريال مدريد الذي يعيش مرحلة انتقالية بين جيل ذهبي رحل وجيل واعد لم يكتسب بعد خبرة البطولات الكبرى، لتكون الهزيمة أمام ليفربول بمثابة إنذار حقيقي بضرورة مراجعة الذات قبل المواعيد الحاسمة القادمة.



المصدر – كوورة

By Sayed