أجرى ديكو، المدير الرياضي لنادي برشلونة، حوارًا مطوّلًا مع صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، تناول خلاله تفاصيل سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة، الذي شهد العديد من المحاولات والصفقات، بالإضافة إلى تجديد العقود، ورحيل بعض اللاعبين، وأيضًا الحديث عن مستقبل الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيجن.
وكعادته، تحدّث ديكو بصراحة ووضوح، كاشفًا عن تفاصيل دقيقة تخص المشروع الرياضي للبارسا.
تقييم عام للميركاتو
بعد مرور شهر على إغلاق السوق، قال ديكو: “نعم، بشكل عام نفذنا تقريبًا ما كنا نخطط له بناءً على احتياجات المراكز وما كنا نبحث عنه”.
وأضاف “قمنا بمعظم ما اتفقنا عليه مع المدرب. كنا نقول منذ سنوات إنه يجب بناء فريق قوي، وهذا تحقق، وفزنا، ثم فزنا مرة أخرى الموسم الماضي. لدينا لاعبون شباب ينضجون ويترسخون أكثر كعناصر مهمة”.
وتابع “فكرتنا الأساسية الحفاظ على قوام الفريق. فريق يحقق الانتصارات يمكن دائمًا تحسينه، لكن الأهم بالنسبة لنا كان الحفاظ على الركائز الأساسية. هذا ليس سهلاً، لأنه حين تحقق النجاح يبدأ السوق في الحديث عن لاعبيك. لكن خططنا كانت الحفاظ على المشروع، وإذا أمكن تحسينه، نسعى لذلك. أعتقد أننا حققنا ذلك”.
وأشار إلى أن رحيل إينيجو مارتينيز لم يكن متوقعًا، لكنه جاء نتيجة “إغراءات السوق” وهو أمر يصعب التحكم فيه.
ورحل إينيجو مارتينيز عن صفوف برشلونة، خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضية، لينضم للنصر السعودي.
واستفاد النادي الكتالوني بتوفير راتب اللاعب الباسكي الذي بلغ 14 مليون يورو سنويًا، ما منحه متنفسًا مهمًا في سياق الامتثال لقواعد “اللعب المالي النظيف” الإسبانية.
وأفادت تقارير صحفية إسبانية، أن برشلونة، مع هذه العملية، يكون قد وفر قرابة 30 مليون يورو، سترتفع إلى 40 مليونًا بعد إضافة عائدات اتفاق الرعاية الأخير.
“اللعب المالي النظيف” ليس عائقًا
ورفض ديكو اعتبار أن برشلونة هو الضحية الأكبر لقوانين “اللعب المالي النظيف”، مؤكدًا أن اللوائح تطبق على الجميع، مضيفًا: “قبل 3 أعوام نجحنا في ضم ليفاندوفسكي ورافينيا وكوندي. اليوم لا يتعلق الأمر فقط بالشراء، بل أيضًا بتجديد عقود بيدري، وجافي، ورافينيا وآخرين. الأهم أننا استعدنا شيئًا أساسيًا: رغبة اللاعبين في القدوم إلى برشلونة”.
وتحدث ديكو عن أسماء عدة مثل لينجليت، وأنسو فاتي، وأوريول روميو، وباو فيكتور وبابلو، موضحًا أن معظم القرارات كانت لأسباب رياضية أكثر منها مالية: “أنسو احتاج للعب باستمرار، وموناكو خيار مثالي له. أما لينجليت فلم يكن ضمن خططنا لوجود فائض في الدفاع. كل هذه القرارات ساعدت النادي ماليًا لكنها بالأساس كانت رياضية”.
ملف حراسة المرمى
وأوضح ديكو أن ضم الحارس الشاب خوان جارسيا من إسبانيول جاء بعد إصابات متكررة لتير شتيجن، ما كشف نقصًا في العمق بخط الحراسة: “لم يكن الهدف إيجاد بديل لتير شتيجن، بل التخطيط للحاضر والمستقبل. مارك حارس عظيم وقائد للفريق، ولا يوجد أي خلاف معه”.
وأكد أن التوقيع مع جارسيا جاء نتيجة احتياجات واقعية: “أردنا حارسًا شابًا يمنحنا الحاضر والمستقبل، وليس حارسًا بعمر 28 أو 30 عامًا لحل قصير المدى”.
غياب جافي وتجديد دي يونج
وعن إصابة جافي، قال: “غيابه مؤلم جدًا، إنه لاعب فريد وشخصيته مختلفة. على الرغم من عمره (21 عامًا) إلا أنه يملك خبرة سنوات. نتمنى أن يسير على خطى تشافي، وبويول ويصبح أحد أساطير النادي. صحيح أننا خسرناه في الحاضر، لكن الأهم هو مستقبله، وقرارات الأطباء تركز على حماية مسيرته الطويلة”.
كما أكد أن مفاوضات تجديد عقد فرينكي دي يونج تسير بشكل إيجابي: “هو سعيد هنا ويرى أن برشلونة قادر على المنافسة على الألقاب. بالنسبة لنا هو لاعب أساسي في مشروع الحاضر والمستقبل.”
الصفقات الهجومية وخيارات السوق
وكشف ديكو أن الهدف كان ضم جناح أيسر، موضحًا: “لويس دياز كان الخيار الأول، لكن ليفربول رفض تمامًا بيعه. بعدها اتجهنا إلى راشفورد، وتمت إعارته مع خيار شراء غير مُلزم. أما نيكو ويليامز، فقد طرحه وكيله علينا، لكن المفاوضات لم تكتمل بسبب الشروط”.
وأضاف: “لا يوجد ما يسمى بخطة A أو B. أردنا لاعبًا بجودة عالية يضيف حلولًا هجومية. دياز كان خيارًا ممتازًا، راشفورد أيضًا، وحتى نيكو يمكنه اللعب يمينًا ويسارًا. لكن في النهاية لم نتوصل لاتفاق.”
مستقبل الفريق
واختتم ديكو تصريحاته بالتأكيد على أن الفريق الحالي أقوى من الموسم الماضي بفضل نضج اللاعبين الشباب وتحسن مستوى عناصر مثل رافينيا، دي يونج وكوندي، إلى جانب استقرار العمل الفني: “لدينا مجموعة جائعة للألقاب، فريق شاب ومتماسك، ومشروع طويل الأمد نثق به.”