نال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو استقبالاً حاراً من أحد أفراد الطاقم الأسطوري لتشيلسي، عقب عودته إلى ملعب النادي اللندني.
مورينيو، الذي يقود حالياً فريق بنفيكا، خسر بصعوبة أمام تشيلسي بنتيجة (1-0) في دوري أبطال أوروبا، أمس الثلاثاء لكنه عاش لحظة استثنائية قبل وبعد المباراة.
وقبيل صافرة البداية، أكد مورينيو أنه لا يزال “سبيشال وان” الخاص بتشيلسي، وهو ما أثبتته حفاوة الاستقبال التي حظي بها.
ووفقا لصحيفة “ذا صن” البريطانية، بادرت تيريزا كونيلي، وهي من العناصر المخضرمة في طاقم النادي، باحتضان مورينيو بحرارة فور عودته إلى ملعب “ستامفورد بريدج”.
وأشارت إلى أن برايان بولمان، الذي خدم تشيلسي لمدة 55 عاماً قبل أن يتقاعد العام الماضي، كان في استقبال مورينيو بغرفة الإعلام حيث قدم له البسكويت المفضل لديه.
وتبادل بولمان، الذي كان وجهاً مألوفاً في غرفة الإعلام، العناق مع مورينيو، ثم وضع أمامه بعض قطع بسكويت “الكاسترد كريم” على الطاولة.
هذه العادة تعود إلى الفترة الأولى لمورينيو كمدرب لتشيلسي بين عامي 2004 و2006، حين كان يتناول البسكويت قبل حديثه للإعلام.
البرتغالي كرر المشهد نفسه هذه المرة، إذ تناول قطعة من البسكويت قبل مؤتمره الصحفي، تماماً كما فعل عام 2010 عندما قاد إنتر ميلان للفوز على تشيلسي في دوري الأبطال.
وأوضحت الصحيفة أن الجماهير تفاعلت مع المشهد المؤثر، فكتب أحدهم: “هذا لطيف للغاية”.. وأضاف آخر: “هذا رائع.. الاحترام والأصالة مستمران”.
بينما وصف ثالث الموقف بكلمة واحدة: “إرث”.. وكتب مشجع رابع على مواقع التواصل الاجتماعي: “مؤثر”.
وجّه مدرب بنفيكا، جوزيه مورينيو، شكره لجماهير تشيلسي على الاستقبال الحار في عودته إلى ملعب ستامفورد بريدج، لكنه اعترف في الوقت ذاته بإحباطه من الخسارة التي تلقاها فريقه مساء الثلاثاء في الجولة الثانية من مرحلة الدوري بدوري أبطال أوروبا.
وقال مورينيو بعد المباراة، في تصريحات أبرزتها شبكة “espn”: “أنا لا أعيش على الذكريات، بل أعيش على الانتصارات”.
مورينيو كان قد حقق الفوز في زيارته الأولى إلى غرب لندن عام 2010 مع إنتر ميلان، لكنه خسر الآن في زياراته السبع التالية. وبعد تعرضه لأول خسارة في دوري الأبطال مع بنفيكا، منذ توليه المسؤولية خلفاً لبرونو لاجي في وقت سابق من الشهر، طُلب من مورينيو التعليق على استقباله من جانب جماهير تشيلسي.
وقال مورينيو: “أنا لا أعيش على هذه الذكريات، بل أعيش على الانتصارات والنتائج. لكنني أشكرهم على الهتاف باسمي، وقد رددت لهم ذلك على أرض الملعب. عندما أكون في لندن، ألتقي مشجعي تشيلسي يومياً في الشارع. آمل أن أعود إلى هنا بعد 20 عاماً مع أحفادي”.
وفي مقابلة أخرى، علّق مدرب مانشستر يونايتد السابق على رد فعل الجماهير قائلاً: “الناس في المملكة المتحدة لديهم هذه الثقافة، لا ينسون من منحهم السعادة. حدث ذلك عندما جئت إلى هنا مع يونايتد، وعندما جئت مع إنتر. كنت أتوقع الأمر نفسه.
وواصل: “عندما تذهب إلى أولد ترافورد، تجد الأمر مشابهاً، هذه ثقافتهم. بالطبع كنت مركزاً على المباراة، لكنني سمعت ذلك وكان عليّ أن أقول شكراً للجماهير”.
وخلال اللقاء، ظهر مورينيو في أكثر من موقف لافت؛ إذ أرسل قبلة إلى الجماهير التي هتفت باسمه، وطلب من جماهير بنفيكا التوقف عن رمي المقذوفات تجاه إنزو فيرنانديز لاعب تشيلسي، وحتى أنه ركض داخل أرضية الملعب لإبعاد كرة خرجت عن مسار اللعب.
وعقب صافرة النهاية، عانق مورينيو مدرب تشيلسي إنزو ماريسكا قبل أن يغادر سريعاً إلى النفق المؤدي لغرف الملابس، في إشارة واضحة إلى خيبة أمله بالخسارة، وقراره بعدم التفاعل أكثر مع جماهير تشيلسي.
وكان مورينيو قد صرّح الإثنين عند عودته إلى ملعب ستامفورد بريدج بأنه سيبقى “بلوز” إلى الأبد.
تجدر الإشارة إلى أن مورينيو تولى تدريب بنفيكا مؤخراً بعد رحيله عن فنربخشة التركي، ليعود من جديد إلى دوري أبطال أوروبا، البطولة التي توج بها مع بورتو عام 2004 ومع إنتر ميلان عام 2010.
على مدار مسيرته، حصد مورينيو 26 لقبًا كبيرًا مع بورتو، تشيلسي، ريال مدريد، إنتر ميلان، مانشستر يونايتد وروما. لكن آخر تتويج له بالدوري يعود لعقد كامل، كما أنه لم يقد فريقًا في دوري الأبطال، منذ أكثر من خمس سنوات.
شعره أصبح أكثر بياضًا. مورينيو يصف نفسه اليوم بأنه “أكثر إيثارًا” و”أقل أنانية”، وهو ما يثير ابتسامة لدى متابعي مسيرته الطويلة. كما أكد مدرب بنفيكا أنه لم يعد إلى بلاده لخوض “حرب”، حيث بادر بالاتصال برئيس بورتو، أندريه فيلاش بواش، زميله السابق، وكذلك برئيس سبورتنج لشبونة، فريدريكو فارانداس.
كووورة