حذر ديديه ديشامب، المدير الفني لمنتخب فرنسا لاعبيه من الاستهانة بالمنافسين في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
يعتلي الديوك قمة المجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط، خلفهم أيسلندا في المركز الثاني برصيد 3 نقاط ثم يتساوى منتخبا أذربيجان وأوكرانيا برصيد نقطة واحدة.
وبإمكان المنتخب الفرنسي، بطل العالم مرتين في 1998 و2018، حسم تأهله رسميا لمونديال 2026 حال الفوز في مباراتيه خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري عندما يستضيف أذربيجان، غدا الجمعة، على ملعب حديقة الأمراء، معقل نادي باريس سان جيرمان، قبل أن يحل ضيفا على أيسلندا يوم الإثنين المقبل.
وقال ديشامب في مؤتمر صحفي اليوم الخميس قبل مواجهة أذربيجان “لقد حذرت اللاعبين من كابوس عدم تأهلنا لكأس العالم 1994، ونبهت عليهم في الوقت المناسب، إنه أمر ضروري للغاية، هذا الكابوس جزء من مسيرتي، وعشت بعده الكثير من اللحظات السعيدة”.
أضاف المدرب الفرنسي “بإمكاننا السخرية من إيطاليا، لأنها لم تتأهل لكأس العالم في آخر نسختين، لكن يجب ألا تكون ذاكرتانا ضعيفة، لأنه سبق أن واجهنا نفس المصير، لذا يجب أن نتحلى بالتواضع اللازم، فنحن نلعب في مستوى عال، والصدمة فيه تكون قاسية”.
وأشار “في كرة القدم، لا يتطلب الأمر الكثير، لا أريد أن أترك مجالًا للصدفة أو للأمور غير المتوقعة، بل يجب أن نتسم بالإيجابية الشديدة ونتفادى الشعور بالسلبية، وأن نكون واقعيين، ويبقى الأهم حاليا هو مباراتنا غدا أمام أذربيجان”.
وشدد ديديه ديشامب “نحن نحترم جميع منافسينا، منتخب أذربيجان فريق حماسي، وقدم أداء جيدا في مباراته الأخيرة، وليس لديه ما يخسره عندما سيلعب أمامنا، يجب ألا نمنحهم فرصة لتشكيل خطورة علينا، المهمة ليست سهلة، لكنني أعلم جيدا أن اللاعبين لا يستسهلون المباراة، فالحصول على ست نقاط بعد أول جولتين، لا يعني أننا ضمنا التأهل”.
واستطرد ديشامب “يجب أيضا ألا نبدأ المباراة، وفي اعتقادنا أننا سنصنع الفارق في أي وقت، بل يجب الالتزام بواجباتنا منذ البداية، منتخب أذربيجان تعادل في الجولة الماضية أمام أوكرانيا، ويضم بين صفوفه 7 لاعبين من فريق قره باج الذي يقدم أداء مميزا في دوري أبطال أوروبا، لا أقصد أننا نخاف من المباراة، بل الأمر متروك لنا لحسم الأمور”.
وتحدث ديشامب عن مدى جاهزية كيليان مبابي للمشاركة أمام أذربيجان، قائلا “الأمر يتعلق بحساسية كاحله، لقد نفذ البرنامج العلاجي والتأهيلي المطلوب، وسنترقب حالته في مران الفريق اليوم، فإذا سارت الأمور على ما يرام، فإنه سيشارك في المباراة”.
وأوضح المدير الفني لمنتخب فرنسا “لا يمكن اللعب بتشكيل أساسي ثابت، بل لابد من إجراء تعديلين أو ثلاثة تعديلات في ظل ضيق الوقت، وخوض مباراتين في غضون ثلاثة أيام”.
وأثار ديشامب الغموض حول التشكيل الأساسي الذي ينوي الدفع به في مواجهة أذربيجان، قائلا للصحفيين “من اللاعب الذين تريدون إشراكه؟”، مضيفا “لن أكشف لكم بالتأكيد عن التشكيل، والقرار سيحسم بعد مران اليوم الخميس، وقد يشارك بعض اللاعبين لأول مرة على المستوى الدولي”.
في سياق آخر، لا يتخوف ديديه ديشامب من إمكانية تعرض أدريان رابيو، لاعب وسط إيه سي ميلان الإيطالي لصافرات استهجان في مدرجات ملعب حديقة الأمراء، باعتباره لاعبا سابقا في باريس سان جيرمان، وانتقل إلى الغريم الأزلي، أولمبيك مارسيليا الذي رحل عنه قبل أسابيع قليلة.
وأتم ديشامب تصريحاته “من المفترض ألا يتعرض رابيو لصافرات الاستهجان، ولكننا سنخوض المباراة في ملعب باريس، ومن الوارد أن يثير بعض الأفراد الجماهير، ولكن رابيو ناضج، ويجيد التعامل مع مثل هذه الظروف، ولم يتأثر بذلك في المباراة الماضية أمام أيسلندا بل أنقذنا من هدف مؤكد”.
ويعمل ديديه ديشامب، مديرا فنيا لمنتخب فرنسا منذ صيف 2012 خلفا لزميله السابق لوران بلان، الذي فاز معه بلقب كأس العالم 1998.
وفي مقعد المدير الفني، قاد ديشامب بلاده للتتويج بلقبي كأس العالم 2018 في روسيا ودوري أمم أوروبا في 2021، إضافة إلى فضية أمم أوروبا “يورو 2016” وفضية كأس العالم 2022، وبرونزية دوري أمم أوروبا في 2025.
وأعلن المدرب الفرنسي أنه سينهي مسيرته مع المنتخب الفرنسي بانتهاء مشوار الفريق في كأس العالم 2026 التي ستقام بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، ليفتح الباب أمام تحقيق حلم زميله الآخر من جيل مونديال 1998، زين الدين زيدان، في قيادة الديوك.